«يستمتعون بحزني وألمي، ويلتقطون معه الصور التذكارية، ويتباهون مع ما أنتجه الحزن من لوحات فنية».
هكذا يبدأ الفنان النحات فيصل النعمان، حديثه عن أعماله، مشيراً إلى أنه مثل أي فنان، كان نصيبه العزلة والغربة الاجتماعية، التي شكلت بعضا من شخصيته على حد وصفه.
والنعمان الذي حوّل حجر الجندل، أحد أقسى الأحجار في شمال المملكة، وطوّعه ليصنع منه أعمالا وأشكالا فنية، نجح في الحصول على لقب «نحات العرب» في مسابقة فنية، أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة.
ورشة متواضعة
من ورشته المتواضعة في منزله في محافظة دومة الجندل، يقول الفنان فيصل النعمان لـ«الوطن» «ملامح موهبتي ظهرت منذ الصغر، فقد كنت أهوى الأعمال الفنية وترتيبها، ولكن لم أُظهر ذلك بشكل واضح، كون المجتمع لم يكن يؤمن وقتها بمثل تلك الهواية، ومع انتصاف العقد الثالث من عمري، كنت اشترى بعض اللحم من إحدى الملاحم في محافظة دومة الجندل، واستوقفني جذع شجرة ملقى أمامها، كان الجزار يستخدمه لتقطيع اللحم، قبل أن يستبدله بآلة، ومن ضرب الساطور على الجذع تشكّل عمل فني، أخذته بعد أن استأذنت من صاحبه، وعملت عليه، واستطاع أن يخرج ما بداخلي من هواية للنحت».
وتابع «قمت باستخدام أدوات المنزل والمطبخ تحديدا، لممارسة هوايتي في البداية مثل السكين والملاعق والشوك، كون أدوات فن النحت غالية الثمن، ولم تكن متوافرة في محافظتي، ومع إصراري على ممارسة هذه الهواية، بدأت بإنتاج آلات بدائية من أسياخ الحديد، وبعض سكراب السيارات، وحوّلت الفناء الصغير لمنزلي إلى ورشة أمارس فيها هوايتي، وأشكر جيران منزلي الذين تحملوا أصوات صاروخ ومزاميل التقطيع، دون أن يتبرموا أو يتذمروا».
تطور من الشجر إلى الحجر
يتابع النعمان سرده لمشواره مع النحت، ويقول «عندما بدأت النحت كانت أشجار الزيتون أول ما استخدمته، كون الجوف منطقة تشتهر بزراعته، حتى وصلت إلى مرحلة النحت على الحجر، وهي المرحلة الأكثر نضجا بالنسبة لي، حيث وجدتني أميل إلى الحجر بشكل كبير».
وتابع «أغلب منحوتاتي عبارة عن قصص عشتها أو شاهدتها»، مؤكدا على أن «الفنان لا يمكن أن يعمل دون فكرة، يستطيع من خلالها تنفيذ عمله إلى النهاية، حتى لو صادف أن أوحى الحجر بتضاريسه الطبيعية بفكرة مختلفة للفنان».
وشدد على أن «ما يهم بالنسبة لي هو درجة الاستمتاع أثناء العمل وممارسة هوايتي».
ونوه إلى أن «عملي وفني نتاج لمشاعر وأحاسيس أعيشها، وهي غالبا ما تقدم المتعة للآخرين».
الحزن الخلاق
شدد النعمان على أن «الحزن إما أن يوجد إنساناً رائعاً أو حاقداً حاسداً، وقد سعيت واجتهدت إلى تحويل حزني إلى طاقة إيجابية، وكرست له ومنه موهبتي، على الرغم من المعوقات الاجتماعية في وقتها، وعدم التقدير الذي نجده».
وأشار إلى دعم زوجته ووقوفها إلى جانبه على الرغم من الإحباط الذي لازمه، وقال «أصبت بحالة من الإحباط كادت تقودني إلى تحطيم كل أعمالي الفنية، لكن زوجتي وقفت حينها في وجهي، وقالت حطمني قبل أن تحطم هذه الأعمال، وكان موقفها هذا حجر الزاوية في استمراري في هوايتي هذه».
وتابع «منطقة حائل وخاصة الفنان التشكيلي صالح المحيني، كان لهما الأثر الكبير في انطلاقتي ووصولي إلى فضاء أرحب وأوسع، وتحقيق منجز باسم الوطن، فقد حققت لقب نحات العرب في مسابقة على مستوى الوطن العربي في مصر وفزت بالمركز الأول».
فيصل النعمان
- نحات سعودي
- بدأ أعماله من جذع شجرة ملقى على باب جزارة
- تحول من العمل على الخشب إلى الحجارة
- حول أحجار دومة الجندل المتميزة بقسوتها لأعمال فنية
- خصص باحة منزلة لتكون ورشة خاصة له
- استخدم أدوات المطبخ في البداية، لعدم توفر وغلاء تجهيزات النحت
- أقام ورشة في نادي الجوف الأدبي للنحت
- فاز بلقب نحات العرب بمسابقة أقيمت في مصر
هكذا يبدأ الفنان النحات فيصل النعمان، حديثه عن أعماله، مشيراً إلى أنه مثل أي فنان، كان نصيبه العزلة والغربة الاجتماعية، التي شكلت بعضا من شخصيته على حد وصفه.
