حذر متخصصون من أن غياب أو ضعف مهارة التفكير الناقد يقود كثيرين - وعلى الأخص الشباب - إلى الانقياد خلف كل ما تأتي به وسائل التواصل الاجتماعي، دون تمحيصه وتدقيقه، مشيرين إلى أن ذلك يؤدي في المحصلة إلى التبعية غير الواعية، وإلى مخاطر جمة لها آثارها على كل المجالات.
وفي وقت استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي جذب ملايين المتابعين، وباتت من سمات هذا العصر، إلا أن لها مخاطرها التي لا يمكن إنكارها، وعلى الأخص في الجوانب الاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية على الأفراد، وخاصة فئات الأطفال والمراهقين والشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من متابعي هذه الوسائل.
مرحلة تفاعل جديدة
أوضح المتخصص في التعلم ومهارات التفكير الدكتور سالم حميد القثامي أن «كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية يقوم على سياق ثقافي معين وهوية خاصة تميزه عن باقي المجتمعات، ولابد أن يدعم هذا السياق حالة التوافق بين أفراد هذا المجتمع ويحقق سلامة التفاعل بينهم وبين المجتمعات الأخرى، ولا يتحقق ذلك إلا بمستوى أمن فكري جيد لأفراد هذا المجتمع».
وأضاف «بالنظر إلى بيئات هذا التفاعل نجد أن المجتمع حاليا يعيش مرحلة تفاعل جديدة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل الفرد أمام كثير من المعطيات التي قد تهدد سياقه الثقافي، والتي تتطلب مهارات تفكير ناقد تصل به إلى التوافق الفكري أو الديني».
وتابع «للمحافظة على مستوى الوعي الفكري بدأت مستويات حماية العقول بمستوى المنع والحجب للأفكار الدخيلة على المجتمع قبل الانفتاح المعلوماتي، ثم بالجهود الرامية لعمليات التحصين الفكري التي عادة ما تتخذ أسلوب التلقين حيث يكون الفرد هنا سلبيا، إلا أن هاتين الآليتين أصبحتا في ظل الثورة المعلوماتية الرقمية الحالية لا تحققان المأمول منهما، لذا ظهرت الجهود القائمة على تنمية مهارات التفكير الناقد وأهميته كأسلوب ومهارة لحماية عقول الشباب، حيث إن دور الفرد هنا إيجابي وتفاعلي ومعالج للمعلومات منطقيا، بناء على المعطيات من خلال مهارات التفكير الناقد والتي نستعرضها بشكل هرمي من الأسفل إلى الأعلى، وتبدأ بالتالي:
1- مهارة الافتراضات حيث إن الفرد الذي يتمتع بمستوى جيد بها يستطيع أن يعالج الكم الهائل من المعلومات، وذلك بالتفريق بين الآراء والحقائق والمغالطات، ويكون العكس عند المستوى المتدني.
2- مهارة التفسير والفهم والتي تدعم التفكير العلمي، وتحقق أول أهدافه، بحيث يستطيع الفرد تحديد المشكلة ووصفها والإلمام بمعطياتها.
3- مهارة التفكير المنطقي بحيث يحدد الأسباب ويتنبأ بالنتائج.
4- مهارة التقييم والتي يعرض فيها الأدلة والبراهين، ومن ثم التوصل إلى الحقائق ثم اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام التي تحقق مستوى أمن فكري جيد وتحافظ على سياق الفرد الثقافي وهويته التي يتفرد بها مجتمعه».
أخطار فكرية
يقول المختص بفلسفة علم النفس والمهتم بتأثير الفضاء السيبراني على سلوك ومشاعر وأفكار الإنسان الدكتور يوسف السلمي لـ«الوطن» «قد يتعرض الشباب لكثير من الأخطار الفكرية في ظل ظهور مشاهير يشكلون قدوات يتواجدون بشكل مستمر ويتفاعل معهم المتابعون محققين مكاسب اجتماعية واقتصادية وشهرة تجعل من أي طفل وشاب يطمح لأن يكون مكانهم، وأن يحاكي سلوكهم ويقلدهم».
