مكة المكرمة: مصلح الفرحان

بينما تشهد المملكة عددا من المشاريع السياحية والترفيهية على مساحة تقدر بـ64 مليون متر مربع لعدد من الأنشطة الترفيهية والرياضية لجلب المزيد من السياح واستقطاب 100 مليون سائح بحلول 2030، كما وقع صندوق التنمية السياحي، سبتمبر الماضي، اتفاقية تعاون، لتأسيس برامج تمويلية لدعم وتطوير القطاع السياحي بقيمة تصل إلى 160 مليار ريال، أصبحت العلاقات العامة رئة جديدة وعاملا رئيسا لدعم صناعة السياحة والضيافة حيث تعدّ العلاقات العامة أحد أهم عناصر المزيج الترويجي، وأكثرها أهمية خاصة أنها تعني بناء علاقات طيّبة وجيدة مع الجمهور السياحي.

التحول الرقمي

بحسب المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» هناك برامج تدريبية مجانية تشمل 15 برنامجا متنوعا تهدف إلى تطوير وتنمية مهارات العاملين في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى المجتمعات المحلية ممن يتعاملون مع الزوار بشكل مباشر، وتواكب التوجهات الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030 نحو التحول الرقمي في مجال التدريب من خلال تفعيل منظومة التدريب عن بعد، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة، والكفاءة الرقمية التي تتميز بها وزارة السياحة.

تمويل المشاريع السياحية

وقع صندوق التنمية السياحي، نهاية سبتمبر الماضي، اتفاقية تعاون مع بنك الرياض والبنك السعودي الفرنسي، لتأسيس برامج تمويلية لدعم وتطوير القطاع السياحي بقيمة تصل إلى 160 مليار ريال، وذلك بحضور وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الصندوق أحمد الخطيب. وتضمنت الاتفاقية تحديد سبل التعاون بين الصندوق والبنوك المشاركة من خلال وضع آليات لدعم تمويل المشاريع السياحية في مختلف مناطق المملكة، التي تعد من ضمن جهود الصندوق لتشجيع وتحفيز الاستثمارات في القطاع السياحي ودعم القطاع الخاص بما في ذلك دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير عدد من المنتجات المالية تتضمن تسهيلات ائتمانية وضمانات مالية متعددة بالشراكة مع البنوك التجارية صممت لتخدم عددا كبيرا من شرائح المستثمرين في القطاع السياحي لتسهيل عمليات التمويل للمشاريع السياحية.

المجتمع الرقمي

ضمن جهود تحسين دور العلاقات العامة في القطاع استعرض قسم الإعلام بكلية العلوم الاجتماعية لجامعة أم القرى خلال ورشة العلاقات العامة بين الواقع والطموح ضمن نشاطه الثقافي والعلمي عن بعد الذي تم إطلاقه لأعضاء هيئة التدريس للفصل الأول 1442/1441 تعزيز دور العلاقات العامة الشامل ووظيفتها المتزايدة في حياة الأفراد والمؤسسات والمجتمعات في عصر المعلومات والمجتمع الرقمي، وتأكيدا لأهمية تواجد المتخصصين في هذا المجال بجانبيه النظري والمهني.

محاور الورشة

قال عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور فيصل الشميري لـ»الوطن» إن الورشة تلخصت في 5 محاور بمجال العلاقات العامة وتمثلت في: دور العلاقات العامة في المجال السياحي ودورها في الحج والعمرة وتحسين الصورة الذهنية للدول، وواقع العلاقات العامة وفاعليتها في القطاع الحكومي وتأثيرها في الأزمات الوطنية ومواجهة التحديات التي تواجهها المملكة، ودور العلاقات العامة في المجال الأكاديمي وممارستها في مؤسسات التعليم العالي.

ودور العلاقات في المجال الأمني وفي المجال الدبلوماسي وفي العمل الخيري وتأثيرها في حل المشاكل الاجتماعية، ومستقبل العلاقات العامة وتأثير منصات التواصل الاجتماعي وتطوير مهارات محترفي العلاقات.

وجهة عالمية

بين الشميري أن مفهوم العلاقات العامة في السياحة هي خلق حلقة اتصال لتقوية وتنمية علاقات المهتمين والمنتفعين بالسياحة، خاصة أن النشاط السياحي يعتبر هو أحد برامج رؤية 2030، وحققت المملكة فيها تقدماً ملموساً، حيث تسعى إلى أن تصبح وجهة سياحية عالمية لما تمتلكه من مخزون تاريخي وأثري وعمق استراتيجي ديني وثقافي واجتماعي ولها طابعها الخاص الذي يميزها عن بقية دول العالم.

810 مليارات

قال الشميري إن المملكة ترصد لتطوير وتفعيل هذا المجال مبالغ طائلة وتعمل على دعم الأنشطة ذات العلاقة بالنشاط السياحي مثل الترفيه والثقافة وغيرهما من المجالات التي ترتبط بالسياحة، مستشهدا على الصعيد ذاته بأن الباحثين تحدثوا عن تقرير دولي عن مجلس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للترفيه والجذب السياحي يفيد بأن مشروعات القطاع السياحي في السعودية تقدر قيمتها بنحو 810 مليارات دولار من شأنها أن تحول السعودية إلى وجهة سياحية عالمية خلال العقد المقبل. وأوضح أن التقرير ذكر أن المملكة تقيم عددا من المشاريع السياحية والترفيهية على مساحة تقدر بـ64 مليون متر مربع لعدد من الأنشطة الترفيهية والرياضية التي تستضيفها السعودية، وذلك لجلب المزيد من السياح للمملكة، والذي تطمح من خلاله السعودية بحسب التقرير إلى أن تستقطب 100 مليون سائح بحلول 2030م، وذلك من خلال مجموعة من المشاريع العملاقة التي ستلعب دوراً رئيساً في صناعة الترفيه في المنطقة.

تدريب العاملين

أشار الشميري إلى أن المملكة تولي اهتماماً بالغاً بمجال العلاقات العامة في مجال السياحة حيث تقيم بعض الجهات وعلى رأسها وزارة السياحة التي أطلقت دوراتها التدريبية بالتزامن مع موسم صيف السعودية دورات مكثفة لتطوير وتدريب العاملين في العلاقات العامة والمراسم والبروتوكول، وذلك لتسليط الضوء على صناعة السياحة والضيافة السعودية.

القطاع الربحي

أوضح أن الباحثين تحدثوا عن دور العلاقات العامة في القطاع الربحي، وأفادوا بأن العلاقات العامة هي الفن القائم على أسس علمية لبحث أنسب طرق التعامل الناجحة المتبادلة بين الجمعيات الخيرية والأهلية ومجتمعها الداخلي والخارجي لتحقيق أهدافها ونشر ثقافتها، مشيرا إلى أن الباحثين استقرأوا مستقبل العلاقات العامة والتي تمحور مستقبلها في الإنترنت حتما، حيث إن الانتقال من العلاقات العامة التقليدية إلى الرقمية مرحلة مهمة وضرورية وقائمة على ثلاثة أعمدة من خلال إعادة توظيف المحتوى عبر الإعلام الاجتماعي، والمحتوى التسويقي عبر المدونات، وإدارة السمعة على الإنترنت.

صناعة السياحة والضيافة

810 مليارات دولار مشروعات القطاع السياحي في السعودية

64 مليون متر مربع مساحة المشاريع السياحية والترفيهية

100 مليون سائح مستهدف بحلول 2030

160 مليار ريال لتأسيس برامج تمويلية لدعم وتطوير القطاع السياحي