أن يتم التدريب وإقامة دورة لخمسين إعلامية وصحفية سعودية في إطار التدريب النوعي لزيادة كفاءتهن المهنية في ممارسة العمل الإعلامي والتدريب في مجال الإعلام الإلكتروني، وأخلاقيات العمل الصحفي، والقدرة على استنباط وتطوير الأفكار إلى قصص وتقارير استقصائية.. هذا كله أمر رائع وجميل، بل هو مطلب وضرورة، ولكن المدهش في الأمر أن تقوم بمهمة التدريب مدربة عربية تعمل مراسلة لكذا موقع من خلال الملحقية الثقافية الأميركية!
أما السؤال الأهم الذي يطرح نفسه فهو: ألا توجد لدينا الأدوات والإمكانات لتدريب الإعلاميات والصحفيات؟! أين دور الجامعات وأين الكوادر المتخصصة؟ فلدينا الكثير وفي جميع المواقع والمجالات لنستعين بهم لتنظيم وإقامة دورات كهذه.. أم لم يصل أحد إلى المستوى المأمول منه لأداء هذه المهمة؟! والغريب أنهم لم يأتوا في هذه الدورة بما هو مختلف حتى عن معلومات المتدربات. أحد المحاور التي تم التركيز عليها هو: تعلم الأخلاقيات التى يجب أن يتحلى بها الصحفي، فهل الإعلام الأميركي هو من نوجه إليه الإعلاميين والصحفيين لتعلم أخلاقيات العمل؟! فيما يخص مثل هذا الأمر يجب أن نتوقف ونتأمل، فقد يعتقد البعض أن هذا تفتيش في النوايا، ولو كان الأمر مختلفا ولا تستطيع كوادرنا التعليمية بجامعاتنا وفي مراكزنا القيام به لكان من الممكن ألا يطرح هذا التساؤل.
العلاقات الأميركية السعودية الرسمية المميزة والتبادل الثقافي في الأدب والفنون وتقدم العلوم والتقنية أمر جيد بين الشعوب، ولكن أن تتبنى الملحقية مثل هذا التدريب الذي يمكن أن تقوم به أي جهة محلية متخصصه فهذا ما يدعو للدهشة حقا.. لو كان التدريب في أميركا وبالجامعات والكليات الأميركية لكان الأمر مختلفا، فالأجدى التعلم وتلقي التدريب هناك، وبمقابل مادي يدفعه المتدرب سواء أكان مبتعثا من الدولة أو من جهة عمله أو حتى على حسابه الشخصي.
على كلٍّ هي وجهة نظر خاصة أعبر بها عن دهشة وتعجب ليس إلا؛ وأدام الله روح التعاون لوجهه سبحانه.