«أنت تبحث عن الكمال، ولم يكن بداخلك أبدًا». محاولة من ليو تولستوى لوصف الساعين خلف الكمال. بدأ من الداخل، أصاب في ذلك -نظري-، إذ إن الركض خلف الكمال يفقدنا لذة الفكرة نفسها، بل ويفقدنا الزاد الذي نحتاج إليه خلال الرحلة، من أجل الوصول إلى قمة القيم والتطلعات التي ننشدها، وكأنه يقول بطريقة أو بأخرى «إن للسعي خلف الكمال طريق آخر موازٍ ومعاكس، تجاه المزيد من النقائص».
أغمضنا عيوننا ثم فتحناها، فوجدنا أنفسنا في أزمة حقيقية مع الكمال، الجميع تقريبا يركض، يقاتل من أجل أن يرفعوا سقوفا عالية، حيث يصعب عليهم اللحاق بالمأمول في النهاية، فينهار السقف وصاحبه وقواه والأرضية الهشة التي أعدها لخلق طموحاته على أرض الواقع !.
ولا أعرف إن كان هذا الهوس قد تدخلت فيه التنشئة، كون الآباء -دائما- ينظرون إلى عيوب أطفالهم كشيء مرفوض، بل ومطالباتهم بالمزيد من النجاحات التي ترضيهم كأبوين، مثل أن يطلب والد من ابنه، أن يكون الأول في مدرسته دون النظر في قدراته الخاصة، وما لديه من نقاط قوة وضعف، وقدراته «ذهنية/ عقلية أو نفسية».
نحن وبالمنطق خُلقنا لتحسين حياتنا بشكل مستمر، لرفع جودتها -على كل الأصعدة- بما يتناسب مع ما نملك من مهارات وقدرات شخصية وظروف أيضًا. ولكن ما نتحدث عنه هنا مختلف تمامًا، فطرح الأهداف الضخمة كأهداف ملزمين بتحقيقها هو ما يعيق تقدم الفرد نحو تطلعاته، وما يجعل من «فكرة ما فقط»، فكرة ساذجة، لا تعدو أن فكرة طارئة ومُهملة.
وهذا -دون شك- من شأنه أن يُشكل ضغطًا كبيرًا على الباحث عن برواز الكمال، ناسجًا إثر ذلك شبكة كبيرة من الإحباطات والقلق والتوتر، وربما تصل -أحيانا- حد الاكتئاب، جراء الانهيارات المتلاحقه التي لم تؤخذ في الحسبان منذ البداية. وربما هذا ما يفسر على وجه التحديد انتشار الاكتئاب في الآونة الأخيرة كصديق ملازم للتطور.
وأزعم -فيما أزعم دائمًا-، أن الوقوف على مفاجآت الحياة بشيء من الترحاب، والنظر إلى الذات بشيء من الحب والتقبل، يعفينا من جرها على هذا الزجاج المهشم - أعني الكمال.
قبول الذات بنواقصها واستيعاب فكرة (النقيصة) كمسلمة وليست كعيب مُشين، يساعدنا على تخطي التّطلب دون إحداث خسائر نفسية. وهذه أول مراحل التصالح مع الذات، إذ أننا لسنا ملزمين بأعمال خارقة للعادة، لنصبح رائعين ومحبوبين ومحبين بل وملهمين!.
كما أن غض الطرف عن المقارنات بالآخرين، وفهم الفروقات الشخصية والحياتية بشتى أنواعها، يساعد على جعلنا ثابتين أكثر من الداخل.
خلاصة القول، إن الوصفة السحرية لتجنب (وكسة) السعي خلف الكمال تكمن في أن نتبسط.. فأجمل الأشخاص وأكثرهم تأثيرًا في الآخرين كانوا بسطاء فعلا، ونظرتهم إلى أنفسهم من الداخل كانت «النظرة العادية» التي خلقت لديهم تيارًا مشعًا من الرضا، بعيدًا عن ضغط فكرة (الكمال) وقطارها السلبي الذي يتبعها، لذلك كان لهم وقع كبير في نفوس المحيطين بهم، ولهم نصيب وافر من الحظوة والقبول.
