القطيف: أفراح أبوعبدالله

تتعلق العيون بهيئته الغريبة التي صنعتها ملابسه الفلكلورية التي لم يعد يلبسها أحد، وهو يجوب أرجاء مهرجان واحتنا فرحانة المقام حاليا على كورنيش مدينة القطيف، مرتديا إزارا وفانيلا وغترة صفراء يلفها على رأسه على طريقة كبارالسن، يتراقص على ألحان الفجري والليوة والبحري، وميدانه قهوته الشعبية التي افتتحها على شاطيء البحر ليمثل فيها شخصية مهدلي.
الوطن زارت القهوة الشعبية وتعرفت إلى الشخصية التي شغلت زوارالمهرجان وصاحبها الصبي فاضل آل حبيل، الذي يطلق على نفسه اسم مرعوب ويفسر ذلك بقلة الزبائن وكأنهم في خوف، وأحيانا يعبرعن نفسه باسم مظلوم لنفس السبب.
يقدم الصبي فاضل المشروبات حسب الطريقة القديمة، ومشروباته تتنوع بين الشاي، والنعناع، والدراسين، والزنجبيل، والحليب، والقهوة العربية، التي يصنعها جميعا على الفحم بالطريقة القديمة، والصنف الأبرزهو المشروبات الغازية التي يشترط بائعوها أن تعود إليهم زجاجاتها بعد شرب محتواها.
وخدمات مرعوب الأخرى هي تقديم ما يحبه المدخنون القدو الذي لايختلف في طريقة استخدامه وتكوينه عـن المعسـل كثـيرا إلا من ناحية أنه لايتوفر له إلا التبـغ فقط للتدخين عكس المعسل الذي تتنوع نكهات تدخينه.
سألته الوطن عن بدايات الشخصية الفلكلورية فأجاب كنت عضوا في فرقة زفات للزواجات ثم بدأت تمثيل شخصيتي في مهرجان الدوخلة حيث عرضت عليّ أدوار تلفزيونية لأداء نفس الشخصية لكن الاستمرار في شخصية مهدلي أثناء المهرجانات أعجبني، حيث ينظر إليّ الجميع بنظرات الدهشة أثناء جولاتي القصيرة في أرض المهرجان، وتكون كإعلان ليبحث الجميع عن مكاني وبالتالي يكثر زبائن قهوتي.
ويتفنن مرعوب مع صديقيه في القهوة بجذب الناس، فتارة يكون الجاذب هو رؤية أحدهم بجوار الفحم حيث تُغلى المشروبات، وتارة يجذب الناس بعضهم عن طريق رؤية الآخرين يتسامرون على أحجار الكورنيش يحمل كل منهم زجاجة مشروب غازي، إلا أن الجاذب الأكبرهو ألحان الليوة التي تعيد كبارالسن إلى أيام شبابهم، مبينا أن الفئات التي تزوره متنوعة من جهة الفئة العمرية لكنها محـدودة من جهة العدد، وهي فئة تتمثل بكبارالسن والشباب من هواة التدخين وكذلك من محبي التراث.