سجلت خلال اليومين الماضيين حركة تدفق مسلحين قبليين إلى منطقة الحصبة في العاصمة اليمنية صنعاء، بالإضافة إلى انتشار لمجاميع مسلحة بلباس مدني من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في محيط ساحة التغيير، الأمر الذي عده مراقبون مؤشراً لاحتمال اندلاع مواجهات بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والقوات المنشقة عن النظام بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. وأغلقت المحال والمعارض التجارية في شارع مازدا وعمران وحي سوق الرشيد بحي الحصبة أبوابها في وقت مبكر من مساء أول من أمس؛ بعد وصول أعداد إضافية من رجال القبائل المسلحين التابعين لزعيم قبيلة حاشد للالتحاق بآخرين يتمركزون في مواقع متفرقة بهذه الشوارع والأحياء المتفرعة منها، بالتزامن مع استئناف العديد من هؤلاء عمليات حفر الخنادق وإنشاء المتاريس الترابية في مناطق جديدة. ودفعت هذه الاستعدادات سكان الأحياء الداخلية إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق أخرى بالعاصمة وخارجها تحسباً لاندلاع مواجهات بين القوات الحكومية وأتباع الشيخ الأحمر.
في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة إن رؤساء الدبلوماسيات الغربية، من بينهم السفير الأمريكي ورئيس مكتب المفوضية الأوربية بصنعاء وسفراء عدد من الدول الأوروبية دشنوا مساع لوقف المواجهات بين الجانبين بعقد لقاء مع نجل الرئيس صالح، قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح خلص إلى إقناعه بالالتزام بالتهدئة وضبط النفس والإسهام بنزع فتيل التوتر القائم مع قوات اللواء الأول مدرع المنشقة عن النظام.
وأشارت المصادر إلى أن السفراء الغربيين بادروا إلى إجراء اتصالات مباشرة ومماثلة مع قائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء علي محسن الأحمر لحثه على المبادرة في الإسهام باستعادة العاصمة صنعاء لأجواء التهدئة التي كانت سائدة منذ يونيو الماضي، منوهة إلى أن هذه الاتصالات أسفرت عن قيام اللواء علي محسن الأحمر بسحب مجاميع عسكرية من مناطق تمركز مستحدثة بمحيط مستشفى الكويت التعليمي لتجنب مواجهات كانت وشيكة مع القوات الحكومية المرابطة في مناطق تمركز مقابلة.