جازان: سارة المالكي

تشتهر منطقة جازان بإرثها العمراني الذي يحكي عن تنوعها التضاريسي، حيث تميزت المنطقة الجبلية فيها بالقلاع والحصون الأثرية الضاربة في التاريخ، والتي يعود تاريخ البعض منها لأكثر من 3000 عام، إلا أن ذلك الإرث التاريخي والحضاري لم تتم الاستفادة منه سياحياً كما يأمل أبناء المحافظة، ولم يلقَ الاهتمام حتى أصبحت الظروف الطبيعية والتخريب يهددان بزوال هذا الكنز الثقافي الفريد.

جهود ضعيفة

بين أهالي محافظة الدائر بني مالك أن الجهود التي بذلت من قبل وزارة السياحة حينما كانت تلك القلاع تحت مظلتها سابقاً كانت ضعيفة جداً في المحافظة على الإرث التاريخي المهم، وما زالت دون المأمول، حيث أصبحت معظم القلاع والحصون التاريخية آيلة للسقوط إن لم يتم تدارك الأمر، خصوصاً بعد ما شوهد مؤخراً من ظهور عدد من التعديات على تلك القلاع والحصون من قبل بعض الذين لا يدركون القيمة التاريخية والثقافية من خلال هدمها وإنشاء بيوت حديثة مكانها.

حضارة حقبة

كشف الباحث التاريخي محمد المالكي، عن أن هذا الإرث التاريخي الفريد يتحدث عن ذلك الإنسان الذي حاك تفاصيل تلك الأماكن في عمارة تناسب حقبة زمنية صعبة، مما جعل تلك القرى الأثرية والقلاع تتكيف مع حاجة الإنسان المعيشية من سكن وتخزين، بالإضافة إلى الحاجة الأمنية من حماية وأمان والحاجة الطبيعية بتكييفها مع المناخ والتضاريس ما جعلها صامدة بمعمارها الفريد ردحاً من الزمن بمئات السنين والتي ما زالت محتفظة رغم المدة الزمنية الطويلة بمعمارها الهندسي الذي قاوم عوامل التعرية المختلفة لتحكي عن حضارة عظيمة مرت بها تلك الحقبة.

تاريخ حافل

أوضح المالكي أن القرى والحصون المنتشرة بجبال الدائر تختلف عن بعضها في البناء حسب أهميتها، مبيناً أن قدم تلك القرى يعكسه وجود آثار لنقوش وقطع أثرية متنوعة مما يزيد من أهمية هذا التراث العمراني وأن تاريخها وأحداثها التي عاشها الإنسان بكل تفاصيلها يؤصل لحقبة زمنية مهمة في المنطقة تتحدث عن تاريخ حافل بالأحداث المفصلية الهامة في تاريخ الأمم.

وجهة سياحية

دعا المالكي الجهات المسؤولة عن الآثار أن تسلط الضوء أكثر على القرى الأثرية بالمنطقة وزيادة ثقافة المجتمع في الحفاظ عليها، حيث إن المملكة تحظى بتاريخ الجزيرة العربية التي صقلت الإنسان فيها بطبيعتها المتنوعة وتركت في كل جزء منها تاريخاً يحكي تلك الحقب الزمنية المتنوعة والقرى الأثرية جزء منها، حيث إنها تقع في تضاريس متميزة وجميلة تمكن الجهات المهتمة من استثمارها سياحياً بحيث تكون وجهة سياحة ووسيلة جذب سياحي كما هي توجهات التسويق السياحي في العالم لمثل تلك الآثار والمعالم.

60 قرية

أوضح الباحث بالتراث العمراني والنقوش الأثرية مسفر الحريصي، أن عدد القرى في جبال الحشر التابعة لمحافظة الدائر بني مالك لوحدها والتي تتكون من ثلاثة أدوار فأكثر تبلغ 60 قرية، مضيفاً: هذه التي سجلتها بنفسي بينما أكد أنه لا يزال هناك الكثير منها، قائلاً: إن لهذه المنازل عدة وظائف فهي للسكن بالدرجة الأولى ولها وظائف أخرى كالحماية وقت الحروب وتستخدم كذلك مخازن لحفظ الحبوب والمحاصيل الزراعية بينما تستخدم الأدوار السفلى منها كحظائر آمنة للمواشي.

نمط مميز

أوضح رئيس الفريق العلمي لموسوعة آثار منطقة جازان الدكتور علي عواجي، أن التراث العمراني بالمنطقة، وتحديداً في محافظة الدائر له نمط مميز وعمق كبير في التاريخ وذلك حسب الجولات الميدانية التي قمنا بها في الجامعة وأردف أننا لاحظنا من خلال الجولة الهندسة الفريدة التي تم بناء الحصون من خلالها لم يكن اعتباطاً، وإنما من خلال معطيات ضمنت لهذه الحصون البقاء لقترة طويلة من الزمن واجهت فيها عوامل التعرية والزلازل والأمطار الغزيرة بالمنطقة وضمنت في الوقت نفسه الراحة للسكان سواء في السكن من حيث الطقس المناسب داخل تلك الحصون والمنازل صيفاً وشتاءً أو في تخزين منتوجات مزارعهم واقترح الدكتور العواجي على كليات الهندسة في جامعات المملكة بما فيها جامعة جازان أن تضيف مثل هذه النظريات الهندسية في مقرراتها وتوفد طلابها للاطلاع على هذه الأنماط المعمارية الفريدة في الهندسة المعمارية.

محافظة بني مالك «الداير»

تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة

شمال شرقي منطقة جازان

يحدها من الشمال وادي الحياة وجبال هروب

من مراكز المحافظة

آل يحيى

آل زيدان

آل النخيف

جبل الحشر

وادي دفا

عثوان

الشجعة

الجانبة