فتبسطوا مع أنفسكم قدر ما أمكن، من أجل حياة أكثر، سلام أكثر.
قبول الذات بنواقصها واستيعاب فكرة (النقيصة) كمسلمة وليست كعيب مُشين، يساعدنا على تخطي التّطلب دون إحداث خسائر نفسية، هذه أول مراحل التصالح مع الذات
أغمضنا عيوننا ثم فتحناها، فوجدنا أنفسنا في أزمة حقيقية مع الكمال، الجميع تقريبا يركض، يقاتل من أجل أن يرفعوا سقوفا عالية، حيث يصعب عليهم اللحاق بالمأمول في النهاية، فينهار السقف وصاحبه وقواه والأرضية الهشة التي أعدها لخلق طموحاته على أرض الواقع !.
ولا أعرف إن كان هذا الهوس قد تدخلت فيه التنشئة، كون الآباء -دائما- ينظرون إلى عيوب أطفالهم كشيء مرفوض، بل ومطالباتهم بالمزيد من النجاحات التي ترضيهم كأبوين، مثل أن يطلب والد من ابنه، أن يكون الأول في مدرسته دون النظر في قدراته الخاصة، وما لديه من نقاط قوة وضعف، وقدراته «ذهنية/ عقلية أو نفسية».
نحن وبالمنطق خُلقنا لتحسين حياتنا بشكل مستمر، لرفع جودتها -على كل الأصعدة- بما يتناسب مع ما نملك من مهارات وقدرات شخصية وظروف أيضًا. ولكن ما نتحدث عنه هنا مختلف تمامًا، فطرح الأهداف الضخمة كأهداف ملزمين بتحقيقها هو ما يعيق تقدم الفرد نحو تطلعاته، وما يجعل من «فكرة ما فقط»، فكرة ساذجة، لا تعدو أن فكرة طارئة ومُهملة.
وهذا -دون شك- من شأنه أن يُشكل ضغطًا كبيرًا على الباحث عن برواز الكمال، ناسجًا إثر ذلك شبكة كبيرة من الإحباطات والقلق والتوتر، وربما تصل -أحيانا- حد الاكتئاب، جراء الانهيارات المتلاحقه التي لم تؤخذ في الحسبان منذ البداية. وربما هذا ما يفسر على وجه التحديد انتشار الاكتئاب في الآونة الأخيرة كصديق ملازم للتطور.
وأزعم -فيما أزعم دائمًا-، أن الوقوف على مفاجآت الحياة بشيء من الترحاب، والنظر إلى الذات بشيء من الحب والتقبل، يعفينا من جرها على هذا الزجاج المهشم - أعني الكمال.
قبول الذات بنواقصها واستيعاب فكرة (النقيصة) كمسلمة وليست كعيب مُشين، يساعدنا على تخطي التّطلب دون إحداث خسائر نفسية. وهذه أول مراحل التصالح مع الذات، إذ أننا لسنا ملزمين بأعمال خارقة للعادة، لنصبح رائعين ومحبوبين ومحبين بل وملهمين!.
كما أن غض الطرف عن المقارنات بالآخرين، وفهم الفروقات الشخصية والحياتية بشتى أنواعها، يساعد على جعلنا ثابتين أكثر من الداخل.
خلاصة القول، إن الوصفة السحرية لتجنب (وكسة) السعي خلف الكمال تكمن في أن نتبسط.. فأجمل الأشخاص وأكثرهم تأثيرًا في الآخرين كانوا بسطاء فعلا، ونظرتهم إلى أنفسهم من الداخل كانت «النظرة العادية» التي خلقت لديهم تيارًا مشعًا من الرضا، بعيدًا عن ضغط فكرة (الكمال) وقطارها السلبي الذي يتبعها، لذلك كان لهم وقع كبير في نفوس المحيطين بهم، ولهم نصيب وافر من الحظوة والقبول.
فتبسطوا مع أنفسكم قدر ما أمكن، من أجل حياة أكثر، سلام أكثر.
قبول الذات بنواقصها واستيعاب فكرة (النقيصة) كمسلمة وليست كعيب مُشين، يساعدنا على تخطي التّطلب دون إحداث خسائر نفسية، هذه أول مراحل التصالح مع الذات