وأضاف «على الجانب الآخر نجد أن لوسائل التواصل الاجتماعي خصائص تقنية تميزها خاصة في ظل توفر التقنية المحمولة من خلال الهواتف الذكية منها: سهولة الوصول، وتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، والتواجد والتفاعل المستمر، وعدم وجود ضوابط وموانع في المتابعة، إضافة إلى تعدد المحتوى بما يتوافق مع حاجات جميع الأفراد، وفي ظل هذه العوامل مجتمعة وعوامل ذاتية لدى مستخدمي وسائل التواصل كضعف مهارات التفكير الناقد والذكاء الاجتماعي وضعف الوعي الديني وضياع الهوية والانعزال عن التفاعل مع العالم الاجتماعي الواقعي أصبح تأثير وسائل التواصل على هوية أجيالنا الثقافية والدينية خطراً يجب التحذير منه في عصر لا يمكن فيه الحجب والمنع كما كان سابقاً، ولكن السبيل الأمثل هو تعلم أجيالنا النقد وتمحيص الفكرة وعرضها على المنطق والعقل والبعد عن العواطف والانسياق والتبعية لثقافة الآخر، إضافة إلى تعديل الخطاب الديني الوعظي إلى خطاب عقلي قائم على البرهان والحوار لمسايرة عقول الشباب وقضاياهم».
الحد من التغريب والانحراف
عن مساهمة نشر العلم والمعرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الحد من آثار التغريب والانحراف وغيرها، أبان السلمي أن هذا السؤال تجيب عليه نظرية الاستخدامات والإشباعات، فكل فرد توجد لديه حاجات داخلة تتطلب إشباعا، فمتابعة وسائل التواصل عملية واعية وهادفة ليست لا شعورية وعشوائية وتتحدد هذه الحاجات في خمس حاجات هي:
1. الحاجات المعرفية وهي السبب الرئيس في استخدام الإنترنت وهو تبادل المعلومات والمعارف.
2. الحاجات العاطفية وهذه الحاجة تخص جوانب المشاعر والعواطف وإشباعها عن طريق الشعر والفنون.
3. الحاجات الشخصية وتشمل الجوانب الذاتية والتنموية كمتابعة ما يخص الصحة والجمال أو الرياضة والهوايات المختلفة وعرض الإنجازات.
4. الحاجات الاجتماعية وتشمل التواصل والاتصال مع الآخرين والحصول على تقدير الذات.
5. الحاجات الهروبية وتهدف هذه الحاجة للخروج من القلق والضغوط عن طريق الترفيه والألعاب.
فالشاب لديه حاجة تحتاج إلى إشباع في البحث عن المعرفة والعلم والحوار وإيجاد إجابات لكثير من التساؤلات لديه، وحاجات اجتماعية للتواصل مع الآخر، وهنا يبرز دور المرجعيات الدينية والثقافية في التواجد وملء الفراغ والتواصل مع الشباب بلغة يفهمونها وتناسبهم واستثارة شغفهم والرد على الشبهات التي تواجههم وتعزيز هويتهم العربية والإسلامية والحفاظ على مقدرات الوطن ورموزه وتاريخه».
ويكمل «إن دور المرجعيات الدينية والثقافية دور القدوة والنموذج، وتراجع هذا الدور جرّ الشباب إلى مخاطر فكرية وعقدية خطيرة بسبب بروز قدوات ونماذج مخالفة وجدت من وسائل التواصل منبرا وطريقا لبث سمومهم لعقول شبابنا من خلال شبهات في الدين أو تأويل لنصوص وفتاوى مدمرة».
