الثامنة مع داود، برنامج الهدف منه جيد ومفيد، وهو يلقي الضوء على مشكلات خاصة جداً للمجتمع السعودي، ووزاراته الخدمية، مثل حلقة التعليم والشؤون الاجتماعية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تقديم البرنامج من خلال قناة منوعات تهدف إلى الربح في المقام الأول، وإن كانت برأس مال سعودي وليس بترخيص محلي، هدفه الأساسي هو حل مشاكلنا؟، ومن خلال حماس وطرح مقدم البرنامج فقط!؟
إن طرح قضايانا يجب أن يكون بالشراكة والتفاهم مع الجهات المسؤولة، دون إرهابهم بإثارة الرأي العام، للوصول إلى ما يفيد القضية محل النقاش، والمشاهد معا وليس الطرح للطرح ومجرد نشر الغسيل، وخلق قضية جديدة، فالإثارة وسيلة جذب وليست غاية.
يبدو أن مشاكلنا وهمومنا ثمنها مغر جداً، بدليل معدل الإعلانات الذي ينهمر فجأة على المشاهد فيقطع تركيزه على الحدث، فإذا كنا ندفع ثمن مشاهدتنا لقناة ترفيهية على حساب أوضاعنا الداخلية، فهذا أمر فيه نظر، وإذا كان الـبرنامج هو فقط من أجل الإضاءة على قضايانا المحلية، وأنها لوجه الله ثم لمصلحة المواطن والوطن، فهذا أمر جميل، ولكن هل القناة تملك الحق في الخوض في قضايانا نحن فقط، ولماذا المجتمع السعودي بالذات؟ إذا كـانت تقدم نفسها على أنها قناة عامة، فنحن لا نشاهد بها أي برامج موجهة لقضايا الخليج والوطن العربي المحلية الصرفة.
إن الحملة كانت قاسية على مجرد اعتذار من مسؤول في وزارة الشؤون الاجتمـاعية، فهل كان عدم حضوره يؤثر على الإعلانات؟
من الصعب أن أقتنع بأن هذا البرنامج لا يهدف للربح، فإذا كنت على خطأ فأرجو إبراز حسن النوايا بالتبرع من إيراد الإعلانات في هذا البرنامج إلى مؤسسات خيرية، مثل: جمعية أطفال التوحد، أو جمعية مودة، أوجمعية الأطفال المعاقين، أو جمعية الوفاء والنهضة، أو غيرها، وبذلك تكتمل أركان النوايا الحسنة والعمل لوجه الله ثم مصلحة الوطن، وإلا فإن وسائلنا الإعلامية المحلية فيها البركة.
نتمنى أن يكون هناك وعي لما يخدم مصلحة الوطن والمواطن قبل مصلحة القنوات والبرامج.