تسعى كثير من العائلات لتنظيم رحلات استجمام وترفيه، إما عن طريق السفر، أو التنزه أو التجمع في منزل إحدى العوائل، والجميع يتأهب لذلك، لكسر كأس الروتين الممل، وتخفيف جبال الضغوطات النفسية والجسدية، والعمل على تغيير الأجواء وتلطيفها، لتتحسن الحالة المزاجية المرهقة، فتغمرهم أكاليل الحبور بألحان المرح، تعقبها بلابل الأصوات الصدّاحة، فتنتعش أيادي الراحة، لتكون رفيقة رحلتهم واجتماعهم، فتقوى الأواصر ويزيد الترابط بينهم فتحفهم مزامير المحبة والتآلف.
إذا كانت تلك الرحلات تعمل العجائب فماذا عسانا أن نقول عن تلك الرحلة الربانية المقدسة في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام؟ التي تقرب العبد بخالقه، فتظهر معاني الخشوع، والخضوع، والتذلُّل لرب البريات، فتهفو إليها أفئدة ملايين المسلمين من شتى البقاع إلى زيارة أطهر معمورة في الأرض، بحثًا عن السعادة والطمأنينة الحقيقية، ولا تتحقق إلا بأداء هذه الفريضة العظيمة في محراب العبودية لله تعالى وحده، جميعهم على صعيد واحد قلوبهم رطبة وألسنتهم لهجة بالتلبية والتهليل والتكبير، لا فرق بينهم إلا بالتقوى.
وذلك امتثالا لأمر رب العزة والجلال بقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، وتلبية لنداء نبينا إبراهيم عليه السلام الذي أمره الله تعالى أن ينادي في الناس بالحج فقال سبحانه: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، واقتداءً بشفيع الأنام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام:(أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا).
فيوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ركن الحج الأعظم، لا تصح الفريضة دونه، إنه يوم المغفرة والرحمات، العتق من النيران وإجابة الدعوات، تكفير الذنوب وسكب العبرات، هو اليوم الذي أكمل رب الأرباب فيه الدين وأتم علينا فيه النعمة.
فمن حج ولم يرفث ويفسق، عاد بعد حجه نقيًا من خطاياه كيوم ولدته أمه، فلا خطيئة ولا ذنب عليه، فهنيئًا لكل حاج استشعر وذاق حلاوة مناجاة ملك الملوك في أقدس الأماكن وأطهرها، وترك الملذات والشهوات في كنف العجوز الشمطاء، فما أروعها من رحلة روحانية بين طياتها رداء السكينة، مغفرة جميع الذنوب والمعاصي، وإزالة ما عَلِق بالنفس منها، وربى تلك النفس وهذبها، وجدد العهد مع الرحمن بالتزام أوامره والتوبة إليه من كل ذنب وسيئة.
همسة:
سبحانك نعصيك فتغفر لنا، نذنب فتتوب علينا، ننساك فتذكرنا، نبخل بذكرك وتكرمنا برحمتك، اسألك يا إلهي في هذه الأيام العظيمة رضاك والفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابق عذاب.
إذا كانت تلك الرحلات تعمل العجائب فماذا عسانا أن نقول عن تلك الرحلة الربانية المقدسة في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام؟ التي تقرب العبد بخالقه، فتظهر معاني الخشوع، والخضوع، والتذلُّل لرب البريات، فتهفو إليها أفئدة ملايين المسلمين من شتى البقاع إلى زيارة أطهر معمورة في الأرض، بحثًا عن السعادة والطمأنينة الحقيقية، ولا تتحقق إلا بأداء هذه الفريضة العظيمة في محراب العبودية لله تعالى وحده، جميعهم على صعيد واحد قلوبهم رطبة وألسنتهم لهجة بالتلبية والتهليل والتكبير، لا فرق بينهم إلا بالتقوى.
وذلك امتثالا لأمر رب العزة والجلال بقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، وتلبية لنداء نبينا إبراهيم عليه السلام الذي أمره الله تعالى أن ينادي في الناس بالحج فقال سبحانه: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، واقتداءً بشفيع الأنام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام:(أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا).
فيوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، ركن الحج الأعظم، لا تصح الفريضة دونه، إنه يوم المغفرة والرحمات، العتق من النيران وإجابة الدعوات، تكفير الذنوب وسكب العبرات، هو اليوم الذي أكمل رب الأرباب فيه الدين وأتم علينا فيه النعمة.
فمن حج ولم يرفث ويفسق، عاد بعد حجه نقيًا من خطاياه كيوم ولدته أمه، فلا خطيئة ولا ذنب عليه، فهنيئًا لكل حاج استشعر وذاق حلاوة مناجاة ملك الملوك في أقدس الأماكن وأطهرها، وترك الملذات والشهوات في كنف العجوز الشمطاء، فما أروعها من رحلة روحانية بين طياتها رداء السكينة، مغفرة جميع الذنوب والمعاصي، وإزالة ما عَلِق بالنفس منها، وربى تلك النفس وهذبها، وجدد العهد مع الرحمن بالتزام أوامره والتوبة إليه من كل ذنب وسيئة.
همسة:
سبحانك نعصيك فتغفر لنا، نذنب فتتوب علينا، ننساك فتذكرنا، نبخل بذكرك وتكرمنا برحمتك، اسألك يا إلهي في هذه الأيام العظيمة رضاك والفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابق عذاب.