سعد الديحاني

في البداية مهنة التعليم ليست كأي مهنة أخرى من حيث العمل الفعلي للمهام اليومية خلال الحصص الدراسية، فالموظف في أي جهة أخرى لديه العديد من المهام التي يستطيع أن يؤديها بأريحية خلال اليوم أو الأسبوع، بينما المعلم لديه مهام تقاس بالحصة الدراسية، ومن هذا المنطلق وبعدما تم إقرار نظام الفصول الثلاثة للعام الدراسي من قِبل وزارة التعليم، فالمعلم سوف يجد نفسه تحت الضغط النفسي خلال تلك الفصول التي لا يفصلها إلا أسبوع بعد كل فصل دراسي من تلك الفصول، مما سينعكس على تحقيق هدفه وإيصال رسالته بإتقان وبالتالي إلى ضعف المخرجات.

المعلم يتعامل مع العقول ويحتاج إلى استعداد نفسي يمكّنه من التعامل الأمثل مع الطلاب، ومع تلك الفصول والدراسة المستمرة، لن يتمكن من ذلك بل سيؤثر ذلك بشكل مباشر في الاستعداد لكل فصل دراسي من حيث الوسائل وتصميم البرامج المساعدة للتعلّم.

ومن تلك المشكلات في هذا النظام فاقد الأيام التي ستخصص للاختبارات، ففي نظام الفصلين كان هناك أسبوعان للفصل الأول ومثلهما للثاني، بينما النظام الجديد سيصبح كما هو متوقع 6 أسابيع بواقع أسبوعين لكل فصل، أضف إلى ذلك مشكلة توزيع المناهج وكثرة الاختبارات وغيرها فيما يتعلق بالرصد وتوزيع درجات المواد، وطباعة الكتب لثلاث فصول قبل ذلك.

وكذلك مشكلة توقف الدراسة بين تلك الفصول أو الإجازات المطولة ستسبب إرباكا للعملية التعليمية، في المدارس وستفقد الطالب التركيز بعد العودة، وستحتاج المدارس بعد كل عودة لبرامج التهيئة والاستعداد لمعالجة تلك المشكلة وستعاني الأسر الكثير من المشكلات سواءً اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها نتيجة طول العام الدراسي وكثرة التوقف.

وكما تعلمون أن هناك الكثير من المعلمين والمعلمات يعملون في مدن أخرى غير مدنهم فهل نظرت الوزارة إلى هذا الجانب في ظل هذا القرار؟

نحن مع التطوير، ومن الأسس المهمة لنجاح عملية التطوير مشاركة أصحاب الشأن في الميدان ومعرفة آرائهم وبعد ذلك تطبيق التجربة على عدد معين من المدارس، وفي حال نجاحها يتم تعميمها على الجميع بعد معرفة جوانب القوة من صانع القرار لتعزيزها وجوانب الضعف لمعالجتها.