أبها: سلمان عسكر

تسعى جماعة الحوثي الإرهابية، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات، لتفخيخ عقول الطلاب بأفكار العنف والقتل والتحريض. ولم يتوقف عبثهم بالتعليم ومناهجه عند طرد المعلمين، وإيقاف مرتباتهم، وتجنيد الأطفال وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية ومراكز للتدريب فحسب، بل واصلوا تدميرهم الممنهج للتعليم، حتى وصل هذا العام إلى أكبر عملية تحريف غير مسبوقة في تاريخ التعليم اليمني، وكشف مصدر أن هناك جهازا خاصا تابعا للمجلس السياسي، مهمته تغيير وتحريف المناهج التعليمية، يشرف عليه خبراء إيرانيون.

وفي حديث خاص ذكر مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، أنه وصل تغيير الحوثي الواسع في المناهج هذا العام، إلى أكثر من خمسين تعديلا على المناهج، وجميعها تعديلات جوهرية وتمس الثوابت الوطنية، كذلك فرض رسوم إضافية على طلاب المدارس، في ظل أوضاع معيشية صعبة، وفقر مدقع وانقطاع للمرتبات.

منصات تدريب

وتأتي مضاعفة ميليشا الحوثي من جرائمها في تغيير وتحريف المناهج التعليمية، لاستخدامها كمنصات للتدريب والتحشيد للقتال، وفرض دورات طائفية وسلالية، ومن يرفض يتعرض لمضايقات وتهديدات مستمرة.

وبين الزبيري أن من خلال سياستها التعليمية، وفرض الدورات الطائفية والتجنيد، تعمل على خلق أجواء منفرة من التعليم، حيث بلغ عدد المتسربين من التعليم مايقارب 2 مليون طالب لأسباب عدة، أهمها الفقر وتغيير المناهج وتطييف التعليم.

وذكر أن الميليشيات تعمل بوتيرة عالية، عبر جهاز مختص مهمته تغيير وتحريف المناهج التعليمية، يرتبط هذا الجهاز بقيادات عليا في جماعة الحوثي ومكتبها السياسي.

وأن تعيين يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثي، لم يكن مجرد منصب سياسي فحسب، بل هي عملية ممنهجة ومدروسة بعناية، فالرجل الذي لا يحمل أي شهادة تعليمية أو جامعية يعين في منصب وزير التربية والتعليم، وهو المنصب الذي يفترض ألا تقل الدرجة العلمية لمن يتقلده عن الدكتوراه، كونها تتعلق بعقول ومستقبل أبناء اليمن.

رفض سابق

وأضاف الزبيري، تدرجت ميليشيات الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، في تغيير المناهج في المدارس، ولاقت هذه الجريمة في بداية الأمر رفضاً شعبياً واسعاً في صنعاء، وصل إلى رفض تدريس تلك المناهج من كثير من كوادر التربية في مدارس العاصمة صنعاء والمحافظات، التي تتعارض مع قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال والنظام الجمهوري.

واستمرت اللجنة المكلفة بعملية فحص وتغيير المناهج التابعة للحوثيين في عملها، وفرض ما تراه بالقوة من تغييرات أو تعديلات وتحريف في المناهج التعليمية، بما يتوافق مع توجهاتهم.

كذلك تواطؤ من قبل المنظمات الدولية أو الإقليمية الداعمة لطباعة المناهج التعليمية المحرفة.

ناقوس الخطر

وأشار الزبيري إلى أنه يجب على النخب والمفكرين ومختلف فئات المجتمع، داخل البلاد وخارجها دق ناقوس الخطر، وتكاتف الجميع لمواجهة الهجمة الشرسة التي لاتقل خطورة عن الجبهات، ابتداءً بقيادة الدولة والحكومة ومروراً بالأكاديميين والتربويين والإعلاميين والحقوقيين، ومختلف شرائح المجتمع.

فتغيير المناهج الجمهورية الوطنية بمنهج طائفي سلالي ميليشياوي يستهدف حاضر ومستقبل الوطن، وهو مسخ الهوية الوطنية الجمهورية.

ويجب البدء بعملية التوعية المستمرة، وأن تتضاعف في الوقت الحالي في وسائل الإعلام والمنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، ومخاطبة التربويين في مناطق سيطرة الحوثيين، والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع بصورة عامة.

لمكافحة تحريف الحوثي للمنهج التعليمي

01 إعداد برنامج عمل متكامل وفق دراسات علمية، لمواجهة ما تغرسه الميليشيات في عقول الطلاب

02 عقد فعاليات للعمل على مكافحة الخطر الذي يهدد اليمن