خالد الفيصل 'محاضر رياضي'!

كانت عبارة الأمير خالد الفيصل ـ أمير منطقة مكة المكرمة ـ خلال استقباله لإدارة الأهلي ولاعبي الفريق الأولمبي المتوج بكأس دوري الأمير فيصل بن فهد، ووصفه للنادي الأهلي بأنه علامة مميزة في تاريخ الرياضة السعودية، تقدم دلالات كبيرة على أن الأمير المسؤول خالد الفيصل، لم تشغله مهامه الجسام عن معرفة أدق التفاصيل عن الأهلي، وأندية المنطقة كافة.
وما يؤكد ذلك قوله النادي الأهلي وضع خططا استراتيجية يسير عليها في برامجه المختلفة، وهذا دليل آخر على أن سموه متابع جيد لشؤون الأهلي، وملم ربما أكثر مما يعرفه بعض أعضاء شرف النادي الأهلي عن ناديهم.
وكان سموه يقدم درسا في كيف يكون المسؤول رياضيا مطلعا على شؤون الأندية، كان يتحدث مع إدارة النادي الأهلي ولاعبيه، وكأنه ملازم لهم، كما كان يتحدث مع مسؤولي نادي الوحدة ولاعبي الفريق الصاعد للدوري الممتاز في اليوم التالي خلال استقباله لهم.
يومان رياضيان، كان فيهما خالد الفيصل محاضرا رياضيا بدرجة امتياز، وقد شرفت شخصيا عام 2000 بأكثر من لقاء مع سموه الكريم، يوم كنت أحد منسوبي هذه الصحيفة في مقرها الرئيس في مدينة أبها، ويومها كان الأمير خالد الفيصل أميرا لمنطقة عسير، وكنا نحظى بزياراته لنا.
والتاريخ الرياضي يحتفظ في سجلاته، أن خالد الفيصل رياضي من الطراز الأول، وكانت له بصماته الواضحة على الرياضة السعودية في بداياتها، وهو أحد المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى في رياضة الوطن.
ويكفي أن يكون سموه صاحب فكرة إقامة دورة الخليج لكرة القدم التي أصبحت اليوم أحد معالم الرياضة الخليجية، وكان وما زال الفضل بعد الله يعود لها فيما وصلت إليه اليوم من تطور أوصلها للعالمية.
لكن الأهلي الذي اعتبره الأمير خالد الفيصل علامة مميزة، يؤكد قولا وفعلا أنه مصنع للفكر الرياضي، والعمل الاستراتيجي، والمثل الصادقة، وخير دليل على ذلك، ما صدر عن إدارته ومدربه ولاعبيه بعد مباراتهم الأخيرة مع الهلال من تصريحات تنم عن وعي كبير، ورؤية متفق عليها عندما قالوا فزنا في شوط، والهلال فريق كبير يستطيع أن يعود!
هل هناك ناد يقدم هذا الخطاب، غير النادي الأهلي؟، هذا من وجهة نظري الشخصية لا يوجد إلاّ في الأهلي بين الأندية الكبار، وهذا نوع من رؤية النادي التي رسمها الأمير خالد بن عبدالله، لتجعل النادي الأهلي يصنع الفرق داخل الملعب وخارجه.
ولهذا كان الأمير خالد الفيصل محقا، وهو يمنح النادي الأهلي هذا اللقب الجديد الأهلي علامة مميزة، وهو النادي السعودي الوحيد الذي نال وثيقة لقب سفير الوطن من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
إنه نادي الألقاب الكبيرة، ولا عجب في ذلك، لا سيما إذا ما عرفنا أن من يقود دفته هو رجل خبير، ورياضي متمرس، وهو الأمير خالد بن عبدالله الذي قال عنه مدير إدارة الكرة في الأهلي طارق كيال عبارة تكفي عن كل قول آخر الأمير خالد بن عبدالله رئيس مركز القيادة في النادي الأهلي.
وأذكر أن الأمير الراحل، وأحد رجالات الأهلي الكبار الذين فقدتهم الرياضة السعودية، الأمير محمد العبدالله الفيصل، قال عن أخيه الأمير خالد بن عبدالله في يوم افتتاح مركز الأمير عبدالله الفيصل في كلمة ارتجلها الأمير خالد يبني مؤسسات، بدأت من الأكاديمية للبراعم، وهذا ما سيأتي بثماره في المستقبل، خلاف الآخرين الذين يفكرون بجلب لاعب بالملايين لتحقيق بطولة وقتية.