يقول الإعلان المروّج لها أنها لعبة تناسب الجميع من عمر 5 سنوات حتى 85 عاما، وتلك مساحة عمرية واسعة جدا، حتى ليخيل للمرء أن لهذه اللعبة مفعولا يشبه السحر حتى يمكنها تغطية رغبات كل هذه الأعمار، والأدهى أن وصفها يقول «لعبة الراحة النفسية»، وبالتالي فإن كمية التساؤلات تزداد، كيف يمكن للعبة واحدة أو تؤمن الراحة للجميع بغض النظر عن مشكلاتهم وأعمارهم وفئاتهم السنية.
إنها لعبة الـ«بوبيت» التي انتشرت بين الأطفال والمراهقين في مختلف أصقاع العالم حتى إن صحيفة «الأندبندنت» البريطانية قالت إنه «لا تخلو مدرسة ابتدائية في طول البلاد وعرضها من هذه اللعبة»، حيث أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي.
والبوبيت عبارة عن كرات بلاستيكية موضوعة في إطار مربع الشكل أو غير منتظم الشكل، تعمل بالضغط على هذه الكرات ذات الملمس المطاطي بألوانها المختلفة، ويدعي مخترعها أن لها القدرة على علاج القلق والتوتر.
تكسب مادي
يرى الأخصائي النفسي عبدالمحسن الزهراني «أن هناك كثيرا من أساليب الترويج الهادفة للتكسب المادي تضع كلمة نفسياً في سياقات الإعلان عن تلك المنتجات، وللأسف لا حقيقة لفعاليتها النفسية، ولكن ربط النفسية بها هدفه ملامسة حاجات الناس النفسية وتدعيم شرائها، بما يعني أن الهدف الحقيقي لها هو التكسب المادي لا أكثر».
وأضاف «مثل هذه الألعاب تستهدف المصابين بالقلق السلبي وهو التطرف في التفكير والتعاطي والتفاعل مع القضايا، وهذا النمط من القلق يؤثر سلبياً على الإنجاز، بل ويعمل على تثبيط وإنهاك العزيمة، وهذا ما يحدث في لعبة بوبيت أو ما تسمى لعبة الراحة النفسية، لأن منطقة اهتمام هذه اللعبة هو القلق السلبي، وفي الحقيقة أن كل الدراسات النفسية تقول إن استدعاء مسببات القلق ومناقشتها وتحليلها والتعامل معها ومعالجتها هو الخيار الأسلم والأفضل من الهروب منها أو التلهي عنها، حيث إننا بأي وسيلة كنا نستطيع التلهي عن مصادر القلق السلبي بممارسة سلوكيات مختلفة منها هذه الألعاب التي تدعم إلغاء هذا النمط من القلق مؤقتاً وليس نهائياً ونعني بـ(مؤقتاً) أن مسبباته لا تزال متوفرة وسيعود ذلك القلق مرة أخرى، وقد تكون عودته أكثر قوة وإلحاحاً من ذي قبل».
الاستعانة بمختصين
شدد الزهراني على ضرورة مواجهة محفزات الانفعالات والتعامل معها بشكل فردي، أو بالاستعانة بمختصين، لأن تجاهلها أو إهمالها والانشغال بغيرها يؤهلها للعودة والاستمرار ما يساهم في هبوط مستوى جودة حياة الفرد بالغاً كان أم طفلاً، وعندما يحدث للطفل ما يستوجب القلق فعليه أن يقلق، وإذا كان هناك ما يثير الحزن فعليه أن يحزن.
ووضح الزهراني «أن الأطفال بشكل عام لهم متطلبات وحاجات تسهم في استقرارهم وتساعد في نموهم العقلي والنفسي بصورة ممتازة، ومن ذلك كافة الألعاب الرياضية تساعد في نموهم الجسدي الجيد، وكافة الألعاب الذهنية (الألعاب الاكترونية المنضبطة) التي تسهم في تطور نموهم العقلي، كذلك الألغاز تسهم في تطور قدراتهم العقلية، والقصص وسماعها قبل النوم تنمي في دواخلهم الثروة اللغوية، وتساعد في تشكيل المفاهيم والمعاني بصورة ممتازة، لا سيما أن الأطفال يفكرون بطريقة مختلفة عن الكبار، كما أن انفعالاتهم مختلفة، فالتوتر لدى الطفل ليس كحالة التوتر لدى البالغ، واستجابة الطفل مختلفة عنه عند الكبار.. الطفل يتوجه للنوم إذا واجه موقفا صعبا، يينما البالغون يصابون بالأرق».
