فهد بن عبدالله الباز

أيام العيدين أيام فرح وسعادة وسرور وتواصل وصلة أرحام.. وهي أيام يفرح المسلم بتمام العبادة لله تعالى/ فالله منحنا العيد لنفرح ونشكره على تمام الصيام والقيام والدعاء في رمضان، كذلك نشكره على تمام العبادة والدعاء في العشر المباركة، وصيام يوم عرفة وذبح الأضاحي في عيد الأضحى.

فالعيدان فرحة الأسرة والأهل والأحباب، فرحة الأطفال، فرحة التهليل والتكبير وذكر الله وإحياء الشعائر الإسلامية، إنها أجواء قصيرة وأيام معدودة في السنة، ولا يمكن تعويضها بأيام أخرى.

إياكم والسفر في العيدين لخارج الوطن للسياحة، فمع فقدان المشاعر الدينية والروحانية، والفرحة بالقبول إن شاء الله.. فقد الاجتماعات العائلية ومع الأصدقاء والزملاء، وأهل الحي وجماعة المسجد، التي تكسوها العادات والتقاليد والأُلفة، التي تنم عن المحبة والأخوة..

وأتمنى ألا يكون هذا السفر على حساب قيمنا النبيلة الاجتماعية، التي هي جزء من حضارتنا وعادتنا وثقافتنا، فإهمالها يعد تفريطا في شعائر ديننا وهويتنا، والإهمال في الشعائر والهوية، أخطر ما تتعرض له المجتمعات في الوقت الحاضر. فالعيد لا يأتي غير مرتين في العام، أما السفر فمتاح في أي وقت من العام.

فلا قيمة للعيد دون الاجتماع العائلي والأسري، والاحتفال الجماعي مع الأهل والأصدقاء والزملاء، في بلدك ومدينتك وحارتك ومنزلك، سواء في عيد الفطر أو عيد الأضحى.

الحقيقة أن السفر للخارج في العيدين للسياحة، أصبح من المظاهر السلبية والبريستيج والتقليد الاجتماعي، مع الجهل والضعف الديني عند الغالبية.