عبدالله سليمان السحيمي

أكتب وقد حظرت الاستماع والمشاهدة والأنين والوجع. أكتب لقلب هو موطني ويتفوه بتشريدي.. أكتب لقلب يرغب أن أكون نازحاً في ملجأ، بعيداً عنه مكتفياً بسد الحاجة والشعور بأنه على قيد الحياة ! ماالأمر؟

أحياناً تغرق لكي تعيش، وتعيش لكي تموت، وتموت لكي تموت ألف مرة ومرة. وهناك حيث تكون التفاصيل التي لاتقال ولا تنكشف، تبقى شهادة في موطنها، لتقر أن كل شيء يبقى لينتهي، وينتهي ليجدد الذكرى والذكريات.

ربما يحدث كل شيء إلا أن تتحدث عن وطنك الخاص، الذي احتواك واحتوى أجمل وأصعب اللحظات، قل ماتشاء.. تحدث بما تريد.. بح وتفوه بما ترغب، لا يهم أن تكون محقاً، لا يهم أن تكون منزعجاً، كل ما يحدث خارج عن التصور،عن الإرادة، عن الرغبة، عن القدرة. حتى أنت وأنا لا نملك إلا حجزا لموعد المشاهدة، ليس بأيدينا شىء، قل عيناً، قل حسداً، قل بشراً لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي، قل إنك الوحيد الذي ينسى ما قال، ويتجاوز ما يقال.

قل إنها حكاية وانتهت، وسراب ومضى. قل ما تشاء ولا تقف، قل ولا تتوقف، لا شيء يجمعك به، سوى أنه هو، هو الذي كان وطناً ورفيقاً وصديقاً، هو الذي كان أباً وأماناً واطمئناناً، هو الذي قال يوماً لك.. إنني أحبك أكثر من نفسك!، هو الذي تعهد لك أن تكون وحيداً شامخاً متربعاً.

أنت الذي تقول وأنت الذي تقرر، وأنت الذي يؤخذ بك! هيهات أن تكون نسيت أو تناسيت، هيهات ألا تقول غير كلمة..نحن ما بنا؟، مالذي حدث؟.

اصمت واصمت، لينطق الحق.. قلب استوطن بقلب، ولنقرأ خاتمة الرحيل، القلب لايُهزم، ولا ينهزم.

لكنه ينكسر وانكسر، ووجدت في داخله. لو كانت حياتي كلها كذبة لكان فيها، أنت الحقيقة.