المحاكاة كفعل سلبي
من جانبه، قال الأخصائي الاجتماعي عبدالرحمن حسن جان «إن التقليد والتجربة وحب الاستطلاع في ممارسة الأفعال السلبية مشكلة يعاني منها أفراد المجتمع، مثل تجربة التدخين التي تبدأ بمحاكاة الآخرين والتأثر بالإعلانات والدعاية المروجة له، وكذلك الآن لعبة الراحة النفسية التي بدأت كمجرد لعبة، وبعد أن يتعلق بها الأطفال أو الأبناء ويدمنوا عليها سيصبح لديهم ارتباط شرطي، كما جاء في النظرية السلوكية (التعلم الشرطي) لعالم النفس الروسي إيفان بافلوف أي أن هناك مثيرا وهناك استجابة، وهنا فإن ألوان اللعبة تعد بمثابة المثير فعندما يشاهد الأبناء شعار المثليين الذي استلت هذه اللعبة ألوانها منه، ووفقاً لمعطيات النظرية سينجذبون وهو (المثير) نحو ألوان الشعار، ويصبح هناك ارتباط شرطي بين هذا الشعار وبين اللعبة ومن منطلق التجربة وحب الاستطلاع قد يستجيب بعض ضعاف النفوس والشخصية وينجرفون وراء عالم المثليين وكذلك مسمى اللعبة (الراحة النفسية) سيربطون ارتباطا شرطيا تبعاً للنظرية بين المسمى وبين أفعال المثليين، وأنه سينتج عنها راحة نفسية، وربما من باب التجربة وحب الاستطلاع يقوم البعض بالتجريب ليشعر بالراحة النفسية وسيطغى ذلك على تفكيره خاصة إذا كان أساس التربية الأسرية والتنشئة الاجتماعية والدينية للابن هش، ويمكن اختراقه بسهولة.
إعلانات مضللة
تم رصد إعلانات مضللة في التسويق لهذه اللعبة في عدد من المتاجر الإلكترونية، حيث كتب في صناديق الوصف لهذه اللعبة في أحد المتاجر«هذه لعبة تعمل بالضغط على قوس قزح ودفع الفقاعة وتستخدم ضد الإجهاد وتستخدم للكبار والأطفال وهي ألعاب حسية لتخفيف التوحد».
ويصفها متجر آخر «هي لعبة الحد من التوتر والقلق.. هل تشعر بالملل والانفعال في المنزل بسبب الوباء، هل لاحظت أن طفلك يشعر بالقلق».
لعبة البوبيت
ـ لعبة أشبه باللفافات التي تحمل فقاعات هوائية مستخدمة لتغليف المواد القابلة للكسر.
ـ تصنع من السليكون.
ـ يدفع الصغار والكبار فقاعاتها لتنقلب إلى الجهة الأخرى.
ـ ألوانها تشبه قوس قزح.
ـ ربط مستخدمون بين ألوانها وعلم المثلية الجنسية.
ـ يدعي المروجون لها أنها تحارب الإجهاد والملل.
ـ يدعون أنها تساعد الأطفال الذين يعانون اضطراب القلق العالي.
إنها لعبة الـ«بوبيت» التي انتشرت بين الأطفال والمراهقين في مختلف أصقاع العالم حتى إن صحيفة «الأندبندنت» البريطانية قالت إنه «لا تخلو مدرسة ابتدائية في طول البلاد وعرضها من هذه اللعبة»، حيث أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي.
والبوبيت عبارة عن كرات بلاستيكية موضوعة في إطار مربع الشكل أو غير منتظم الشكل، تعمل بالضغط على هذه الكرات ذات الملمس المطاطي بألوانها المختلفة، ويدعي مخترعها أن لها القدرة على علاج القلق والتوتر.
تكسب مادي
يرى الأخصائي النفسي عبدالمحسن الزهراني «أن هناك كثيرا من أساليب الترويج الهادفة للتكسب المادي تضع كلمة نفسياً في سياقات الإعلان عن تلك المنتجات، وللأسف لا حقيقة لفعاليتها النفسية، ولكن ربط النفسية بها هدفه ملامسة حاجات الناس النفسية وتدعيم شرائها، بما يعني أن الهدف الحقيقي لها هو التكسب المادي لا أكثر».
وأضاف «مثل هذه الألعاب تستهدف المصابين بالقلق السلبي وهو التطرف في التفكير والتعاطي والتفاعل مع القضايا، وهذا النمط من القلق يؤثر سلبياً على الإنجاز، بل ويعمل على تثبيط وإنهاك العزيمة، وهذا ما يحدث في لعبة بوبيت أو ما تسمى لعبة الراحة النفسية، لأن منطقة اهتمام هذه اللعبة هو القلق السلبي، وفي الحقيقة أن كل الدراسات النفسية تقول إن استدعاء مسببات القلق ومناقشتها وتحليلها والتعامل معها ومعالجتها هو الخيار الأسلم والأفضل من الهروب منها أو التلهي عنها، حيث إننا بأي وسيلة كنا نستطيع التلهي عن مصادر القلق السلبي بممارسة سلوكيات مختلفة منها هذه الألعاب التي تدعم إلغاء هذا النمط من القلق مؤقتاً وليس نهائياً ونعني بـ(مؤقتاً) أن مسبباته لا تزال متوفرة وسيعود ذلك القلق مرة أخرى، وقد تكون عودته أكثر قوة وإلحاحاً من ذي قبل».
