حفر الباطن: حمّاد الحربي

السماعيل: ليس لدينا مانع لافتتاح فرع للجمعية
رفض مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل فكرة التجاهل والتهميش من قبل الجمعية للنخب الثقافية في حفر الباطن، مشيرا إلى أنه يعرف جيدا مثقفيها وأنشطتها الثقافية والفنية، مضيفا: حفر الباطن عزيزة على قلوبنا جميعا مثلها مثل غيرها من المدن والمحافظات، ويسعدني جدا أن يكون لها فرع لجمعية الثقافة والفنون وأتمنى أن تكون الجمعية موجودة في كل محافظة ومدينة تحتاجها في المملكة، وأَضاف السماعيل: لا يوجد مانع لدينا متى ما توفرت الإمكانات المادية لافتتاح فرع الجمعية في حفر الباطن، واشترط السماعيل لدراسة تنفيذ هذه الخطوة؛ وجود طلب مقدم من مجموعة من المثقفين عن طريق المحافظة أو مخاطبة وزارة الثقافة والإعلام لكي يتم الرفع للجمعية.

طالب عدد من المثقفين والأدباء والفنانين بمحافظة حفر الباطن بضرورة احتضان أنشطتهم وإبداعاتهم من قبل مؤسسات حكومية شأنهم شأن زملائهم في المناطق الأخرى الذين يحظون باهتمام بالغ من قبل هيئات رسمية توفر لهم الستار القانوني لممارساتهم الثقافية ونتاجهم الفكري سواء على مستوى الأندية الأدبية البالغة 16 ناديا والتي يبعد أقربها عن محافظة حفر الباطن قرابة 500 كيلومتر، أو في ما يتعلق بفروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الـ15 المنتشرة في مناطق المملكة، وهي الجمعية التي تمتلك أرضا حكومية في حفر الباطن ما زالت بيضاء منذ سنوات طويلة، ولم تفكر في إنشائها لاحتضان مبدعي ومثقفي المحافظة، حيث ظلت كل الصالونات الثقافية ولجان التراث والفنون الشعبية التابعة لها تقيم أنشطتها بمنأى تام عن مثقفي وشعراء هذه المحافظة.
وأكد الكاتب فهيد العديم، على أنه يتطلع إلى وجود ممارسات ثقافية في حفر الباطن تحت مظلة مؤسسات حكومية تستطيع أن تأخذ بيد المبدعين، معتبرا أن مؤلفاته وكتبه حظيت بحفاوة أبناء المناطق الأخرى، في حين أن أبناء مدينته لا يعلمون عنها شيئا، وقال قدمت دراسات ورؤى ثقافية في نادي حائل الأدبي لكنني لم أتمكن من تقديمها في حفر الباطن لغياب المرجعيات الرسمية.
ويتفق الكاتب محمد مهاوش الظفيري مع العديم، كاشفا عن أنه المثقف السعودي الوحيد الذي تم اعتماده محاضرا في أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للتراث والثقافة لمدة أربع سنوات.. في حين أنه في مدينته حفر الباطن يتفرغ فقط لممارسة لياقة الكلام بالمجالس ـ على حد وصفه ـ، وقال: في ظل ما يعانيه المثقفون في حفر الباطن من تجاهل فقد حاولنا باجتهادات فردية تنظيم حلقات نقاش بشكل أسبوعي وحظيت باهتمام عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي في المحافظة وزاد الظفيري بالقول: حتى مؤلفاتي لم أتمكن من توقيعها خارج إطار مجلسي الخاص..!.
ويرى الكاتب ساير المسباح أن المؤسسات الرسمية عادة ما تكتفي بما هو موجود ولا تبحث عن افتتاح فروع جديدة لها سواء في حفر الباطن أو غيرها، مشيرا إلى أن المحافظة أثبتت تفوقها في الميادين الثقافية من خلال وجود أكثر من 10 مبدعين، معتبرا هذا الرقم كبيرا جدا على محافظة نائية لا تملك 1% من إمكانات المدن الكبيرة التي لم تصل لهذا الرقم من المبدعين، بالرغم من عدم وجود جامعة أو أي مؤسسة علمية كبيرة.
ويقول فهد عشيوي صاحب أحد أشهر المقاهي الثقافية الخاصة ومدير موقع موفن الأدبي أن محافظة حفر الباطن فرضت نفسها على المشهد الثقافي في البلد من خلال تميز شعرائها وكتابها في الإعلام، مضيفا: لا يمكن أن تخلو أي مؤسسة إعلامية من أبناء هذه المحافظة الذين وصل إبداعهم حتى للقنوات الفضائية الشهيرة وعلى الرغم من ذلك ما زالت تعاني من عدم تفعيل الحركة الثقافية وتجاهل الكثير من الأسماء الإبداعية في شتى الفنون.
ويذهب الإعلامي سعود البديري المهتم بالفنون المسرحية وكتابة السيناريوهات، إلى أن المحافظة تحتاج لتطوير بالكامل في الخدمات كافة حتى تتحقق الأرضية المناسبة للأنشطة الثقافية والفكرية.
ويؤكد الشاعر سعد الجميلي الذي تم تكليفه في وقت سابق برئاسة المنتدى الشعبي في حفر الباطن، على أنه توصل من خلال التجربة التي عاشها إلى العديد من الأسباب التي ساهمت في استمرار غياب المؤسسات الثقافية والتي من أهمها تقصير فرع جمعية الثقافة والفنون في المنطقة الشرقية في أداء دوره تجاه شعراء ومثقفي المحافظة التي تعتبر إحدى محافظات المنطقة الشرقية ويفترض أن تصل إليها أنشطة الجمعية، ويضيف: الأرض التي تعود ملكيتها للجمعية موجودة والإمكانات متوفرة والمثقفون على أهبة الاستعداد لخدمة المحافظة.
وشدد الشاعر عايض عبهول الظفيري الحاصل على وصافة لقب البرنامج الشعري (شاعر المليون) على أهمية وجود مرجعية ثقافية وأدبية في حفر الباطن على اعتبار أن ما حققه أبناؤها في المحافل الأدبية أصبح مضربا للمثل في الأوساط الإعلامية الخليجية، مستشهدا بلقب (المدرسة الحفراوية) الذي تم إطلاقه على شعراء حفر الباطن في مناسبات ومحافل شتى، وقال نشعر بالتجاهل التام من قبل المؤسسات الحكومية لهذه المحافظة التي لا تقل بأي شكل من الأشكال عن المدن الكبيرة خاصة في الأدب والفنون والنتاج الفكري، وأثبتت وجودها على المستوى الثقافي في الكثير من المناسبات لعل آخرها مشاركة شعرائها الفعالة في مهرجان الجنادرية بالإضافة إلى مسابقة شاعر الملك حيث تجاوزت نسبتهم أكثر من 10% من المشاركين.