إثر وفاة الملك فؤاد حرص الملك عبدالعزيز على إيجاد علاقة وثيقة بـ(مصر الكنانة) فاستضاف الملك فاروق ثم زاره عام 1365 وكانت الحفاوة به من الحكومة والشعب بأبهى صورها. لما قامت ثورة 1952 استقبل قادتها الجدد الرئيس محمد نجيب وزملاءه الضباط مؤكدا اهتمامه بمصر وإن تغير حكامها ويقال بأنه أوصى أبناءه بذلك.
عندما تأزمت العلاقات بين المملكة ومصر في بعض مراحل عهد الرئيس جمال عبدالناصر لم يمنع المملكة أن تقف مساندة لشقيقتها إبان حرب 1956 ثم هزيمة 1967.. حيث كانت وقفة الملك فيصل المشهورة بمؤتمر الخرطوم ودعمه مصر بأحلك أيامها.. لتستعيد قوتها وتتغلب على جراحها. معركة العبور 1973 كان الشريك فيها للرئيس أنور السادات هو الملك فيصل، حقق لها النجاح وتحررت (سيناء). عندما اعتدى صدام حسين على الشقيقة (الكويت) وهدد حدودنا الشرقية كان الالتفاف المصري المشرف معنا بقيادة الرئيس حسني مبارك حتى تم تحرير الكويت. تأكدت المحبة مرة أخرى بين المملكة ومصر بعد ثورتها الأخيرة 25 يناير، فأثبتت المملكة أنها الحريصة على استقرار ورخاء الشعب المصري وإن تغيرت وجوه قادته. لقد شاهدنا رئيسا مجلس الشعب والشورى ووجهاء أرض الكنانة أكثر من 200 شخصية اعتبارية رحّب بهم خادم الحرمين الشريفين وشعبه قبل أسبوعين ليستعيدوا سفيرنا لقاهرة المعز ويوثقوا الروابط المتمثلة بملايين المصريين العاملين بالمملكة. إن ارتباط البلدين ببعضهما أزلي.. منذ توصية الرسول الكريم بـ(مصر) عند فتحها خيرا. ستظل المملكة ومصر على مر الأيام مصدر الأمن والاستقرار والمنعة للأمتين العربية والإسلامية تجاه (إسرائيل) وكل عدو متربص. المهم أن يتقيد الإعلام هنا وهناك بما وجّه به حكيم العرب (عبدالله بن عبدالعزيز) ليقل خيرا أو يصمت.