الاستعانة بمختصين
شدد الزهراني على ضرورة مواجهة محفزات الانفعالات والتعامل معها بشكل فردي، أو بالاستعانة بمختصين، لأن تجاهلها أو إهمالها والانشغال بغيرها يؤهلها للعودة والاستمرار ما يساهم في هبوط مستوى جودة حياة الفرد بالغاً كان أم طفلاً، وعندما يحدث للطفل ما يستوجب القلق فعليه أن يقلق، وإذا كان هناك ما يثير الحزن فعليه أن يحزن.
ووضح الزهراني «أن الأطفال بشكل عام لهم متطلبات وحاجات تسهم في استقرارهم وتساعد في نموهم العقلي والنفسي بصورة ممتازة، ومن ذلك كافة الألعاب الرياضية تساعد في نموهم الجسدي الجيد، وكافة الألعاب الذهنية (الألعاب الاكترونية المنضبطة) التي تسهم في تطور نموهم العقلي، كذلك الألغاز تسهم في تطور قدراتهم العقلية، والقصص وسماعها قبل النوم تنمي في دواخلهم الثروة اللغوية، وتساعد في تشكيل المفاهيم والمعاني بصورة ممتازة، لا سيما أن الأطفال يفكرون بطريقة مختلفة عن الكبار، كما أن انفعالاتهم مختلفة، فالتوتر لدى الطفل ليس كحالة التوتر لدى البالغ، واستجابة الطفل مختلفة عنه عند الكبار.. الطفل يتوجه للنوم إذا واجه موقفا صعبا، يينما البالغون يصابون بالأرق».
المحاكاة كفعل سلبي
من جانبه، قال الأخصائي الاجتماعي عبدالرحمن حسن جان «إن التقليد والتجربة وحب الاستطلاع في ممارسة الأفعال السلبية مشكلة يعاني منها أفراد المجتمع، مثل تجربة التدخين التي تبدأ بمحاكاة الآخرين والتأثر بالإعلانات والدعاية المروجة له، وكذلك الآن لعبة الراحة النفسية التي بدأت كمجرد لعبة، وبعد أن يتعلق بها الأطفال أو الأبناء ويدمنوا عليها سيصبح لديهم ارتباط شرطي، كما جاء في النظرية السلوكية (التعلم الشرطي) لعالم النفس الروسي إيفان بافلوف أي أن هناك مثيرا وهناك استجابة، وهنا فإن ألوان اللعبة تعد بمثابة المثير فعندما يشاهد الأبناء شعار المثليين الذي استلت هذه اللعبة ألوانها منه، ووفقاً لمعطيات النظرية سينجذبون وهو (المثير) نحو ألوان الشعار، ويصبح هناك ارتباط شرطي بين هذا الشعار وبين اللعبة ومن منطلق التجربة وحب الاستطلاع قد يستجيب بعض ضعاف النفوس والشخصية وينجرفون وراء عالم المثليين وكذلك مسمى اللعبة (الراحة النفسية) سيربطون ارتباطا شرطيا تبعاً للنظرية بين المسمى وبين أفعال المثليين، وأنه سينتج عنها راحة نفسية، وربما من باب التجربة وحب الاستطلاع يقوم البعض بالتجريب ليشعر بالراحة النفسية وسيطغى ذلك على تفكيره خاصة إذا كان أساس التربية الأسرية والتنشئة الاجتماعية والدينية للابن هش، ويمكن اختراقه بسهولة.
إعلانات مضللة
تم رصد إعلانات مضللة في التسويق لهذه اللعبة في عدد من المتاجر الإلكترونية، حيث كتب في صناديق الوصف لهذه اللعبة في أحد المتاجر«هذه لعبة تعمل بالضغط على قوس قزح ودفع الفقاعة وتستخدم ضد الإجهاد وتستخدم للكبار والأطفال وهي ألعاب حسية لتخفيف التوحد».
ويصفها متجر آخر «هي لعبة الحد من التوتر والقلق.. هل تشعر بالملل والانفعال في المنزل بسبب الوباء، هل لاحظت أن طفلك يشعر بالقلق».
لعبة البوبيت
ـ لعبة أشبه باللفافات التي تحمل فقاعات هوائية مستخدمة لتغليف المواد القابلة للكسر.
ـ تصنع من السليكون.
ـ يدفع الصغار والكبار فقاعاتها لتنقلب إلى الجهة الأخرى.
ـ ألوانها تشبه قوس قزح.
ـ ربط مستخدمون بين ألوانها وعلم المثلية الجنسية.
ـ يدعي المروجون لها أنها تحارب الإجهاد والملل.
ـ يدعون أنها تساعد الأطفال الذين يعانون اضطراب القلق العالي.