(السفير الصيني يزور مطعما شعبيا ويبدي إعجابه بالمأكولات)، (السفير الياباني يبارك لنادي الهلال تحقيق لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان)، (السفير الفرنسي يحضر ويتفاعل غنائيا في موسم هيئة الترفيه). أخبار وتغريدات أصبحنا نشاهدها شبه يومي. ليظهر التساؤل التالي: هل هؤلاء جدد على الساحة الدبلوماسية أم على منصات التواصل الاجتماعي؟
إن ما أظهره أولئك الدبلوماسيون من سلوك، ومن قبلهم السفير البريطاني بالمملكة، المجيد للغة العربية الفصحى، هو شكل من أشكال الدبلوماسية الحديثة، والتي تهدف لاستثمار شبكات التواصل الاجتماعي خير استثمار، من خلال التعايش مع المجتمع، عن طريق الزوايا الترفيهية والرياضية والثقافية والتعليمية، وكل ما ينطوي تحتها من فروع، وبالتالي العمل على بناء ممارسات مميزة لما يعرف بالقوة الناعمة.
كنا في السابق نطلع على أخبار محدودة عن السفراء، لا تتجاوز الاستقبالات وحضور المناسبات الرسمية، ولم يكن أولئك السفراء معروفين لدى العامة. فأقصى ما يمكن أن نعرفه عنهم (من هو عميد السلك الدبلوماسي منهم)، وقد يعلم البعض ويجهل الأغلب تلك المعلومة.
إلا أن المعطيات الحالية اختلفت تماما عما كانت عليه في السابق، وأصبح أولئك السفراء أشبه بمشاهير، الجميع يتواصل معهم، وأصبح نطاق الدعوات التي توجه لهم من العامة أكبر من السابق، وذلك بفضل جهودهم الدبلوماسية الرقمية.
فإضافة لمهام السفير التقليدية المتمثلة في تمثيل وطنه والمحافظة على مصالح الرعايا، أضيف إليها الآن ممارسات عدة، واتسعت دائرة علاقات ومهام السفير، لتصبح أكثر التصاقا وشعبية مع المجتمع، وليست مقتصره على الساسة وأجهزة الدولة المبعوث لها.
هذا النمط الحديث من الدبلوماسيات لا يعتبر سهلا، فالتعايش مع أي مجتمع ومحاولة الاحتكاك معهم بما يحقق أهدافا سياسية، يتطلب دقة عالية ومتناهية. أولها التعرف بشكل أعمق على المجتمع وخصائصه واهتماماته، إضافة إلى أن الخطأ الدبلوماسي في السابق نطاق تأثيره ضيق وقد يحل الخطأ دبلوماسيا في أروقة الخارجية. بينما الأسلوب الدبلوماسي الحديث يعد أكثر صعوبة لأنه يحمل التصاقا مباشرا بالمجتمع وبالتالي لو دخل أي سفير في جانب جدلي حتى وإن كان ترفيهيا أو قدم نفسه بطريقه غير لائقة، أو لا يأخذ أبعاد ممارسته الرقمية بالشكل الحذر، فإن ذلك قد يشكل ارتدادا دبلوماسيا عكسيا كبيرا جدا.
هذه الممارسات ليست فرصة مواتية للدبلوماسيين لتحقيق مكاسب سياسية فحسب، بل حتى المجتمع ذاته أصبح بمقدوره تصدير ثقافته وسلوكياته لما هو أبعد من ذلك بما يعرف بالدبلوماسية الشعبية، من خلال التقائهم بالسفراء أو التواصل معهم رقميا، لذا فإن حجم الفرص الشعبية لتشكيل صورة ذهنية مجتمعية أصبحت أكثر حظوظا من قبل.
خلقت الدبلوماسية الحديثة محتوى دبلوماسيا نوعيا ومختلفا في شبكات التواصل، فأصبح حساب أولئك السفراء يعج بالتغريدات المتنوعة والقدرة على التفاعل مع «الترند»، علاوة على مستوى الصياغة البعيد عن الأسلوب الرتيب والمبالغ في الجدية والرسمية.
