سلمان الحارثي

توجد علاقة كبيرة بين الإنفاق والإنتاج على المدى الطويل والقصير، في حين لا يوجد تأثير إيجابي للإنفاق الاستثماري في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الأجل القصير. إن الإنفاق الحكومي لا يسهم في زيادة معدل النمو الاقتصادي فقط، بل يسهم في تكوين الأصول الثابتة من خلال الاستثمار في البنية التحتية وتطويرها، واتساع عمق تأثيرها وقدرتها على إحداث تغيير جذري في طريقة سير المجتمع، واتخاذ القرارات والعلاقات الاقتصادية، بل ويضيف ويساهم بشكل كبير في تكوين رأس المال البشري، من خلال الإنفاق على التعليم والصحة. إذ نجحت المملكة العربية السعودية منذ بداية مرحلة الإصلاحات وانطلاق برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030 وتعزيز الاستدامة، وتنويع مصادر الدخل وترشيد الإنفاق الحكومي والاستثمار المعرفي، معتمدا على العقول والطاقات البشرية المبدعة والمنتجة والتي يعززها #التعليم_ والتدريب_والتقويم المتكامل. إن أهمية قطاع التعليم وعلاقته بتنمية الاقتصاد الوطني، وتطوير رأس المال البشري له من الإسهامات المباشرة في تحقيق التغيير الجذري في المجتمع، مع الحفاظ على تماسكه واتزانه. إذ كان للإنفاق الحكومي في النمو الاقتصادي وفق بيانات 2019 للمملكة العربية السعودية، أدوار إيجابية. إن الإنفاق الحكومي كمتغير مستقل والإنتاج المحلي الإجمالي كمتغير تابع، يحقق علاقة طردية. أي أنه يوجد علاقة طردية بين الإنفاق الحكومي والناتج المحلي، وذلك منذ عام 2015. بمعنى أنه إذا تغير الإنفاق الحكومي بمقدار درجة واحدة فقط، فإنه يتغير الناتج المحلي بمقدار 2.76 تقريبا في نفس الاتجاه. فلقد لوحظ نمو مؤشر الناتج المحلي الإجمالي والإنفاق الحكومي في العقد الماضي نموا بوتيرة متسارعة. ويأتي الترشيد في الإنفاق الحكومي وتعزيز الاستدامة، ورفع كفاءة التشغيل والإنتاج، ضمن الإصلاحات الموسعة التي حققت وتحقق وماضية في تحقيق الازدهار، بما يعزز مستويات النمو، وتأهيل المجتمع لمواجهة تحديات أكثر تعقيدا. ورفع القدرات الحالية المتنوعة مع ضمان المحافظة على الاستثمار والتحديث والتطوير، والذي يعتبر #دمج_التعليم_ والتدريب_والتقويم أحد أهم أدواره في المرحلة القادمة. والذي بالتالي يؤثر إيجابيا على مخرجات حيوية أولية، ويساهم في ترشيد الإنفاق في هذا الجانب، ويعزز الكفاءة والأداء على المدى القصير والمتوسط والبعيد. فعلى سبيل المثال، في نموذج التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، ينقسم التعليم إلى ثلاثة فروع رئيسية جميعها تعزز منظومة التعليم والتدريب والتقويم، وأكثر من ذلك. وفي الجانب الآخر، نواتج هذا الهيكل على مستوى الإنفاق والمخرجات نموذجا يستفاد منه كإحدى التجارب المتوفرة، والتي لها تاريخ طويل في الأداء بشكل عام، والتشغيل والتنفيذ والتحديث والتطوير على مستوى التعليم كمنظومة، وجزء لا يتجزأ من نظام أكبر. إن #دمج_التعليم_والتدريب_والتقويم يحدث التكامل الهيكلي، الذي بدوره يحقق النتائج والتطلعات على مستويات متنوعة ومتعددة، أحد أهم مرتكزاتها الرئيسية هي #التعليم و#التعلم و #نقل_المعرفة.