الرياض: عبدالله فلاح

نبه المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي إلى حيلة جديدة يمكن أن تتجه إليها العناصر الإرهابية، وذلك باستخدام الطيران الشراعي، بعد رصد الجهات الأمنية لأول مرة استخدام الطيران في أنشطة إجرامية بالمملكة.
وقال في مؤتمر صحفي أمس لا نستبعد أن تستغل الطائرات الشراعية سواء في استهداف الأماكن المأهولة بالسكان أو المناطق الصناعية، مؤكدا أن الجهات الأمنية ستتعامل بحزم وجدية، لضمان عدم إساءة استخدام هذه الوسائل، ولن تتسامح مع من يحاول ذلك.
وأطلق التركي هذا التحذير، بعد كشفه تفاصيل العملية الأمنية التي أحبطت تهريب مخدرات على طائرة شراعية فجر الثلاثاء قبل الماضي بالقرب من هجرة سبهاء القريبة من محافظة رفحاء، مؤكدا ضبط جميع المتورطين وعددهم 10 بينهم شخص غير سعودي.
وأشار إلى أن استغلال الطائرة جاء نتيجة عجز اختراق الاستحكامات الأمنية على الحدود الشمالية التي يصعب تجاوزها عن طريق الأرجل أو السيارات أو الحيوانات، لاستخدامها منظومة أمنية متكاملة تهدف إلى ضمان عدم التسلل إلا عبر المنافذ الرسمية.
 


حذر المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء مهندس منصور بن سلطان التركي من احتمال استخدام الفئة الضالة للطيران الشراعي في تهريب سلاح أو أشياء ممنوعة أو أشخاص. وتابع لا نستبعد أن تستغل الطائرات الشراعية سواء في استهداف الأماكن المأهولة بالسكان أو المناطق الصناعية، مؤكدا أن الجهات الأمنية ستتعامل بحزم وجدية، والتحقق من عدم إساءة استخدام هذه الوسائل، وعدم التسامح مع من يحاول ذلك. ولفت التركي إلى أن الإجراءات الأمنية الوقائية التي اتخذت خلال الفترة الماضية حالت دون تحقيق أهداف الفئة الضالة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث الأمني لوزارة الداخلية في نادي ضباط قوى الأمن الداخلي بالرياض أمس، كشف خلاله تفاصيل عملية إحباط محاولة تهريب مخدرات على الطائرة الشراعية التي ضبطت فجر الثلاثاء قبل الماضي بالقرب من هجرة سبهاء القريبة من محافظة رفحاء أثناء اختراقها منطقة حرم الحدود. وقال التركي إن جميع المتورطين في العملية ضبطوا وعددهم 10 أشخاص بينهم شخص غير سعودي.
وأوضح التركي أن العملية بدأت برصد جسم طائر يخترق الأجواء على ارتفاع منخفض، إضافة إلى دوي أصوات المحرك الذي لفت انتباه قوات حرس الحدود، ولدى محاولة تتبع الجسم اعترضت أربع سيارات القوات الأمنية في محاولة لإشغالها عن تتبع الطائرة، حيث جرى تبادل لإطلاق النار. واستبعد التركي حدوث إصابات نتيجة إطلاق النار، مبيناً أنه تم التحفظ على الطائرة المحملة بثلاثة أكياس مملوءة بحبوب مخدرة تزن 172 كيلو جراما.
وحول عدم إسقاط الطائرة قبل وصولها، برر التركي ذلك بأن أي عمل أمني يرتبط بإجراءات، ولذلك فإن قوات حرس الحدود لم تشعر بأي تهديد مباشر، وكان يهمها القبض على الشخص. وقال: سنتعامل مع كل من يقرب الحدود الحمراء، ولن ننتظر حتى تصل الطائرات التي تستهدف أهدافا إليها، مؤكدا وجود رجال أمن منتشرين يؤدون واجباتهم ويتابعون كل المخالفات.
وكشف التركي عن محاولة أفراد الفئة الضالة فتح طرق لعبور الحدود الشمالية، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك أمام الإجراءات الأمنية والاستحكامات الأمنية المنفذة في الشمال.
وأشار إلى أن استغلال الطائرة جاء نتيجة عجز اختراق الاستحكامات الأمنية على الحدود الشمالية، التي تجري في مراحلها الأخيرة من التنفيذ ويصعب اختراقها عن طريق الأرجل أو السيارات أو الحيوانات، لكونها تستخدم فيها منظومة أمنية متكاملة، تهدف إلى ضمان عدم التسلل إلا عبر المنافذ الرسمية. وبين أن تلك الاستحكامات من عوائق طبيعية ومعدنية وترابية تدعمها منظومة إلكترونية متقدمة من رادارات وكاميرات حرارية، مؤكدا أنها ستُشغل مطلع العام المقبل.
وأكد التركي أنه للمرة الأولى رُصد استخدام الطيران في أنشطة إجرامية بالمملكة، مشيرا إلى أن المحاولة تؤكد أن المخاطر المترتبة أكبر بكثير مما تعامل معه، لافتا إلى أن السجلات الأمنية لدى وزارة الداخلية سبق أن رصدت حالات مخالفة للطيران الشراعي بالتحليق فوق المدن والمناطق المأهولة بالسكان، داعياً هواة الطيران الشراعي للتماشي مع التنظيمات والضوابط المنظمة لهذه الهواية. وقال: ما يهمنا هو أن تعتمد الضوابط الكافية التي تضمن عدم وقوع ممارسي هذا النشاط في أخطاء، مبينا أن هناك جهات مختصة لتنظيم مثل هذا الأمر.
وأكد المتحدث الأمني ضرورة أن تستخدم هذه الهواية في المواقع المخصصة لها، لضمان عدم استغلالها فيما يضر بالأمن والسلامة، سواء من عمليات تهريب المخدرات أو العمليات الإرهابية، مؤكدا استهداف المملكة في هذين الأمرين. وشدد على أن التحليق فوق المدن بالطائرات الشراعية غير مسموح، معبراً عن أمله في استمرار هواية الطيران الشراعي وفق الضوابط المنظمة التي يشرف عليها نادي الطيران السعودي. وقال إن ما يهمنا هو أن تعتمد ضوابط كافية تضمن عدم استخدامها في أنشطة إجرامية، وألا يحدث من ممارسيها أي أخطاء، وأن يستخدموا الهواية في مواقع مخصصة لها.