حاجات تشبعها وسائل التواصل
ـ معرفية
ـ عاطفية
ـ شخصية
ـ اجتماعية
ـ هروبية
مستويات مهارات التفكير الناقد
1ـ مهارة الافتراضات
2- مهارة التفسير والفهم
3- مهارة التفكير المنطقي
4- مهارة التقييم
وفي وقت استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي جذب ملايين المتابعين، وباتت من سمات هذا العصر، إلا أن لها مخاطرها التي لا يمكن إنكارها، وعلى الأخص في الجوانب الاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية على الأفراد، وخاصة فئات الأطفال والمراهقين والشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من متابعي هذه الوسائل.
مرحلة تفاعل جديدة
أوضح المتخصص في التعلم ومهارات التفكير الدكتور سالم حميد القثامي أن «كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية يقوم على سياق ثقافي معين وهوية خاصة تميزه عن باقي المجتمعات، ولابد أن يدعم هذا السياق حالة التوافق بين أفراد هذا المجتمع ويحقق سلامة التفاعل بينهم وبين المجتمعات الأخرى، ولا يتحقق ذلك إلا بمستوى أمن فكري جيد لأفراد هذا المجتمع».
وأضاف «بالنظر إلى بيئات هذا التفاعل نجد أن المجتمع حاليا يعيش مرحلة تفاعل جديدة، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل الفرد أمام كثير من المعطيات التي قد تهدد سياقه الثقافي، والتي تتطلب مهارات تفكير ناقد تصل به إلى التوافق الفكري أو الديني».
وتابع «للمحافظة على مستوى الوعي الفكري بدأت مستويات حماية العقول بمستوى المنع والحجب للأفكار الدخيلة على المجتمع قبل الانفتاح المعلوماتي، ثم بالجهود الرامية لعمليات التحصين الفكري التي عادة ما تتخذ أسلوب التلقين حيث يكون الفرد هنا سلبيا، إلا أن هاتين الآليتين أصبحتا في ظل الثورة المعلوماتية الرقمية الحالية لا تحققان المأمول منهما، لذا ظهرت الجهود القائمة على تنمية مهارات التفكير الناقد وأهميته كأسلوب ومهارة لحماية عقول الشباب، حيث إن دور الفرد هنا إيجابي وتفاعلي ومعالج للمعلومات منطقيا، بناء على المعطيات من خلال مهارات التفكير الناقد والتي نستعرضها بشكل هرمي من الأسفل إلى الأعلى، وتبدأ بالتالي:
1- مهارة الافتراضات حيث إن الفرد الذي يتمتع بمستوى جيد بها يستطيع أن يعالج الكم الهائل من المعلومات، وذلك بالتفريق بين الآراء والحقائق والمغالطات، ويكون العكس عند المستوى المتدني.
2- مهارة التفسير والفهم والتي تدعم التفكير العلمي، وتحقق أول أهدافه، بحيث يستطيع الفرد تحديد المشكلة ووصفها والإلمام بمعطياتها.
3- مهارة التفكير المنطقي بحيث يحدد الأسباب ويتنبأ بالنتائج.
4- مهارة التقييم والتي يعرض فيها الأدلة والبراهين، ومن ثم التوصل إلى الحقائق ثم اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام التي تحقق مستوى أمن فكري جيد وتحافظ على سياق الفرد الثقافي وهويته التي يتفرد بها مجتمعه».
أخطار فكرية
يقول المختص بفلسفة علم النفس والمهتم بتأثير الفضاء السيبراني على سلوك ومشاعر وأفكار الإنسان الدكتور يوسف السلمي لـ«الوطن» «قد يتعرض الشباب لكثير من الأخطار الفكرية في ظل ظهور مشاهير يشكلون قدوات يتواجدون بشكل مستمر ويتفاعل معهم المتابعون محققين مكاسب اجتماعية واقتصادية وشهرة تجعل من أي طفل وشاب يطمح لأن يكون مكانهم، وأن يحاكي سلوكهم ويقلدهم».
