أذكر أنني قلت في لقاء تلفزيوني، وفي مقالات عدة، أن النصر سيعود كما عاد الأهلي إلى البطولات الكبرى، وهذا ما تحقق بوصول النصر إلى المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، مع شقيقه الأهلي.
وللإنصاف والحق، فقد بلغ الفريقان المباراة النهائية بعد محطتين في غاية الصعوبة، حيث تجاوز الأهلي فريق الهلال ذهاباً وإياباً، بفوز في الذهاب وتعادل في الإياب، وعبر النصر فريق الشباب بفوزين ثمينين.
ولا شكّ أن وجود الناديين الكبيرين في النهائي الكبير، يمثل خير ختام لموسمهما الرياضي الحالي، بغض النظر عن من يكسب المباراة، لأن المكسب الحقيقي للناديين هو التشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
مضت سنوات طوال لم يلتق فيها الأهلي والنصر في بطولة كبرى، عدا بعض النهائيات الأخرى مثل نهائي الأمير فيصل، أو نهائي كأس الأندية الخليجية، وهذا دون أدنى شك تأكيد على العمل الذي شهده الأهلي من قبل، ويشهده النصر حالياً.
أكثر ما يزعجني ما أسمعه وأقرؤه في كل مرة يحضر فيها الأهلي، ترديد نغمة الغياب الطويل الذي استمر أكثر من ربع قرن، وهذا تجاهل كبير وجهل أكبر بالأهلي الذي لم يغب عن منصات البطولات، فإن غاب عن بطولة الدوري كما يروجون دائماً، فهو لم يغب عن البطولات الأخرى، وظلّ يسجل حضوراً جميلاً .
مشكلة إعلامنا الرياضي أنه يكتب ولا يقرأ التاريخ، وهذا عيب كبير، وإلاّ فإن نادياً كالأهلي كان يتواجد محلياً وخليجياً وآسيوياً على مستوى كافة الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم، حتى نال لقب سفير الوطن من خادم الحرمين الشريفين لحصوله على أربع بطولات خارجية في موسم واحد لم تحقق لناد آخر.
والأهلي الذي توج في الموسم الماضي بلقب كأس الأندية الأبطال من أمام الاتحاد، لم يجد الاحتفاء الذي يليق بفريق بطل من إعلام افتقد للمهنية والموضوعية، بل إن هذا الإعلام لم ينصف الأهلي الذي ظل ينافس على لقب بطولة الدوري هذا الموسم حتى المباراة الأخيرة التي انتهت بتعادل لحق به الشباب.
ولذلك، فأنا لا ألوم هذا الإعلام، لأنه غير مصدق حتى هذه اللحظة، أن الأهلي فاز بكأس الأبطال الموسم الماضي، وحلّ وصيفاً لبطل الدوري في الموسم الحالي، ووصل إلى المباراة النهائية في كأس الأبطال في هذا الموسم، وها هو أيضاً يتصدّر مجموعته في دوري أبطال آسيا.
وأن يحضر النصر أيضاً، ويصل إلى المباراة النهائية على كأس الأبطال، فإن الأمر بالنسبة لذلك الإعلام يصعب احتماله، وهذا ما ظهر واضحاً من خلال بعض الكتابات، وبعض الآراء، التي تعبر عن واقع مرير يعيشه إعلامنا الرياضي، وكأن الفريقين غير سعوديين.
ولو أننا تعاملنا مع وصول الفريقين برؤية مختلفة وواعية، لوجدنا أن من مصلحة الكرة السعودية بمنتخبها الأول والفئات السنية، أن يحضر النصر والأهلي، ولا أبالغ إن قلت إن ابتعادهما عن المنافسة على بطولة الدوري في المواسم الماضية، أضرّ بالمنتخب السعودي الأول، ليسجّل هذا التراجع الكبير.
في إنجلترا عاد فريق مان سيتي ليعتلي هرم الأندية الانجليزية بفوزه بلقب بطولة الدوري بعد غياب استمر 44 عاماً، ولم يقل أحد هناك في معقل كرة القدم، أن هذا الفريق غير قادر على العودة، لأن الكبار وإن غابوا يعودون أكثر قوة من ذي قبل، وهذا ما حدث للأهلي، ويحدث الآن للنصر.