مرت سبع سنوات كاملة على اليوم الذي بايعت المملكة ملكها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي ملك بلطفه وإنسانيته محبة شعبه، مرت سبع سنوات تغير فيها الكثير، فاتسعت دائرة من يشملهم الضمان الاجتماعي، وتعددت أنواع معوناته، كما أنقذ مئات الألوف من وحل البنود وثُبتوا على وظائف برواتب جيدة نسبياً، وبني العديد من الوحدات السكنية في جازان وبعض المناطق، وقُدمت لأصحاب الدخل المحدود، ابتُعث مئات الألوف من الشباب والفتيات للدراسة خارج المملكة، ومُنحوا فرصة خوض تجربة تعليمية وحياتية مختلفة لم يكونوا ليحصلوا عليها دون دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، تضاعفت أعداد الجامعات وميزانية وزارة التربية والتعليم...إلخ من الآثار الإيجابية لوجود خادم الحرمين الشريفين قائداً وإنساناً على رأس الهرم السعودي.
إن السنوات السبع القادمة ننتظر فيها كشعب تحقيق المزيد من الأحلام الواقعية والممكنة التي تنسجم مع طبيعة مجتمعنا المسلم الذي يستحق المزيد من فتح قنوات العطاء، وبخاصة الموجهة للمرأة، فلا أظن الدولة يخفى عليها أهمية تحقيق الأمان والغنى للمرأة، وهما الأمران اللذان يأتيان من توافر المسكن والدخل المعقول والمستمر دون تهديد بالقطع والمنع، فكلما توافر للمرأة ذلك حفظنا عليها كرامتها ودينها وقطعنا دابر استغلالها؛ وبالتالي منعنا انتشار الانحلال والفساد اللذين يجدان في الفقر والحاجة بيئتهما المناسبة للترعرع والتفرع.
كما أن الشباب بحاجة إلى أن تقف الحكومة موقفاً حازماً من القطاع الخاص وإجباره على توفير فرص عمل برواتب مجزية وساعات عمل محددة تجعل العمل فيه مناسباً للشباب السعودي، الذي يعيش في دولة لها ظروفها الخاصة من ناحية تكاليف السكن والمعيشة، وبما أن القطاع الخاص يستفيد من قطاع الخدمات في بلادنا ـ ناهيك عن الأمان والاقتصاد القوي؛ مما أدى إلى مستويات عالية من الربح ـ فمن باب أولى أن يوظف أبناء هذه الدولة ولا يُلقى بالعبء على كاهل الحكومة، وما احتجاج القطاع الخاص بضعف التدريب إلا سخافة يروج لها، فمن يستقدمهم لم يحصلوا على ربع ما حصل عليه طلابنا خريجو أرقى الجامعات العالمية، لكنه لا يقدم لهم ـ أي شبابنا ـ المرتب وساعات العمل التي يستحقونها.
بقي أن أقول: إن بلادنا تسير إلى مصاف الدول الأولى في هذا العالم بقيادة ملك تشع منه النوايا الحسنة، فليتنا كشعب نتأثر به في طبيعته المتفائلة والمتسامحة، ونثق في أنه ومن يحوطه من رجال يخافون على ديننا وإيماننا بقدرنا وربما أكثر، عندها سترى أحلامنا وخططنا التميز والرقي كما يجب.