وأضاف «على الجانب الآخر نجد أن لوسائل التواصل الاجتماعي خصائص تقنية تميزها خاصة في ظل توفر التقنية المحمولة من خلال الهواتف الذكية منها: سهولة الوصول، وتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية، والتواجد والتفاعل المستمر، وعدم وجود ضوابط وموانع في المتابعة، إضافة إلى تعدد المحتوى بما يتوافق مع حاجات جميع الأفراد، وفي ظل هذه العوامل مجتمعة وعوامل ذاتية لدى مستخدمي وسائل التواصل كضعف مهارات التفكير الناقد والذكاء الاجتماعي وضعف الوعي الديني وضياع الهوية والانعزال عن التفاعل مع العالم الاجتماعي الواقعي أصبح تأثير وسائل التواصل على هوية أجيالنا الثقافية والدينية خطراً يجب التحذير منه في عصر لا يمكن فيه الحجب والمنع كما كان سابقاً، ولكن السبيل الأمثل هو تعلم أجيالنا النقد وتمحيص الفكرة وعرضها على المنطق والعقل والبعد عن العواطف والانسياق والتبعية لثقافة الآخر، إضافة إلى تعديل الخطاب الديني الوعظي إلى خطاب عقلي قائم على البرهان والحوار لمسايرة عقول الشباب وقضاياهم».
الحد من التغريب والانحراف
عن مساهمة نشر العلم والمعرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الحد من آثار التغريب والانحراف وغيرها، أبان السلمي أن هذا السؤال تجيب عليه نظرية الاستخدامات والإشباعات، فكل فرد توجد لديه حاجات داخلة تتطلب إشباعا، فمتابعة وسائل التواصل عملية واعية وهادفة ليست لا شعورية وعشوائية وتتحدد هذه الحاجات في خمس حاجات هي:
1. الحاجات المعرفية وهي السبب الرئيس في استخدام الإنترنت وهو تبادل المعلومات والمعارف.
2. الحاجات العاطفية وهذه الحاجة تخص جوانب المشاعر والعواطف وإشباعها عن طريق الشعر والفنون.
3. الحاجات الشخصية وتشمل الجوانب الذاتية والتنموية كمتابعة ما يخص الصحة والجمال أو الرياضة والهوايات المختلفة وعرض الإنجازات.
4. الحاجات الاجتماعية وتشمل التواصل والاتصال مع الآخرين والحصول على تقدير الذات.
5. الحاجات الهروبية وتهدف هذه الحاجة للخروج من القلق والضغوط عن طريق الترفيه والألعاب.
فالشاب لديه حاجة تحتاج إلى إشباع في البحث عن المعرفة والعلم والحوار وإيجاد إجابات لكثير من التساؤلات لديه، وحاجات اجتماعية للتواصل مع الآخر، وهنا يبرز دور المرجعيات الدينية والثقافية في التواجد وملء الفراغ والتواصل مع الشباب بلغة يفهمونها وتناسبهم واستثارة شغفهم والرد على الشبهات التي تواجههم وتعزيز هويتهم العربية والإسلامية والحفاظ على مقدرات الوطن ورموزه وتاريخه».
ويكمل «إن دور المرجعيات الدينية والثقافية دور القدوة والنموذج، وتراجع هذا الدور جرّ الشباب إلى مخاطر فكرية وعقدية خطيرة بسبب بروز قدوات ونماذج مخالفة وجدت من وسائل التواصل منبرا وطريقا لبث سمومهم لعقول شبابنا من خلال شبهات في الدين أو تأويل لنصوص وفتاوى مدمرة».
حاجات تشبعها وسائل التواصل
ـ معرفية
ـ عاطفية
ـ شخصية
ـ اجتماعية
ـ هروبية
مستويات مهارات التفكير الناقد
1ـ مهارة الافتراضات
2- مهارة التفسير والفهم
3- مهارة التفكير المنطقي
4- مهارة التقييم