كيب تاون: الوكالات

كشف تزايد جرائم قتل الأطفال في جنوب إفريقيا فشل العدالة، فوفقًا للأرقام الرسمية يُقتل نحو 1000 طفل كل عام في جنوب إفريقيا، أي ما يقرب من ثلاثة أطفال يوميًا، والمريع هو أن هذه الإحصائية قد تكون كشفت جزءا من هذه الجرائم وليس جميعها، حيث إن الكثير يعتقدون أن العديد من الأطفال هم ضحايا جرائم القتل التي لم يتم التحقيق فيها بشكل صحيح ولم تتم ملاحقة مرتكبيها أو فوتتها السلطات تمامًا.

كما قالت مديرة معهد الأطفال في جامعة «كيب تاون» الخبيرة الرائدة بالبلاد في قضايا قتل الأطفال، شاناز ماثيوز: «الأرقام الرسمية هي مجرد غيض من فيض في بلد يُقتل فيه أكثر من 50 شخصًا كل يوم، فالأطفال ليسوا مميزين ولا يسلمون».

ترسيخ العنف

بينما تعد مراجعات وفيات الأطفال شائعة في البلدان المتقدمة، إلا أنه لا يتم إجراؤها في جنوب إفريقيا، لذا في 2014 شرعت «ماثيوز» في مشروع بحثي، لكشف المدى الحقيقي لوفيات الأطفال عن طريق الاستعانة بأطباء الطب الشرعي في وضع جثث مئات الأطفال حديثي الولادة والرضع والأطفال الصغار والمراهقين على طاولات الفحص، لتحديد كيفية وفاتهم بالضبط، وجاءت النتائج قاتمة.

أنماط القتل

هناك نوعان من الأنماط في جنوب إفريقيا: الأول يقع فيه المراهقون في ظل ارتفاع معدل جرائم الشوارع العنيفة في البلاد، والثاني يختص بالأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات وما دون ذلك، وهم ضحايا عنف مميت لا يرتكب من قبل الجاني بمسدس أو سكين في زاوية الشارع، ولكن من قبل الأمهات والآباء والأقارب والأصدقاء.

وأشارت «ماثيوز» إلى إحدى الحالات، وهي لطفل يبلغ من العمر 9 أشهر، أصيب بنوبات صرع بعد أن تم إيصاله إلى الحضانة، وعلى الرغم من نقله إلى المستشفى، فإنه لم ينج، حيث وجد الأطباء إصابات خطيرة في رأسه، وطلبوا من الأم أن تذهب إلى الشرطة، لكن لم يتابعها أحد، والأم لم تبلغ عن الوفاة، وعندما حاول المحققون إحياء القضية بعد عامين تقريبًا كان الطفل قد دُفن فترة طويلة، وكان الدليل باردًا.

كما أوضحت الخبيرة في مجال حماية الطفل، جوان فان نيكيرك، أن العديد من القضايا ملوثة بعدم كفاءة الشرطة والفساد.

وأكدت: «العدالة للأطفال في جنوب إفريقيا يصعب تحقيقها بشكل غير مقبول».

ملخص فحص جثت 711 طفلا

أكثر من 15 % منهم ماتوا نتيجة جرائم القتل

أظهر البحث أن القتل كان ثاني أكثر أسباب وفاة الأطفال شيوعًا في هاتين المنطقتين