إبراهيم عبد الله الشقحاء - الخبر

شكلت مجموعة من المتسولين المنتشرين في المنطقة الشرقية مجموعات من الجنسين الرجال والنساء مع الأطفال موزعين بشكل جغرافي, كل مجموعة تغطي منطقة من المناطق، حيث يكون المسؤول عنهم شخصا يقوم بتوزيعهم على المناطق، وبتوزيع محكم حيث يكونون مراقبين من مشرفين مختصين، يكون كل مشرف مسؤولا عن مجموعته، وفي نهاية اليوم يقوم المشرف بتجميع المتسولين.
في أحد الأيام وجدت صبيا عمره نحو ثماني سنوات يتسول عند أحد المطاعم فأعطيته خمسة ريالات حتى أكسب وده ولأتمكن من عرض بعض الأسئلة عليه، وعند سؤاله عن والده أجاب لا أعرف عنه شيئا، قلت له من أرسلك للتسول قال لي إنه يعمل مع شخص لا تربطه به صلة، يقوم بإنزاله في المكان للتسول، وعند سؤاله كم يعطيك من المال قال لا يعطيني شيئا، فقط آكل وأنام عنده، سألته هل أنت وحدك؟ فأجاب نحن مجموعة, وسألته كم عددكم؟ قال كثيرون، وسألته هل يوجد معكم نساء؟ فأجاب بنعم, وفي إحدى المرات كنت أتزود بالوقود في إحدى محطات البنزين في المنطقة نفسها فقدم إلينا شاب عمره ما بين 20 و23 سنة، وكان بكامل صحته وزينته وكانت ملابسه جيدة، تقدم الرجل مني وأعطاني ورقة مطبوعة على الكمبيوتر ومصورة عدة صور، قرأتها فوجدت فيها أنه يعول أسرة كبيرة وأن عليه إيجارا متأخرا، فأعدت له الورقة وسألته هل تعمل؟ قال لا، عرضت عليه وظيفة في إحدى الشركات التي أعمل فيها فأجاب أنا ما ني فاضي، عندها أحسست أنه نصاب، وعند النزول من السيارة لاذ بالفرار وركب سيارة حديثة الصنع كانت واقفة خلف المحطة.
سؤال يطرح نفسه هل كثرة المتسولين أتت من فراغ ؟. لا والله إنما أتت لوجود أناس طيبين ورحماء يعطون بسخاء.