وعن الإحباط قال صديقي غفر الله له: إنه داء بات يتسلل بين الموظفين ويتغلغل داخل الدوائر والمؤسسات بشكلٍ خاص، ولعلك تلاحظ كيف أن الموظف يبدأ بحيوية ونشاط، ثم ما يلبث أن يدخل في التراجع، وتدريجياً يملُ وجهده يقل وأما الحماس فلا تسأل عنه بعد ذلك. استرسلت معه في الحديث وحاولت أن أقدم بعض التبرير وشيئاً من التماس الأعذار، فقلت له عندما يتولى الأمر من لا يفقه فيه فيتعامل بعشوائية وأسلوب أقرب للارتجالية، تميلُ الكفة ويفلِتُ زِمامُ الدفة.
ومع عدم القناعة بصاحب القرار يزداد الامرُ سوءًا، وفي الحالتين يتسرب الملل ويصاب بعض الموظفين بالإحباط؟. ومن هنا يبدأ الخلل، وأول مسارات العلل في ظل غياب التجديد وعوامل التحفيز والعدل فيها.
رويدك يا صديقي.. هكذا استوقفني وقال: لا تحاول أن تبرر ذلك بأي إسقاط.. يكفي..لا تحدثني عن الإحباط ودعني أكمل طريقي فما لديك لن يجلو همي أو يبعد ضيقي. الإحباط يا صديقي لم يعد كما كنا نسمع عنه في الحكايات، ولا ما يذكر في بعض الروايات، إنه يظهر بشكل ملحوظ حتى أن مساراته تقريبا باتت إجبارية، ولم يعد يعاني منها فرد أو فردين فقط، لقد أضحى الأمر بالفعل منتشراً.
المشكلة يا صديقي باتت جماعية.. قد يكون ذلك، هكذا قطعت توارد أفكاره. أوافقك الرأي نوعا ما.. خصوصا عندما يميز الأسوأ، ويرفع الأقوى، عندما يصادر جهدك أمام عينيك، ويبدد وينثر سعيك وفعل ذراعيك.
عندما يجير عملك لغيرك ويكافأ المقصر، هنا يكون ذلك الإحباط الذي تعني. فهم بذلك يطفئون فيك شعلة العطاء، ويعطلون كل كوامن الإبداع، وليس فقط يسمحون للإحباط بالتسلل. ورغم ذلك أرى أن احتساب الأجر عند الله، وعدم البحث عن الثناء والتقدير، والتركيز عليه أفضل، وإن كان صعباً في ظل ما يحدث ونشاهد من تعنت واستخفاف وعدم اهتمام.
وفي نهاية الأمر دع الأمور يا صديقي تجري في أعنتها، ولا تبيتن إلا خالي البال. على أمل أن يتحسن الوضع، أو يحول على ذلك الحول، فالزمن كفيل بحل كل ما ليس له حل.
قالها متنهدا.. لقد قلت لك يا صديقي دعني أكمل طريقي.. فما لديك لن يجلو همي أو يبعد ضيقي، ماذا تنتظر مني عندما أشاهد تكريم أو تقديم المقصرين، وليس حسب، بل تسلب وتبخس الجهود.
في النهاية يا عزيزي نحن بشر، ترفعنا كلمة، وقد تهوي بنا أخرى إلى مكان سحيق!. من أين لي بالصبر وأنا أشاهد من يتحكم في مستقبلي، ويصادر نجاحي وجهودي ويحرمني ما أستحق؟! ظلم وبخس ما له نظير.. كيف تطلب مني ألا أصاب بالإحباط!؟، لقد فقدنا الثقة يا عزيزي، فلا تتعجب أو تلوم إن خيم الإحباط أو بات الخاطر مكلوما، إننا نصادف الإحباط في جل الدروب بل إنه يبحث عنا ويفرض علينا فرضا.
لقد صار جرعات من المرارة، علينا تقبلها واستساغتها، نحقن بها حتى نستطيع ان نشاهد العابثين والمقصرين يبلغون ويتقدمون بل ويتسلطون، والمتميز يقابل بالتهميش وسوء التقدير، بل وعدم الدعم والانصاف حتى في أبسط المنعطفات.
الإحباط يا عزيزي، داء يعيش على الواسطة، ويتغذى على المحسوبية والمصالح المشتركة، لذا فهو يعشش بيننا، وكأنما علينا أن نتحمل تلك الضغوط حتى في حالات اليأس والملل.
