عبدالرحمن بن عبيد السدر

نعم الدار دار التوحيد والسنة، نعم الدار دار الوحدة والاجتماع، نعم هي موطن الشريعة وقبلة المسلمين، وهي راعية القرآن والسنة، ومنارة الإسلام وناشرة السلام، وهي منبع العقيدة الصافية ومنكرة الشرك والبدعة، نعم إي وربي هي خير دار نعيش فيها عامرة الحرمين وخادمة قاصديهما.

من الله عليها منذ بزوغ شمسها على يد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- بوحدة الصف، واتحاد الكلمة، والاجتماع، والتآلف، ونبذ الفرقة والاختلاف، فحكمت الشريعة، وطبقت التوحيد، وساد الأمن وعاش الناس في أمن وإيمان ومحبة وسلام، فعم الخير والبركات، وعمرت المساجد والحلق، وأخذت على عاتقها نصر المسلمين في أصقاع الدنيا وحل قضاياهم، ونشرت الإسلام والسنة والقرآن، وكان دستورها ومرجعها كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.

هذه البلاد الطاهرة ظهرت وتطورت لارتباطها بالكتاب والسنة ونشرهما، ونشر التوحيد ومحاربة البدع، على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله رحمة الأبرار- ثم سار على هذا النهج القويم والعمل المستقيم أبناؤه البررة إلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وأدام عزه ونصره، عهد العدل والعزة، عهد الإنجازات والتطلعات، عهد التطوير والبناء، يساعده ولي عهده الأمين وساعده الأيمن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- رجل الأعمال والأفعال، رجل التخطيط والتنفيذ، رجل الهمة والعزيمة، صاحب الرؤية الطموحة، ومحارب الفساد والمفسدين.

تلك هي مقدمة البداية وبها يستبين أسباب النصر والتمكين والقوة والنماء والأمن والرخاء، فعاشت هذه البلاد الطاهرة نعمة الأمن التي لا يعدلها نعمة من عهد الأجداد إلى هذا العهد رغم تغير الأحوال وظروف التطور إلى أن أكمل الله عليها عز شأنه من نعمه العظيمة ما لا يعد ولا يحصى.

وها نحن نمر بعامنا الوطني الواحد والتسعين من توحيد هذا الكيان العظيم تحت شعار هي لنا دار يجدر بنا أن نهتم بأمور عديدة من أهمها:

1- شكر الله، عز وجل، على نعمة الأمن والإيمان والسلامة في الأوطان ورغد العيش والاجتماع ووحدة الكلمة، والولاية الرشيدة الراشدة.

2- الدعاء لمؤسس هذا الكيان العظيم والوطن المبارك ومن كان سبباً بعد الله فيما نحن فيه، فجزى الله مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز خير الجزاء وأجزل له المثوبة والرحمة.

3- الدعاء والإعانة لولي أمرنا أيده الله بتأييده خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، فهذا من أقل حقوقهم الدعاء لهم بالإعانة والتسديد والتأييد ونصرتهم والدفاع عنهم، فولي أحوج من يدعى له؛ لأن صلاحه؛ صلاح للوطن وأهله، قال الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة مستجابة؛ ما جعلتها إلا في السلطان، فهم من أجلنا يسهرون، ولمصالح بلادنا وراحتنا يعملون، وعن هذا الوطن وشعبه ومقدساته يدافعون، والخائن من خان بلده وولاة أمره، قال، صلى الله عليه وسلم: من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية رواه مسلم، من حديث ابن عمر، رضي الله عنهما.

4- المشاركة في البناء والتطوير والنماء لهذه البلاد المباركة والمحافظة على أمنها من كل خائن أو عميل أو حزبي متلون، وأن نكون يداً واحدة في عمارة بلادنا، وصفاً منيعاً في وجه كل من انتقصه أو كاد له، مغلقين كل الأبواب على كل خائن أو ناشر للشائعات أو حاقد أو حاسد، فالوطن وطن الجميع وأمنه والمحافظة عليه مسؤولية الجميع، فلنقف خلف قيادتنا ونشارك في نهضة بلادنا.

5- المحافظة على مقدرات الوطن والافتخار بمنجزاته، وتعليم الأجيال القادمة محبة الوطن والمشاركة في بنائه والانتماء إليه، وطاعة ولاة أمره، ووحدة الصف، واجتماع الكلمة تحت راية ولاة أمرنا الميامين أعزهم الله.

حفظ الله بلادنا من كل شر ومكروه، وأدام عزها ونصرها، وأعز ولاة أمرنا وحفظهم وبارك في جهودهم، وخذل أعداءهم، ونصر جنودنا وأدام أمننا، ورزقنا شكر نعمه، والمحافظة على طاعته، إنه سميع مجيب.