في أجواء غلبت عليها حرارة الطقس بالعاصمة الرياض، عاد طلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية لمقاعد الدراسة أمس في أول يوم من العام الدراسي الجديد 1432 ـ 1433 وسط استقبال بالحلوى واستعداد مبكّر للمدارس بتجهيز قاعات الدراسة وتوزيع الكتب والمناهج الدراسيّة.
ورصدت الوطن منذ الصباح الباكر حركة مرورية كبيرة لوسائل النقل أمام المدارس، وسط تواجد العديد من المعلمين على أبواب الدخول للترحيب بالطلاب وتهنئتهم بالعيد والعودة لمدارسهم، وتوجيههم إلى الاصطفاف وتوزيعهم في القاعات.
ولوحظ عدم وجود حالات غياب كبيرة للطلاب على غير المتوقع في الأيام الأولى وهو سلوك برّره طلاب بحرصهم على الدوام في أول يوم لاختيار مواقع مناسبة في الفصول واستلام الكتب والالتقاء بزملائهم مجددا.
وكانت المناهج المطوّرة الجديدة التي استلمها الطلاب في غالبية المراحل حديث الطلاب حين يتفحصونها ويطلعون على أحجامها الصغيرة وما تحتويه من أناقة عبر ألوانها وصورها الجذاّبة ومحتواها التعليمي المبسّط الذي يسهل معه فهم الطالب للدروس المعطاة.
وفي المرحلة الابتدائية، استقبلت إدارات المدارس طلابها الجدد بالصف الأول الابتدائي بالهدايا والحلوى كنوع من التهيئة النفسيّة في أول يوم لدخولهم المدرسة، في حين استقبلت الطلاب الآخرين وأعدتهم في قوائم الطابور الصباحي ثم جرى توزيعهم على الفصول الدراسية برفقة معلميهم الذين رحبوا بهم وقدّموا لهم العديد من التوجيهات والنصائح التربوية.
وأكد المرشد الطلابي بابتدائية محمد المانع شرق الرياض ساير القحطاني لـالوطن أن الانطلاقة الجادة في اليوم الأول تعكس الأثر النفسي للطالب وتولّد له الإحساس بأن فترة الإجازة الصيفية انتهت، وحان موعد الدراسة والمثابرة، مشيرا إلى أن جميع الاستعدادات الفنية والتربوية أصبحت جاهزة أمام الطالب ويبقى العمل الحقيقي والانطلاقة الجيدة منذ يوم أمس على أيدي معلمي المدرسة والأسرة بالمنزل. ولفت القحطاني إلى أنه من الطبيعي أن يشهد اليوم الأول في مقاعد الدراسة شيئا من خمول بعض الطلاب، وتغير المزاج إلى الرغبة في النوم، إلا أنه مع التعود ومساهمة الأسرة في مساعدة الطالب على الانتظام في النوم سيصبح الأمر بسيطاً على الطالب من الناحية النفسية، ويكون مهيأ لاستقبال المعلومة والحضور إلى المدرسة بنشاط، مضيفاً: أن غالبية البيئة التعليمية من المعلمين يدركون هذا الشيء ويتعاملون مع تلك المواقف بشيء من التأني والروية في محاولة لإكساب الطالب السلوكيات الإيجابية.
وحول الأسبوع التمهيدي لطلاب الصف الأول الابتدائي، أكد القحطاني أهمية المساهمة في تكوين اتجاه نفسي إيجابي لدى الطفل نحو المدرسة وتعويده على اكتساب وممارسة العادات السليمة مثل النظافة الشخصية وتناول وجبة الإفطار وغيرها من خلال الأنشطة التي تنفذ لهم، ودمج الطفل مع أقرانه داخل المدرسة تدريجياً، ومحاولة تسهيل عملية تقبل الطالب لبيئته الجديدة المدرسة والمعلم الذي سوف يدرسه من خلال أنشطة جذابة ومتنوعة، لافتاً إلى أن الأسبوع التمهيدي أسبوع جذب وترفيه في مجمل برامجه بوجود الأب إلى جوار ابنه تدريجياً حتى يصبح مع نهاية الأسبوع الجاري مهيأ لدخول الصف المدرسي وتقبّل الدروس.
وقال مدير ابتدائية عبدالرحمن بن زيد شرق الرياض، عبدالرحمن القحطاني: إنه استقبل الطلاب بالحلوى مع دخولهم أبواب المدرسة منذ الصباح الباكر، وأعطيت لهم مساحة من الوقت قبل بدء الطابور الصباحي جرى خلالها تبادل التهاني بالعودة وتناول بعض جوانب الحديث، إضافة إلى تخصيص إذاعة صباحية.