بوصوف: نحتاج إلى لقاء الآخر وعدم الاكتفاء بالمتخيل أكثر من أي وقت مضى
ينظم المغرب بالتعاون مع بلدية باريس معرض المغرب وأوروبا: ستة قرون في نظرة الآخر ويشمل هذا المعرض، الذي يضم نحو 600 قطعة فنية (لوحات تشكيلية، ووثائق قديمة، وصور فوتوجرافية.)، في سبعة محاور تبرز تطور العلاقات التاريخية بين أوروبا والمغرب منذ القرن 16 إلى الوقت الحالي.
وتعد باريس المحطة الرابعة لهذا المعرض، بعد محطات الرباط، وبروكسل، وأنفرس ببلجيكا، وسيحط المعرض بعد محطة باريس الرحال في إشبيلية بإسبانيا، ولندن ونيويورك.
وقال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج عبدالله بوصوف إن معرض المغرب وأوروبا: ستة قرون في نظرة الآخر، الذي تحتضنه باريس في الفترة ما بين 8 سبتمبر الجاري و8 أكتوبر المقبل يشكل دحضا كبيرا لمؤيدي فكرة صدام الحضارات.
وأكد بوصوف خلال افتتاح المعرض أن القرون الستة الأخيرة شهدت بعض النزاعات، لكن سجلت بالمقابل مبادلات كبيرة بين المغرب وأوروبا.
وقدم كمثال على ذلك وجود نحو 1500 معاهدة للسلام والتجارة وقعت بين المغرب والبلدان الأوروبية ما بين أعوام 1212 و1325 وهو ما يعني في رأيه أن العلاقات كانت قوية رغم غياب وسائل الاتصال.
وأشار في كلمته، أمام عدد من الشخصيات المغربية والفرنسية، إلى أن هناك حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى لقاء الآخر وعدم الاكتفاء بالمتخيل، موضحا أنه ليس هناك بديل آخر إذا كنا نريد أن نواصل العيش معا وكذا تعميق التعارف المتبادل في إطار الاحترام.
واعتبر بوصوف في هذا السياق أنه يمكن للمواطن المغربي المقيم في الخارج أن يقوم بدور الوسيط الثقافي، ويشكل بالتالي جسرا بين الضفتين بهدف مواجهة مناورات الجماعات التي تروج لأطروحات تهديدية لدى الجانبين.
من جهته، ذكر المستشار بسفارة المغرب في باريس رضوان أدغوغي، بأن أحد أهم إيجابيات المعرض يتمثل في إبراز أهمية المتخيل سواء لدى التعريف بالأوروبيين الذين ربطوا علاقات مع المغرب أو في مخيلة المغاربة تجاه أوروبا.
وسجل أن المعرض يعكس، من خلال محاوره السبعة، تطور العلاقات المغربية الأوروبية التي انطلقت، في غالب الأحيان، من تصورات تتأسس على الخيال والصور النمطية والأفكار التي يتم تلقيها.