مشاكل المعاقين ـ أو ذوي الاحتياجات الخاصة مع بالغ احترامي لهم ـ لا يتم حلها في المكاتب المغلقة.. ولا يتم تقييمها من
مشاكل المعاقين ـ أو ذوي الاحتياجات الخاصة مع بالغ احترامي لهم ـ لا يتم حلها في المكاتب المغلقة.. ولا يتم تقييمها من قبل الناس الأصحاء الذين يسيرون على أقدامهم ويتدبرون شؤون حياتهم دون حاجة لأحد. الذي يريد الوقوف بجوار مطالب المعاقين ويسعى لتحقيقها يجب عليه أن يستشعر المعاناة التي تواجه المعاق في المجتمع الخارجي فعلاً. دعك من تجربة جرب الكرسي التي أطلقتها جمعية الأطفال المعاقين، تلك التجربة التي تم تطبيقها على أرضيات رخامية تحت المكيفات وأضواء العدسات.. والغاية أن يتعاطف الناس مع المعاقين في بلادنا! الذي يريد معرفة حاجة المعاقين يجب عليه التطوع يوما واحدا في حياته لمرافقة أحد المعاقين في جولة حرة في إحدى المدن الكبرى.. جرب إن كنت تستطيع مرافقة معاق وسط شوارع ومرافق ومنشآت مصممة خصيصا للأصحاء وحدهم ـ وليس كل الأصحاء بل النشيط منهم ـ جرب إن كنت جادا لتكتشف حجم المعاناة التي يواجهها المعاقون في بلادنا.. جرب لتكتشف هل تمت تهيئة المرافق العامة ووسائل النقل لاحتياجاتهم أم لا؟!
الذي يريد معرفة حاجة المعاقين يجب عليه أن يدعو المعاقين لحضور الاجتماعات الخاصة بالإعاقة.. يجب عليه أن يستعين بالمعاقين في الأقسام الخاصة بالمعاقين في أجهزة الدولة.. يفترض أن نجدهم في الندوات والملتقيات والبرامج الخاصة بهم.. ثم ما الذي يمنع أن يكون كبار الموظفين في جمعيات المعاقين من المعاقين أنفسهم وليس موظفي سنترال أو أرشيف؟
كنا في إحدى الدول الأجنبية حينما قال لي أحدهم: عدد المعاقين في هذه الدولة كثير! قلت له: ليسوا أكثر منا، لكن المعاق هنا وجد بيئة مهيأة تساعده على الخروج والمشاركة والعمل فخرج، ولدينا تعثر في الرصيف المقابل لباب منزله فعاد إلى داخل البيت، وما يزال حبيس الجدران الأربعة!