يقول عضو البرلمان البريطاني ديفيد ديفيس: من بين جميع الأدوات الدبلوماسية المتاحة «القوة الناعمة» هي الأكثر فاعلية.
إن ما أظهره أولئك الدبلوماسيون من سلوك، ومن قبلهم السفير البريطاني بالمملكة، المجيد للغة العربية الفصحى، هو شكل من أشكال الدبلوماسية الحديثة، والتي تهدف لاستثمار شبكات التواصل الاجتماعي خير استثمار، من خلال التعايش مع المجتمع، عن طريق الزوايا الترفيهية والرياضية والثقافية والتعليمية، وكل ما ينطوي تحتها من فروع، وبالتالي العمل على بناء ممارسات مميزة لما يعرف بالقوة الناعمة.
كنا في السابق نطلع على أخبار محدودة عن السفراء، لا تتجاوز الاستقبالات وحضور المناسبات الرسمية، ولم يكن أولئك السفراء معروفين لدى العامة. فأقصى ما يمكن أن نعرفه عنهم (من هو عميد السلك الدبلوماسي منهم)، وقد يعلم البعض ويجهل الأغلب تلك المعلومة.
إلا أن المعطيات الحالية اختلفت تماما عما كانت عليه في السابق، وأصبح أولئك السفراء أشبه بمشاهير، الجميع يتواصل معهم، وأصبح نطاق الدعوات التي توجه لهم من العامة أكبر من السابق، وذلك بفضل جهودهم الدبلوماسية الرقمية.
فإضافة لمهام السفير التقليدية المتمثلة في تمثيل وطنه والمحافظة على مصالح الرعايا، أضيف إليها الآن ممارسات عدة، واتسعت دائرة علاقات ومهام السفير، لتصبح أكثر التصاقا وشعبية مع المجتمع، وليست مقتصره على الساسة وأجهزة الدولة المبعوث لها.
هذا النمط الحديث من الدبلوماسيات لا يعتبر سهلا، فالتعايش مع أي مجتمع ومحاولة الاحتكاك معهم بما يحقق أهدافا سياسية، يتطلب دقة عالية ومتناهية. أولها التعرف بشكل أعمق على المجتمع وخصائصه واهتماماته، إضافة إلى أن الخطأ الدبلوماسي في السابق نطاق تأثيره ضيق وقد يحل الخطأ دبلوماسيا في أروقة الخارجية. بينما الأسلوب الدبلوماسي الحديث يعد أكثر صعوبة لأنه يحمل التصاقا مباشرا بالمجتمع وبالتالي لو دخل أي سفير في جانب جدلي حتى وإن كان ترفيهيا أو قدم نفسه بطريقه غير لائقة، أو لا يأخذ أبعاد ممارسته الرقمية بالشكل الحذر، فإن ذلك قد يشكل ارتدادا دبلوماسيا عكسيا كبيرا جدا.
هذه الممارسات ليست فرصة مواتية للدبلوماسيين لتحقيق مكاسب سياسية فحسب، بل حتى المجتمع ذاته أصبح بمقدوره تصدير ثقافته وسلوكياته لما هو أبعد من ذلك بما يعرف بالدبلوماسية الشعبية، من خلال التقائهم بالسفراء أو التواصل معهم رقميا، لذا فإن حجم الفرص الشعبية لتشكيل صورة ذهنية مجتمعية أصبحت أكثر حظوظا من قبل.
خلقت الدبلوماسية الحديثة محتوى دبلوماسيا نوعيا ومختلفا في شبكات التواصل، فأصبح حساب أولئك السفراء يعج بالتغريدات المتنوعة والقدرة على التفاعل مع «الترند»، علاوة على مستوى الصياغة البعيد عن الأسلوب الرتيب والمبالغ في الجدية والرسمية.
يقول عضو البرلمان البريطاني ديفيد ديفيس: من بين جميع الأدوات الدبلوماسية المتاحة «القوة الناعمة» هي الأكثر فاعلية.