محمد عبدالرحمن القبع

في البداية أقول ‏نحمد الله على سلامة سيدي سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ونشكر الله عز وجل على نجاح العملية الجراحية التي أجريت لسموه مؤخراً، ومغادرته المستشفى سالماً معافى ألبسه الله ثوب الصحة والعافية.

ثانياً بعد عملية سموه ونجاحها، عشنا كشعب سعودي موقفا جميلا، ودليلا كبرهان للعالم أن اللحمة الوطنية أصل متأصل في بلادنا، وأن حبنا لقادتنا بنى جذوراً عميقة في قلوبنا، ويجري داخل كل أبناء المملكة العربية السعودية مجرى الدم في العروق، متباهين باللحمة الوطنية الحقيقية بين الشعب السعودي وقادته، وإن الوطن وقادته وشعبه كالجسد الواحد، بالإضافة إلى أننا شعب مسلم مطبق لوصايا رسولنا الكريم، التي تنص على التماسك والتعاضد كجسد واحد.

الجميع على أرض هذه البلاد المباركة الطيبة ردد عبارات «حمداً لله على سلامتكم أبا سلمان». أيضاً شاهد الجميع أن سمو ولي العهد في الليلة نفسها، التي أجرى فيها العملية، وهو يعلن إطلاق شركة السودة للتطوير في منطقة عسير، باستثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال، حيث تهدف الشركة المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة للاستثمار في البنية التحتية، وتطوير قطاعي السياحة والترفيه. وهذا العمل الذي قام به قبل عمليته بساعات، يجب علينا كشعب سعودي محبين لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أن نستنبط مما قام به ولي العهد في تلك الليلة، وقبل العملية بساعات من حكم وفوائد عظيمة، وواجب علينا الاقتداء بسموه، كمثال قوي يدفعنا دائما ًللأمام، فهو كان يمارس عمله وهو راض بالأقدار، وأن الرضا بالقدر خيره وشره ثمرة الإيمان في القلوب، بل يملؤها سعادة وسرورا ويضفي عليها الاطمئنان، ويلبس النفس السكينة والوقار، وهذا هو ما شاهده العالم أجمع عبر الشاشات التليفزيونية، من قبل سموه في إطلاق شركة السودة قبل عمليته بوقت وساعات قليلة.

فعلاً إن الرضا يا سادة ياكرام نعمة يهبها الله لمن شاء، وهي راحة للنفس، وهو منزلة أعلى من منازل الصبر. كما يجب أيضا أن نستشعر أن ماقام به سموه، دليل وتأكيد على النهج الذي تسير عليه القيادة، وهو الدقة في متابعة الأعمال وتنفيذها، مع تحقيق أعلى معايير الجودة، مهما حصل فهو يتابع ويوجه بكل تركيز للعمل، وهو يدرك أن العملية بعد ساعات، ولكن هذا هو الدليل القاطع أنه يملك إيماناً قوياً، واهتماماً بوطنه وشعبه، وهذا بإذن الله سوف ينعكس إيجابياً على الجميع، ويكون درسا مستفادا من سموه للجميع، وهو النهج القادم لكل مسؤول، وكل شخص، متخذاً من سمو ولي العهد نبراساً يضاء به، وسوف تكون هذي رؤية الشعب السعودي القادمة، القوة والصبر والإيمان، والاقتداء بقادتنا الأبطال مثل سمو ولي عهدنا محمد بن سلمان حفظه الله من كل مكروه.