ليس هناك من حلول تلقى القبول أو تدخل في نطاق المعقول.. علينا أن نتحمل كل شيء بما في ذلك الروتين والتنظيمات التي تخلق وتفرض الملل؟!.
ولذلك حقاً ما قلت «دع الأمور تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال»، لعل وعسى يتحسن الوضع أو يحول على ذلك الحول، فالزمن كفيل بحل كل ما ليس له حل.
ومع عدم القناعة بصاحب القرار يزداد الامرُ سوءًا، وفي الحالتين يتسرب الملل ويصاب بعض الموظفين بالإحباط؟. ومن هنا يبدأ الخلل، وأول مسارات العلل في ظل غياب التجديد وعوامل التحفيز والعدل فيها.
رويدك يا صديقي.. هكذا استوقفني وقال: لا تحاول أن تبرر ذلك بأي إسقاط.. يكفي..لا تحدثني عن الإحباط ودعني أكمل طريقي فما لديك لن يجلو همي أو يبعد ضيقي. الإحباط يا صديقي لم يعد كما كنا نسمع عنه في الحكايات، ولا ما يذكر في بعض الروايات، إنه يظهر بشكل ملحوظ حتى أن مساراته تقريبا باتت إجبارية، ولم يعد يعاني منها فرد أو فردين فقط، لقد أضحى الأمر بالفعل منتشراً.
المشكلة يا صديقي باتت جماعية.. قد يكون ذلك، هكذا قطعت توارد أفكاره. أوافقك الرأي نوعا ما.. خصوصا عندما يميز الأسوأ، ويرفع الأقوى، عندما يصادر جهدك أمام عينيك، ويبدد وينثر سعيك وفعل ذراعيك.
عندما يجير عملك لغيرك ويكافأ المقصر، هنا يكون ذلك الإحباط الذي تعني. فهم بذلك يطفئون فيك شعلة العطاء، ويعطلون كل كوامن الإبداع، وليس فقط يسمحون للإحباط بالتسلل. ورغم ذلك أرى أن احتساب الأجر عند الله، وعدم البحث عن الثناء والتقدير، والتركيز عليه أفضل، وإن كان صعباً في ظل ما يحدث ونشاهد من تعنت واستخفاف وعدم اهتمام.
وفي نهاية الأمر دع الأمور يا صديقي تجري في أعنتها، ولا تبيتن إلا خالي البال. على أمل أن يتحسن الوضع، أو يحول على ذلك الحول، فالزمن كفيل بحل كل ما ليس له حل.
قالها متنهدا.. لقد قلت لك يا صديقي دعني أكمل طريقي.. فما لديك لن يجلو همي أو يبعد ضيقي، ماذا تنتظر مني عندما أشاهد تكريم أو تقديم المقصرين، وليس حسب، بل تسلب وتبخس الجهود.
في النهاية يا عزيزي نحن بشر، ترفعنا كلمة، وقد تهوي بنا أخرى إلى مكان سحيق!. من أين لي بالصبر وأنا أشاهد من يتحكم في مستقبلي، ويصادر نجاحي وجهودي ويحرمني ما أستحق؟! ظلم وبخس ما له نظير.. كيف تطلب مني ألا أصاب بالإحباط!؟، لقد فقدنا الثقة يا عزيزي، فلا تتعجب أو تلوم إن خيم الإحباط أو بات الخاطر مكلوما، إننا نصادف الإحباط في جل الدروب بل إنه يبحث عنا ويفرض علينا فرضا.
لقد صار جرعات من المرارة، علينا تقبلها واستساغتها، نحقن بها حتى نستطيع ان نشاهد العابثين والمقصرين يبلغون ويتقدمون بل ويتسلطون، والمتميز يقابل بالتهميش وسوء التقدير، بل وعدم الدعم والانصاف حتى في أبسط المنعطفات.
الإحباط يا عزيزي، داء يعيش على الواسطة، ويتغذى على المحسوبية والمصالح المشتركة، لذا فهو يعشش بيننا، وكأنما علينا أن نتحمل تلك الضغوط حتى في حالات اليأس والملل.
ليس هناك من حلول تلقى القبول أو تدخل في نطاق المعقول.. علينا أن نتحمل كل شيء بما في ذلك الروتين والتنظيمات التي تخلق وتفرض الملل؟!.
ولذلك حقاً ما قلت «دع الأمور تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال»، لعل وعسى يتحسن الوضع أو يحول على ذلك الحول، فالزمن كفيل بحل كل ما ليس له حل.