مريم حُلل

أصدرت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية العدد الثالث المجلد السادس والثلاثين من المجلة العربية للدراسات الأمنية، والذي استعرض عددا من البحوث تناولت المستجدات في المجالات الأمنية ومنها الدراسة الموسومة بـالتداعيات السلبية لإدمان الألعاب الإلكترونية: دراسة ميدانية على طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية بمدينة الرياض للدكتور إبراهيم العنزي قسم العلوم الاجتماعية كلية الملك فهد الأمنية، حيث هدفت الدراسة إلى الكشف عن واقع ممارسة الألعاب الإلكترونية، والعمل على رصد أهم الآثار المترتبة على إدمان تلك الألعاب.

وأشارت نتائج الدراسة إلى مستوى مرتفع جداً في قضاء وقت طويل يومياً في ممارسة الألعاب الإلكترونية، بل وصل الأمر لممارستها أثناء المحاضرات والحصص الدراسية، والسهر لأوقات متأخرة ليلاً، وعلى النقيض من ذلك يأتي مستوى ضعيف لممارسة الألعاب الإلكترونية في أوقات الفراغ فقط، واستخدام الألعاب ذات المحتوى التعليمي، كما توصلت الدراسة للآثار المترتبة على ذلك كضعف التحصيل الدراسي، والآثار السلبية الصحية، والآثار السلبية الدينية كتأخير أداء الصلاة عن وقتها... إضافة إلى الآثار السلبية الأمنية والسلوكية كعزل الشباب عن واقعهم مما يؤدي إلى غرس قيم جديدة في شخصياتهم قد تكون مخالفة لقيم المجتمع، والأشد خطورة في نظري أن النسبة الكبرى من عينة الدراسة أكدوا حبهم وممارستهم الألعاب الإلكترونية التي تقوم على العنف والقتل وارتكاب الجريمة، مما ينمي العقول والقدرات على تلك الأفعال.

وبناء على تلك المعطيات أصبح على المؤسسات التربوية مسؤولية إعداد الفرد للعيش في العالم الرقمي، ويتحقق ذلك من توحيد الجهود والعمل على إدراج التربية الرقمية (المواطنة الرقمية) ضمن المناهج التعليمية، فعندما تغيب التربية الرقمية عن المجتمع الرقمي لا شك أن العشوائية والتجاوزات هي التي ستسود، فالتربية الرقمية لا تقتصر فقط على الحقوق والواجبات ذات العلاقة بالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الرقمية وإنما تعتبر وسيلة عصرية لإعداد مواطن رقمي صالح قادر على خدمة دينه ووطنه، وهي بمثابة القانون المنظم في العالم الرقمي، بل توازي التربية الاجتماعية في العالم الحقيقي.

ونتطلع أن نرى مناهج التربية الرقمية في مدارسنا.