وسائل الترفيه الشعبية تكسب الصغار مهارات التواصل الاجتماعي
يشكو الآباء حالة الانطواء التي تصيب الأطفال خلال ممارستهم الألعاب الإلكترونية، خاصة مع ظهور أجهزة خاصة بالألعاب مثل الآي بود، وظهور ألعاب متعددة على أجهزة الاتصالات مثل البلاك بيري والآي فون، حيث يعزل الأطفال أنفسهم أوقاتا طويلة، مستغرقين في هذه الألعاب الجامدة التي تأخذ منهم طفولتهم، في الوقت نفسه حذر اختصاصيون من الأضرار النفسية التي يمكن أن تصيب الطفل بسبب هذه الألعاب، ونصحوا الآباء باختيار الألعاب الجماعية التي تعتمد على الحركة والمشاركة والتفاعل، والتي تنمي القدرات.
تعبر الجدة أم فايز عن خوفها على أحفادها من الانطواء جراء قضاء وقت ليس بالهين مع الألعاب الإلكترونية الحديثة، تقول أحفادي يمارسون الألعاب الإلكترونية طوال الوقت، فكل منهم يمسك بيده جهازا إلكترونيا، ويلعب مع نفسه، فتارة يبتسم، وأخرى يضرب بيديه على رأسه، وأحيانا يقضم أظافره، ومرات يتحدث إلى نفسه، ويفتح عينيه بقوة ثم يغمضهما، وكأنه أصيب بضرب من الجنون.
وترى أم فايز أن الألعاب الشعبية القديمة كانت أفضل للأطفال، وتتساءل قائلة أين اختفت الألعاب الشعبية القديمة، والتي تعود الأطفال على الاختلاط، وتنمي لديهم حب المنافسة والمشاركة، فننظر إليهم، ونستمع إلى أصواتهم، وأحيانا نشاركهم في ألعابهم، الألعاب الشعبية كان لها الأثر الكبير في تنمية مهارات الاتصال لدى أطفالنا في السابق، فالحركات في هذه الألعاب موزعة على جميع أنحاء الجسم، وكذلك تساعد على التفكير وعمل العقل.
وتتابع أننا اشتقنا للألعاب الشعبية ولرؤية أطفالنا وهم يلعبونها، ومن بينها عظيم ساري، وطاق طاق طاقية، والعتبة، وغيرها من الألعاب التي أصبح لها نادرة في مجتمعنا.
وتقول أم شجاع (ربة منزل) لدي أربعة من الأطفال أصغرهم طفلي بدر، وكان بدر طفلا اجتماعيا محبوبا يتفاعل معنا ومع أصدقائه، ولكن تغير الأمر بعد أن اشترينا له جهازا للألعاب الإلكترونية، حيث بتنا نلحظ على طفلي أنه دائم العزلة عن أخوته، ولا يميل إلى اللعب مع زملائه، يغلق الغرفة على نفسه بصحبة جهازه، ولا يفصله عنه سوى النوم، أو انتهاء الشحن الكهربائي للجهاز.
وأضافت حاولت كثيرا أن أخفي جهاز الألعاب عنه، وأن أشركه في ألعاب جماعية مع أخوته، ولكن دون جدوى، جلبت له العديد من الألعاب التي تعتمد على التركيب عله ينسى ذلك الجهاز دون فائدة.
وأشارت أم شجاع إلى أنه عندما يكون هناك تجمع عائلي، لا يخرج من غرفته إلا بصحبة جهازه، وينفرد وحيدا في زاوية من المنزل ليلعب بمفرده، بعيدا عن الصغار الذين يمارسون الألعاب الجماعية، وعبرت عن خوفها من أن تستمر حالة العزلة هذه مع طفلها طيلة حياته.
وترى أخصائية الحاسب الآلي منال العرايضة أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية التكنولوجيا في حياتنا، وأنها أصبحت في كل منزل من منازلنا، يزاولها الصغير قبل الكبير، ولكن بالنسبة للألعاب الإلكترونية في الأجهزة الحديثة كالآي باد والبلاك بيري وغيرهما لا بد من تواجد الرقابة الأسرية على الأطفال أثناء اللعب فيها، وألا يستغرق لعبهم وحملهم لتلك الأجهزة الوقت الطويل مشيرة إلى أن هذه الألعاب تضع الطفل في عزلة اجتماعية بعيدا عن أسرته وأقرانه. وتضيف أن تلك الألعاب الحديثة بكل تأكيد لا يمكن الاستغناء عنها من قبل بعض الأطفال، وفي المقابل يجب ألا تطغى على بعض الألعاب الشعبية، خاصة الألعاب الجماعية والتي يتعلم منها الطفل مهارات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المهارات الحركية والعقلية.
وعن العمر المناسب لاستخدام الألعاب التكنولوجية قالت العرايضة ممارسة الألعاب التكنولوجية يجب أن تكون بعد سن المدرسة، بحيث لا يقضي الطفل جل وقته مع تلك الألعاب، فيكون هناك وقت مخصص للعب مع أقرانه، ومخالطتهم في المدرسة، ووقت لأداء فرائضه المدرسية من القراءة والكتابة، وبالتالي لا يجد متسعا من الوقت ليبقى منطويا على لعبته الإلكترونية.
وتشير العرايضة إلى أن العديد من الأمهات يشتكين من عزلة أبنائهن في حضرة تلك الألعاب، وأنهم لا يتمتعون باللعب مع أقرانهم حيث يكونون في عزلة وهم بصحبة تلك الألعاب الحديثة.
وتقول الجازي ندر (أخصائية نفسية) إن الألعاب الجماعية لا غنى عنها في مراحل متعددة من نمو الطفل، فلا بد أن يوجد للطفل أصدقاء يلعب معهم، ويتبادلون الأحاديث، فتلك الألعاب الجماعية تساعد النمو الحركي والعقلي للطفل، وتنمي لديه العديد من المهارات، والتي لا يمكن للطفل تعلمها بمفرده أو بصحبة جهازه الإلكتروني.
وتنصح الأمهات بضرورة اختيار الألعاب المناسبة للأطفال، وألا يتركن أطفالهن دائما مع الألعاب الإلكترونية، والتي يضر استخدامها لفترة طويلة بصحة الطفل الجسمية والنفسية، فتكون المشكلة النفسية ككرة الثلج تكبر مع الطفل، ويصعب التحكم فيها فيما بعد.