والنعمان الذي حوّل حجر الجندل، أحد أقسى الأحجار في شمال المملكة، وطوّعه ليصنع منه أعمالا وأشكالا فنية، نجح في الحصول على لقب «نحات العرب» في مسابقة فنية، أقيمت في العاصمة المصرية القاهرة.
ورشة متواضعة
من ورشته المتواضعة في منزله في محافظة دومة الجندل، يقول الفنان فيصل النعمان لـ«الوطن» «ملامح موهبتي ظهرت منذ الصغر، فقد كنت أهوى الأعمال الفنية وترتيبها، ولكن لم أُظهر ذلك بشكل واضح، كون المجتمع لم يكن يؤمن وقتها بمثل تلك الهواية، ومع انتصاف العقد الثالث من عمري، كنت اشترى بعض اللحم من إحدى الملاحم في محافظة دومة الجندل، واستوقفني جذع شجرة ملقى أمامها، كان الجزار يستخدمه لتقطيع اللحم، قبل أن يستبدله بآلة، ومن ضرب الساطور على الجذع تشكّل عمل فني، أخذته بعد أن استأذنت من صاحبه، وعملت عليه، واستطاع أن يخرج ما بداخلي من هواية للنحت».
وتابع «قمت باستخدام أدوات المنزل والمطبخ تحديدا، لممارسة هوايتي في البداية مثل السكين والملاعق والشوك، كون أدوات فن النحت غالية الثمن، ولم تكن متوافرة في محافظتي، ومع إصراري على ممارسة هذه الهواية، بدأت بإنتاج آلات بدائية من أسياخ الحديد، وبعض سكراب السيارات، وحوّلت الفناء الصغير لمنزلي إلى ورشة أمارس فيها هوايتي، وأشكر جيران منزلي الذين تحملوا أصوات صاروخ ومزاميل التقطيع، دون أن يتبرموا أو يتذمروا».
تطور من الشجر إلى الحجر
يتابع النعمان سرده لمشواره مع النحت، ويقول «عندما بدأت النحت كانت أشجار الزيتون أول ما استخدمته، كون الجوف منطقة تشتهر بزراعته، حتى وصلت إلى مرحلة النحت على الحجر، وهي المرحلة الأكثر نضجا بالنسبة لي، حيث وجدتني أميل إلى الحجر بشكل كبير».
وتابع «أغلب منحوتاتي عبارة عن قصص عشتها أو شاهدتها»، مؤكدا على أن «الفنان لا يمكن أن يعمل دون فكرة، يستطيع من خلالها تنفيذ عمله إلى النهاية، حتى لو صادف أن أوحى الحجر بتضاريسه الطبيعية بفكرة مختلفة للفنان».
وشدد على أن «ما يهم بالنسبة لي هو درجة الاستمتاع أثناء العمل وممارسة هوايتي».
ونوه إلى أن «عملي وفني نتاج لمشاعر وأحاسيس أعيشها، وهي غالبا ما تقدم المتعة للآخرين».
الحزن الخلاق
شدد النعمان على أن «الحزن إما أن يوجد إنساناً رائعاً أو حاقداً حاسداً، وقد سعيت واجتهدت إلى تحويل حزني إلى طاقة إيجابية، وكرست له ومنه موهبتي، على الرغم من المعوقات الاجتماعية في وقتها، وعدم التقدير الذي نجده».
وأشار إلى دعم زوجته ووقوفها إلى جانبه على الرغم من الإحباط الذي لازمه، وقال «أصبت بحالة من الإحباط كادت تقودني إلى تحطيم كل أعمالي الفنية، لكن زوجتي وقفت حينها في وجهي، وقالت حطمني قبل أن تحطم هذه الأعمال، وكان موقفها هذا حجر الزاوية في استمراري في هوايتي هذه».
وتابع «منطقة حائل وخاصة الفنان التشكيلي صالح المحيني، كان لهما الأثر الكبير في انطلاقتي ووصولي إلى فضاء أرحب وأوسع، وتحقيق منجز باسم الوطن، فقد حققت لقب نحات العرب في مسابقة على مستوى الوطن العربي في مصر وفزت بالمركز الأول».
فيصل النعمان
- نحات سعودي
- بدأ أعماله من جذع شجرة ملقى على باب جزارة
- تحول من العمل على الخشب إلى الحجارة
- حول أحجار دومة الجندل المتميزة بقسوتها لأعمال فنية
- خصص باحة منزلة لتكون ورشة خاصة له
- استخدم أدوات المطبخ في البداية، لعدم توفر وغلاء تجهيزات النحت
- أقام ورشة في نادي الجوف الأدبي للنحت
- فاز بلقب نحات العرب بمسابقة أقيمت في مصر