على غرار المناظرات التي تقام بين المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، وفي حالة جديدة لم يألفها العرب، تابع المشاهدون عبر شاشتي دريم وأون تي في، مناظرة أقيمت بين أهم مرشحي انتخابات الرئاسة في مصر وهما الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والإخواني السابق عبدالمنعم أبو الفتوح، وربما تم تجاهل بقية المرشحين لقلة حظوظهم في الفوز بمقعد الرئاسة.
المناظرة الرئاسية التي شكلت الحدث الأبرز على الشاشات العربية الأسبوع الماضي تهم المصريين بالدرجة الأولى لأنها تساعدهم على اتخاذ قرار الانتخاب عن قناعة بعد الاطلاع على أفكار ومرئيات المرشح، لكنها أيضا جديرة بالاهتمام من باقي العرب نظرا للثقل الذي تشكله مصر في الوطن العربي، فمَنْ في دول الربيع العربي يستفيدون من التجربة، ومن في دول الاستقرار يطلعون على فكر كل من الرجلين، وبالتالي يعرفون طبيعة السياسة التي سيتعاملون معها عند فوز أحدهما.
الغريب في الأمر أن المناظرة تم بثها على قناتين فضائيتين خاصتين، وليس على إحدى القنوات الرسمية، ولعل سبب ذلك أن اختيار اثنين من المرشحين وتجاهل الآخرين أمر قد يضع القنوات الرسمية في مأزق، أما القنوات الخاصة فلا إشكالية لديها لأنها تبحث عن ربحيتها ورفع نسبة مشاهدتها.
ظل المرشحان واقفين على رجليهما يتجادلان ويجيبان على التساؤلات حوالي ثلاث ساعات بالرغم من تجاوزهما لمرحلة الشباب، لكن الأكيد أن الوصول إلى رئاسة مصر يستحق الوقوف أياما بليالها! وبعد الوصول يبدأ صراعه مع هموم إعادة بناء دولة كبيرة لم يهدأ شبابها منذ أسقطوا النظام السابق، ويكاد المتابع للوضع يراهم يمارسون الفوضى خشية أن تسرق ثورتهم التي قطف الإخوان المسلمون ثمارها في مجلس الشعب، ويحلمون بكرسي الرئاسة كي يكتمل العقد. ولعل حضور إخواني وإن كان منشقا في مناظرة الرئاسة التلفزيونية، ووجود مرشح آخر لم يكن طرفا في المناظرة يؤكد حبهم لـالتكويش على كل شيء.
أخيرا، الاتهامات المتبادلة بين المتناظرين لم تكن مريحة، لأنها حولت المناظرة إلى الشخصنة، ومنها اتهام أبو الفتوح لموسى بأنه من رموز النظام السابق، أي يا ناس لا تنتخبوه.. ورد موسى عليه متهما إياه بالدفاع عن مواقف الإخوان المسلمين وليس المصالح المصرية. وبرغم ذلك تبقى المناظرة حالة إيجابية.