في فترة الصيف تنتشر حالات التسمم المخيفة، ذلك أن المطاعم المنتشرة في السعودية والتي لا يتجاوز من يراقبها بضعة آلاف في أنحاء السعودية. وتهيمن عليها العمالة التي لا تخاف أحدا. بل إن بعضهم قد كسب المراقب، بحيث يتعهد بولائمه وعزائمه مقابل الصمت المطبق. يذكر لي أحد الفضلاء أنه وحين كان في فرن للمعجنات في السليمانية في الرياض وجد عاملا قد جرح إصبعه، ويعجن الفطائر بجرح مفتوح! يقول هالني المشهد، ثم قلت له البس غلافا يدويا صحيا، فقال لي: اذهب واشتكي! اتصل الأخ بأرقام عديدة للأمانة، ولم يجبه أحد! وهرب من ذلك الوكر الفاسد القاتل، والمشكلة أن هذا المكان عليه إقبال كبير، وفي مكان ينبض بالناس، ومع ذلك لم ينتبه له أحد، ولم يلتفت إليه أي مراقب من مراقبي الأمانة.
ناقلة الأسماك التالفة التي أصيبت بحادث مروري نتج عنه تعطل أنظمة التبريد لمدة تجاوزت 7 ساعات، هي التي جعلت أمانة القصيم تكتشف فساد الأسماك التي تحويها، مدير وحدة إعلام وناطق أمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد نقلت عنه صحيفة الرياض أن طوارئ أمانة القصيم كشفت ذلك فور وصول الشاحنة للمطعم حيث اتضح بعد معاينة المراقب الصحي لكمية الأسماك أنها تالفة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي وجرى مصادرتها وإتلافها في المدفن الصحي!
هذه ناقلة واحدة اكتشفت وكانت بالطريق لأحد المطاعم ببريدة، ماذا عن الذي لم يكتشف في أنحاء المملكة؟! آلاف المطاعم الفاقدة للحد الأدنى من الصحة، بل ومن النظافة، ولا رقابة عليها، بل يجادلك العمالة بأنهم الأقوى وأنك إن كنت متضايقا من شيء اذهب وسجل شكاواك لدى من تريد، لأنهم أمنوا العقوبة فأساؤوا التصرف والأدب!
قال أبو عبدالله غفر الله له: وإذا كانت الأمانات بهذا الاستهتار والتساهل، فأتمنى من إخواني وأحبابي في مجتمعي أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه أنفسهم وعائلاتهم، بأن ينفروا من أي مكان قذر، وإن اضطروا إلى المطاعم فعليهم بالأماكن الآمنة كالشركات الكبرى أو غيرها، لكن ليهربوا من الأماكن القبيحة المقززة، وليكن ذوقنا أعلى من ذوق الأمانات التي لم تدرك إلى الآن كمية القبح في الأماكن والمطاعم التي لا يراقبها إلا بضعة آلاف! نعم بضعة آلاف يراقبون أماكن تسمم أجساد 22 مليون إنسان!
متى نفيق؟!