بعد أن ابتلينا في هذا العصر بفرقة لا مثيل لها قسمت العالمين العربي والإسلامي إلى عوالم فرعية متناحرة وذلك نتيجة لضيق أفق السياسيين ومن ورائهم أفراد تردد دون تفكير ما يروج له من أفكار تدعم فكرة التفرقة من منطلق الوحدة وتعمل على خلق قوة داخلية
من خلال زرع الخوف قريبا وبعيدا حتى أصبح التوجس من الأخ المخالف في الرؤية السياسية مبدأ أساسيا في صياغة العلاقات البينية بين أبناء المجتمع الواحد؛ في ظل كل هذا أصبحت مكوناتنا الاجتماعية عنصرية بامتياز، اعترفنا بذلك أم لم نعترف، وأصبحنا نفكر ونقرر وفق أجندات رسمت لعقولنا دون أن نعي بالضرورة طبيعتها وحقيقتها، بحيث أصبح الفرد ببغاء مزعجا لا يفكر، وتابعا ساذجا لا يعي، ومرددا أجوف لما يسمع دون أن يدري أين يتجه ولأجل أي هدف.
هل أنا وأنت وهو وهي وهم وهؤلاء عنصريون وطائفيون ومناطقيون أم لا؟ سؤال يجب أن تكون إجابته مرتبطة بمدى ارتباطها بالأسئلة التالية والتي ستكشف درجة ونسبة ارتفاع انتشار هذا الفيروس القاتل فينا وفيكم وفيهم.
فهل ترفض أو تمتنع وتشجب أن تأكل من طبق طعام قدمه لك شخص من الطائفة الأخرى؟ ثم إن مررت بجانب مجموعة من العمالة الآسيوية هل تتجاهل السلام عليكم وتمضي في طريقك؟ وعندما تنظر في وجه إنسان هل لونه هو أول ما يستوعبه عقلك؟ وهل تبني كيفية تعاملك من إنسان معين وفق اسم عائلته وخلفيته المذهبية أو الاجتماعية؟
ولا بد أن أسأل هل الأصل القبلي لمن تلتقيهم للمرة الأولى هو أول ما تفكر فيه؟ وهل تقوم بإرجاع أي صراع سياسي يدور بين الدول إلى أسباب دينية أو طائفية؟ وهل أصبحت تكرر كلمة سني وشيعي وباقي التوصيفات الطبقية والاجتماعية بشكل أكبر مما كنت تقوم به في الماضي؟ وهل اعتبرت فوز أوباما برئاسة أميركا فقط انتصارا للرجل الأسود؟ وهل ترفض أن تعطي صوتك الانتخابي للرجل الذي يخالفك في المذهب أو اللون أو الأصل؟
ولا بد أن أختم بهل تعتقد بأن الأصل والمذهب هما من الأساسيات التي بموجبها يحصل المواطن على حقوقه الوطنية؟ وهل تعتبر الأوروبيين صليبيين والإندونيسيين بقايا حجاج؟
صارح نفسك وأعد حساباتك قبل أن تغرق في مستنقع العنصرية الذي هدم أمما ولم يبنها قط.