أفرزت الحداثة، في ضوء ثورة الاتصال والمعلوماتية، والتقنية المعاصرة، الكثير من المخرجات المبهرة حقا، كما أن التقدم السريع في توالد أجيال متلاحقة من التقنيات الجديدة، ومخرجاتها المتتالية المغرية في السوق العالمية، بات يتعدى بآثاره حدود مجرد ما يحصل عليه المستفيد من منفعة محدودة، تتعلق بحزمة التقنية الجديدة، التي يتاح له أن يحوزها.
ولا ريب أن ما يتعلق بهذا الأمر من إشكالات الاختيار، والاستيعاب، وما بات يتطلبه الحال من ضرورة اعتماد معايير إنسانية، وأخلاقية مضافة لرصد آثار وسرعة واتجاهات حركة التغيرات في أجيال التقنيات عموما، والرقمية منها بشكل خاص، أصبح ضرورة أخلاقية، وحاجة إنسانية، قبل أن تكون محض حالة فنية خالصة، تطلبها ضرورات مواكبة مستجدات التطور التقني بكفاءة.
ومن هنا فإن هذا الواقع الجديد، قد أفرز بدوره تحديات جديدة، تتعلق بضرورة ألحرص على تعميق ثقافة مهارة اختيار الملائم من التقنيات المستجدة، مرورا بالاستيعاب اللازم، والتشغيل الرشيد لها، والتفاعل الإيجابي، مع ما هو مفيد منها، وإسقاط ما هو سلبي منها، إقلالا للأضرار، وتعظيما للمنفعة، وتفاديا لمآلات الاستلاب، مع مرور الوقت.
ولعل الملاحظ، أن معظم شرائح جيل شباب اليوم، وفي ضوء مغريات مخرجات ثورةِ الاتصال والمعلوماتية، وما أفرزته العصرنة من تداعيات، أصبح أكثر انغماسا في معطياتها، دون اكتراث لتداعياتها المختلفة، حتى بات البعض منهم أكثر خروجا على المألوف التراثي، بما في ذلك الانزياح عن كثير من العادات والتقاليد، في محاكاة آلية لمعطيات التطور، والحداثة، وانبهار مهووس بها، بعد أن أصبحت ثقافة عصر لا مناص منها.
وإزاء ظاهرة مقلقة من هذا النوع، لابد من الإشارة إلى أن النفس البشرية بطبيعتها خلقت متسائلة، ومن ثَمَّ فهي أعقد من مجرد التوهم بحسبانِها رداءً باليًا، يُغسَل بالماء، بقصد إزالة ما يلحق به من أدران، وأوساخ تُلوِّثه، ولعل هذه الحقيقة الإنسانية يمكن تلمُّسها بشكل واضح، في الكثير من حوارات القرآن الكريم، ومنها على سبيل المثال، قوله تعالى لسيدنا إبراهيم، عليه السلام، ردا على تساؤلاته عن معجزة الخلق: «قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي».
وعلى هذا الأساس، ينبغي أن لا يتم التعامل مع جيل الشباب، على أنهم مجرد قطيع رعاع ساذج، وبالتالي فإنه يكفي التعاطي مع إشكالاتهم بالإرشاد المجرد وحسب، على أمل تحصينهم من تأثيرات الغواية والفساد، نتيجة التعاطي المفتوح مع الجوانب السلبية لهذه التقنيات، كما يطمح لذلك الدعاة والمصلحون والكتاب والمفكرون وأعمدة القوم، وإنما يتطلب الأمر الحرص على تطوير أساليب مخاطبتهم، والارتقاء بها نوعيا إلى مستوى متقدم، علميا، وتقنيا، ونفسيا، وتربويا، يستوعب كل آفاق مضاعفات تداعيات التطور المتلاحقة، اجتماعيا، وتقنيا، وإنسانيا، وبالشكل الذي يجيب على تساؤلاتهم بشكل رصين، وينهي ارتباكهم، ويعالج حيرتهم، وينتشلهم من الضياع، والاستلاب.
ولا ريب أن ما يتعلق بهذا الأمر من إشكالات الاختيار، والاستيعاب، وما بات يتطلبه الحال من ضرورة اعتماد معايير إنسانية، وأخلاقية مضافة لرصد آثار وسرعة واتجاهات حركة التغيرات في أجيال التقنيات عموما، والرقمية منها بشكل خاص، أصبح ضرورة أخلاقية، وحاجة إنسانية، قبل أن تكون محض حالة فنية خالصة، تطلبها ضرورات مواكبة مستجدات التطور التقني بكفاءة.
ومن هنا فإن هذا الواقع الجديد، قد أفرز بدوره تحديات جديدة، تتعلق بضرورة ألحرص على تعميق ثقافة مهارة اختيار الملائم من التقنيات المستجدة، مرورا بالاستيعاب اللازم، والتشغيل الرشيد لها، والتفاعل الإيجابي، مع ما هو مفيد منها، وإسقاط ما هو سلبي منها، إقلالا للأضرار، وتعظيما للمنفعة، وتفاديا لمآلات الاستلاب، مع مرور الوقت.
ولعل الملاحظ، أن معظم شرائح جيل شباب اليوم، وفي ضوء مغريات مخرجات ثورةِ الاتصال والمعلوماتية، وما أفرزته العصرنة من تداعيات، أصبح أكثر انغماسا في معطياتها، دون اكتراث لتداعياتها المختلفة، حتى بات البعض منهم أكثر خروجا على المألوف التراثي، بما في ذلك الانزياح عن كثير من العادات والتقاليد، في محاكاة آلية لمعطيات التطور، والحداثة، وانبهار مهووس بها، بعد أن أصبحت ثقافة عصر لا مناص منها.
وإزاء ظاهرة مقلقة من هذا النوع، لابد من الإشارة إلى أن النفس البشرية بطبيعتها خلقت متسائلة، ومن ثَمَّ فهي أعقد من مجرد التوهم بحسبانِها رداءً باليًا، يُغسَل بالماء، بقصد إزالة ما يلحق به من أدران، وأوساخ تُلوِّثه، ولعل هذه الحقيقة الإنسانية يمكن تلمُّسها بشكل واضح، في الكثير من حوارات القرآن الكريم، ومنها على سبيل المثال، قوله تعالى لسيدنا إبراهيم، عليه السلام، ردا على تساؤلاته عن معجزة الخلق: «قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي».
وعلى هذا الأساس، ينبغي أن لا يتم التعامل مع جيل الشباب، على أنهم مجرد قطيع رعاع ساذج، وبالتالي فإنه يكفي التعاطي مع إشكالاتهم بالإرشاد المجرد وحسب، على أمل تحصينهم من تأثيرات الغواية والفساد، نتيجة التعاطي المفتوح مع الجوانب السلبية لهذه التقنيات، كما يطمح لذلك الدعاة والمصلحون والكتاب والمفكرون وأعمدة القوم، وإنما يتطلب الأمر الحرص على تطوير أساليب مخاطبتهم، والارتقاء بها نوعيا إلى مستوى متقدم، علميا، وتقنيا، ونفسيا، وتربويا، يستوعب كل آفاق مضاعفات تداعيات التطور المتلاحقة، اجتماعيا، وتقنيا، وإنسانيا، وبالشكل الذي يجيب على تساؤلاتهم بشكل رصين، وينهي ارتباكهم، ويعالج حيرتهم، وينتشلهم من الضياع، والاستلاب.