عبدالمطلوب مبارك البدراني

المزاجية الأمريكية في تصنيف الحركات الإرهابية والتعامل معها عند تصنيف ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، والمدعومة من قبل إيران على أنها حركة إرهابية من قبل ترامب والحكومة الأمريكية السابقة، وحال استلام بايدن الحكومة الأمريكية الجديدة مقاليد الحكم أزالوا صفة الإرهاب عنها، رغم أنها ترفع شعارات الموت لأمريكا.

والآن طالبان تلك الحركة الإرهابية في أفغانستان والتي تحاربها أمريكا وتعاديها منذ 20 عاماً.. سلمت أفغانستان دون إطلاق رصاصة واحدة، وهروب رئيسها وانهيار الحكومة السابقة تماماً بمباركة أمريكية رغم عدم رضى الكثير من الساسة الأمريكان عن هذا الانسحاب، وذلك ليس نهاية المسلسل الأمريكي الطالباني أبداً، بل هو استخدام من قبل أمريكا لتلك الحركات والميليشيات الإرهابية كيفما تقتضيه المصالح الأمريكية.

ومن المستبعد أن يكون رحيل أمريكا واستيلاء طالبان على الحكم نهاية الحروب الأفغانية، وسنرى ذلك في مقتبل الأيام وستظهر لنا الأيام، المقبلة ذلك لان حكومة طالبان الجديدة أتت، عن طريق اتفاق مسبق نتج عن محادثات بينها وبين أمريكا في قطر مع الرئيس المنصب الذي وصل للعاصمة كابل على متن طائرة من قطر.

فهل هذه الحكومة ستمنح القوى الأخرى في الداخل الأفغاني مقاعد في السلطة المشاهد للموقف أنها لم تبد ذلك طالبان والكل يعلم أن هناك عشرات أمراء الحرب سوف يعيدون تموضعهم، وتحدي طالبان إن لم يكن لهم مكان في السلطة وتشملهم المصالحة وعلى رأسهم بل أبرزهم على الأصح أحمد مسعود الذي قاد والده معركة اسقاط طالبان في السابق.

قد ذهبت وعود أمريكا بالتعددية والديمقراطية للشعب الأفغاني أدراج الرياح، وهذا ديدنها في كل الدول التي تحتلها، وسيكون ذلك في العراق لأنها لاتهمها إلا مصالحها.

ويثبت ذلك ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه لم يكن من المفترض أبداً أن تكون مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان بناء دولة، وذلك مع دفاعه عن قراره سحب القوات الأمريكية من هناك، موضحاً أن المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دوماً حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية، انطلاقاً من البلد الغارق في الحرب.

موسكو تراقب الموقف الآن عن كثب بين الفرح والخوف، فرحة بالانسحاب الأمريكي ولكن ينتابها الخوف كذلك، وتحاول تضخيم الخطر الطالباني من أجل إعادة نفوذها على دول الاتحاد السوفييتي القديم في المنطقة.

والآن الذي يحكم أفغانستان طالبان وماذا بعد؟ لا يستطيع أي قاريء للأحداث أو محلل سياسي أن يحكم على ما يحدث إلا بعد أن نرى ذلك على أرض الواقع، وما سيحدث لهذه البلد التي أنهكتها الحروب والتدخلات العسكرية.

فهل ستبقى طالبان على نهجها السابق أم أنها سوف تتغير وتبدأ بصورة مختلفة تضم أطياف البلد، ومرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.. نأمل ذلك. ‫