بعد أن نالت المركز الثاني في مسابقة الشارقة للإبداع العربي لعام 2008/ 2009، صدرت أخيرا عن دار جداول الرواية الأولى لإبراهيم مضواح الألمعي جبل حالية في 216 صفحة من القطع الصغير.
وتطرح الرواية أسئلة وإشكاليات الموت بدءا من المقبرة حيث تدفن الشخصية المحورية في العمل (عمر السورجي)، لتنبني الرواية على فكرة الارتداد لمعاينة أزمنة غابرة، وتحولات سياسية واجتماعية حدثت في المدى الزمني للرواية من 1956 إلى 2006. فتساءل ما أصاب المجتمع المحلي وفكك بنيانه في إشارات متوالية لعالم الموت.
ويصف الدكتور عادل ضرغام الرواية بأنها تلحُّ على المقارنة بين عالمين: عالم السورجة القديم، والعالم الآني، فتقف عند نظام الملبس القديم، ونظام الأكل، والقيم السائدة بين أهلها في ذلك العالم الصغير، إضافة إلى معتقداتهم الخاصة والأساطير، مثل حكاية مقتل شقيق الجدتين (حالية وفضة) الذي قتلته الجن.
ويصل إلى اعتبار جبل حالية رواية المصير المأسوي والتحولات الكبرى التي أصابت القرية الصغيرة، تلك القرية التي كانت محتمية بنفسها وقانونها الداخلي عن دنس المدينة وفسادها، ولا يقلل من قيمة هذا العمل وشموخه إلا المنحى الأخلاقي، الذي يظهر بشكل لافت للنظر في بعض الأجزاء، إضافة إلى نقص في التكوين الفكري لبعض النماذج، وعرض التحولات بشكل سريع، إذ كانت تحتاج إلى تأن في رصدها وتقديمها للمتلقي بحسب ضرغام.