لم يكن معتادا أن تحمل الصين في توجهاتها نحو الشرق الأوسط أي ملفات سياسية، دائما تتجه نحونا مرتدية بدلة رجل الأعمال. تستثمر، تفتتح مشاريع البنية التحتية، في مجال الطاقة، والقطارات، والتعدين، وغيرها، ولكن زيارتها الأخيرة لنا كانت بوجه جديد. وصل وزير الخارجية الصيني في 24 مارس الماضي يحمل معه ملفا سياسيا، تحدث عن أنه يبحث ملف الأزمة اليمنية مع السعودية، ويدعم المبادرة السعودية للوصول إلى حل سياسي في اليمن، وفي مقابلة خاصة مع قناة العربية ذكر وزير الخارجية الصيني أنه يحمل معه مبادرة من خمس نقاط لتحقيق الأمن في الشرق الأوسط. وهنا نلاحظ أن الصين بدأت تخلع بدلة رجل الأعمال المستثمر في المنطقة، وترتدي بدلة الشرطي الذي يحاول تحقيق الأمن في المنطقة لحماية استثماراته المنتشرة في كل دولة من دول الشرق الأوسط، وبالخصوص في دول الخليج وإيران التي وقعت معها اتفاقية ببنود سرية لمدة 25 عاما.
وهذا يدعونا للتساؤل هل حان الوقت الذي نرى فيه الصين تتحول من دولة محايدة سياسيا في المنطقة لا تكف تدعو للسلام والحوار بين الأطراف، إلى دولة تحاول أن تفرض قوتها الاقتصادية لتحقيق أهداف سياسية، هل نرى مستقبلا تصريحا صينيا عن المنطقة لحماية مصالحها مثلما فعلتها في باكستان عندما أعلنت أنها غير راضية عن أداء الجيش الباكستاني في بلوشستان الذي فشل في حماية مسؤولين صينين في المنطقة، يديرون الاستثمارات الصينية التي تقدر بـ60 مليار دولار في المنطقة.
هل إعلانها بأنها ستقدم دعوات لمسؤولين في فلسطين وإسرائيل من أجل إجراء حوار في الصين، هي محاولة لسد الفراغ الأمريكي في المنطقة؟
أعتقد أن الصين ستتجه مستقبلا نحو حماية مصالحها في المنطقة، ولن نرى الصين التي وقفت بصمت أمام انهيار استثماراتها في ليبيا مرة أخرى، ولا استبعد وجودا عسكريا للجيش الصيني في المنطقة عندما يستدعي الأمر.
في رواية - رمز الذئب - يقول الرجل المنغولي العجوز لشاب صيني يتدرب عنده: «في الحرب الذئاب أذكى من الرجال. تعلمنا منها نحن المنغوليين كيف نمارس الصيد، وكيف نفرض حصارا، وحتى كيف نخوض حربا. لا توجد قطعان ذئاب في المكان الذي تعيشون فيه أنتم الصينيون، لذلك لم تتعلموا كيف تقاتلون. ليس بإمكانكم الانتصار في حرب ما فقط لأن لديكم مساحات شاسعة من الأراضي، والكثير جدا من البشر. كلا، المسألة تعتمد إذا ما كنت ذئبا أم خروفا».
والآن بعد تنفيذ الصين لأول قاعدة عسكرية خارجية لها بالخارج في جيبوتي، وإعلانها بأنها تسعى لإقامة قواعد عسكرية أخرى، وتصريحات وزير خارجيتها أثناء زيارته للمنطقة وتوقيعه الاتفاقية مع إيران لمدة 25 عاما هل ستبقى الصين على سياسة الخروف المسالم، أم ستنتهج سياسة الذئاب التي تعرف من أي الطرق تكسب الرهان؟
وهذا يدعونا للتساؤل هل حان الوقت الذي نرى فيه الصين تتحول من دولة محايدة سياسيا في المنطقة لا تكف تدعو للسلام والحوار بين الأطراف، إلى دولة تحاول أن تفرض قوتها الاقتصادية لتحقيق أهداف سياسية، هل نرى مستقبلا تصريحا صينيا عن المنطقة لحماية مصالحها مثلما فعلتها في باكستان عندما أعلنت أنها غير راضية عن أداء الجيش الباكستاني في بلوشستان الذي فشل في حماية مسؤولين صينين في المنطقة، يديرون الاستثمارات الصينية التي تقدر بـ60 مليار دولار في المنطقة.
هل إعلانها بأنها ستقدم دعوات لمسؤولين في فلسطين وإسرائيل من أجل إجراء حوار في الصين، هي محاولة لسد الفراغ الأمريكي في المنطقة؟
أعتقد أن الصين ستتجه مستقبلا نحو حماية مصالحها في المنطقة، ولن نرى الصين التي وقفت بصمت أمام انهيار استثماراتها في ليبيا مرة أخرى، ولا استبعد وجودا عسكريا للجيش الصيني في المنطقة عندما يستدعي الأمر.
في رواية - رمز الذئب - يقول الرجل المنغولي العجوز لشاب صيني يتدرب عنده: «في الحرب الذئاب أذكى من الرجال. تعلمنا منها نحن المنغوليين كيف نمارس الصيد، وكيف نفرض حصارا، وحتى كيف نخوض حربا. لا توجد قطعان ذئاب في المكان الذي تعيشون فيه أنتم الصينيون، لذلك لم تتعلموا كيف تقاتلون. ليس بإمكانكم الانتصار في حرب ما فقط لأن لديكم مساحات شاسعة من الأراضي، والكثير جدا من البشر. كلا، المسألة تعتمد إذا ما كنت ذئبا أم خروفا».
والآن بعد تنفيذ الصين لأول قاعدة عسكرية خارجية لها بالخارج في جيبوتي، وإعلانها بأنها تسعى لإقامة قواعد عسكرية أخرى، وتصريحات وزير خارجيتها أثناء زيارته للمنطقة وتوقيعه الاتفاقية مع إيران لمدة 25 عاما هل ستبقى الصين على سياسة الخروف المسالم، أم ستنتهج سياسة الذئاب التي تعرف من أي الطرق تكسب الرهان؟