لن يستقر وطن بلا ولاء، ولا ولاء دون محبة، ولا محبة دون إنصاف وعدل. ثنائية الولاء والعدل، هي التي تبقي الأوطان آمنة مستقرة. والعدل الحقيقي يبدأ مع النفس والأقربين، كما عبر عن ذلك الخليفة العباسي عبدالله بن المأمون حين قال: العدل أن يعدل الرجل في بطانته ثم الذين يلونهم حتى يبلغ إلى الطبقة السفلى.
كسعوديين، لدينا خارطة العدل التي وضعها مؤسس هذا الكيان الذي جمعنا، بتوفيق الله، من الفرقة إلى الوحدة، ومن التناحر إلى التعاون، حين بدأ بنفسه وخاصته وأعلن ـ رحمه الله ـ في إحدى كلماته على كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكاوى من رعيتنا ولو كانت موجهة ضد أولادي أو أحفادي أو أهل بيتي.
وبالأمس، احتفينا بسابعة الحب والولاء لخادم الحرمين الشريفين، ونحن نعيش عدله وإنصافه ومحبته، وحربه المعلنة على الفساد، ونجني ثمر ما زرعه مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز، رحمه الله.
وحري بكل سعودي أن يكون حصناً لهذا الوطن، في أمنه واستقراره ونزاهته، وكذلك في استتباب العدل فيه، وألا يصمت عن الظلم أو الفساد حين يلمحه، بل عليه أن يبادر إلى المساهمة في إحقاق الحق، وإزالة الظلم والفساد بكل الوسائل الممكنة.
هذا الوطن الذي يجمعنا، هو ملك لنا جميعاً، وأمننا من أمنه، واستقرارنا من استقراره، وحين يفتح ولي الأمر أبوابه علانية لكل صاحب مظلمة؛ يبقى الدور الحقيقي على المواطن في إيصال صوته، ورفع مظلمته، وعدم الخشية من أمير أو وزير أو غيرهما.. فنحن جميعاً معنيون بهذا الإرث الذي قدمه لنا المؤسس، طيب الله ثراه، ومعنيون بالحفاظ على أمنه واستقرار العدل فيه، ومعنيون بمحاربة المفسدين الذين يحاولون الفتك بوطننا.
الولاء الحقيقي، والإخلاص الصادق، يكون بحراسة هذا الإرث، وألا ترهبنا في سبيل أمنه واستقراره بطشة ظالم أو فاسد كائناً من كان.