إبراهيم عبدالله الغامدي (جدة)

أنا طالب جامعي لم تلفظه الجامعة وأبشركم تخرجت، بالأمس القريب انتقدت المناهج التي تحمل أسماء أشخاص قاموا بعملية تأليف المناهج وهم من قبل رددوا آراء خارجة عن المألوف، ونحن نعتبر كتب المناهج في المدارس هي أساس لما تبنيه الجامعة بعد ذلك، أساس سيئ وبناء أسوأ! وخذ مثالا على ما أقول، مناهج اللغة الإنجليزية في المراحل الأولية للتعليم تكاد تكون مجاملة لا تعليما للغة لأن أسس تعليمها وأسلوب التعليم فيها لا يتعدى التلقين، وهي بذلك أسوأ من السيئ نفسه، ويذوق فيها الطالب المر وينجح فوق ذلك تحت شعار (نجحوه لا تعقدون الولد) ثم يخرج إلى الجامعة فإذا به يواجه قرار تغيير المناهج إلى اللغة الإنجليزية! ذلك القرار الارتجالي ضحيته الطالب.
إليكم قصتي مع أحد أساتذة مادة الاقتصاد الجزئي، حيث أنجزت له بحثا ولم أدع لونا في برنامج (الوورد) حتى استخدمته في كتابة البحث لكي أحصل على درجة عالية في البحث واستعنت بكتاب آخر للمادة لأن كتاب المادة المقرر علينا كتاب عقيم، وأبدعت في البحث لأن الأستاذ كان دائما يردد (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) فامتطيت الإتقان من دافع هذا المبدأ وتميزت في بحثي الذي كتبته أناملي بواسطة لوحة المفاتيح في جهاز الحاسب الآلي وعندما عرضته على الأستاذ الأكاديمي كانت المفاجأة! حينما قال: ما شاء الله البحث مرتب ولكن من أي مكتبة اشتريت هذا البحث ومن الذي كتبه لك؟! في تلك اللحظة قتل كل ما بداخلي من ناحية الجامعة.
أعرف أستاذا في كلية الاقتصاد والإدارة يدرس مادة إدارة موارد بشرية يطلب من الطلاب تلخيص كتاب الرحيق المختوم، ولعلك تدرك البعد (الخرافي) بين إدارة الموارد البشرية وكتاب الرحيق المختوم الذي يتحدث عن سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفوق ذلك يجعله واجبا أساسيا في المادة ولعل هذا الأمر يجب أن يعرض على إحدى قنوات الأطفال، ويثرون عقول الأطفال بهذا السؤال (ما الرابط بين الرحيق المختوم وإدارة الموارد البشرية؟) في ذات الجامعة لم يستطع أعضاء هيئة التدريس أن يضبطوا حضور وغياب الطلاب مما جعل لدى الطلاب ارتباكا ولا يعرف الطالب ما الذي له وما الذي عليه في الجامعة كطالب، فمن أعضاء هيئة التدريس من لا يعطي اهتماما للحضور والغياب، ومنهم من يسجل ولا يحاسب الطالب في نهاية الفصل، ومنهم من يسجل ويحاسب خشية من الله.