الرياض: الوطن

وقع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في فيينا، مذكرة تفاهم وشراكة مع مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC) في مجال تعزيز السلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتنسيق المبادرات لتوطيد العلاقات بين الشعوب ذات الأديان والثقافات المتنوعة، ومتابعتها لزيادة كفاية عملها، وتعزيز ثقافة السلام والإسهام في التنمية المستدامة؛ إيذانا بتدشين مرحلة جديدة من التعاون واستدامة العلاقات بين المنظمتين الدوليتين لمواجهة التحديات العالمية من منظور متعدد الرؤى والتصورات والأطراف، بعد سابق التعاون والعمل معا منذ سنوات في إنجاز الكثير من المشاريع، آخرها: التنظيم المشترك لـ(منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين) الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي بالرياض بالتعاون مع جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين واللجنة الوطنية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. ووقع مذكرة التفاهم والشراكة عن جانب المركز أمينه العام فيصل بن معمر، وعن تحالف الحضارات الممثل السامي له السيد ميجيل موراتينوس.

مناهضة خطاب الكراهية

أكّد ابن معمر، الشراكة القائمة والمستقبلية بين المنظمتين الدوليتين بعد توقيع مذكرة التفاهم بينهما؛ بوصفهما معنيين بتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وبناء الجسور بين القيادات والمؤسسات الدينية والقيمية والإنسانية وصانعي السياسات، مبينا أهميتها أيضا في التعاون على مناهضة خطابات الكراهية التي برزت مجددا في الآونة الأخيرة؛ ومخاطر التقنية والترويج لخطاب الكراهية عبر المنصات الرقمية؛ بما يؤكد ضرورة التركيز وتوجيه النظر إلى كل مروجي الكراهية في أنحاء العالم. وشدّد ابن معمر على أن خطاب الكراهية يحمل في طياته تهديدين متصلين هما: جعل المكونات الدينية المتنوعة كبش فداء، وتهميشها وإساءة استخدام الدين لتبرير الأعمال غير المشروعة؛ داعيا إلى مواجهة كلا التهددين بصرامة، من خلال الشراكة بين القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية الفاعلة لمساندة صانعي السياسات. وفي ختام كلمته، أعرب الأمين العام لمركز الحوار العالمي عن سعادته بالعمل إلى جانب معالي الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، السيد ميجيل موراتينوس، بالنظر إلى تجاربه المتراكمة في مجال صناعة السياسات وخبراته في الوساطات وإدارة الاختلافات وفض النزاعات، مشيدًا بالتأثير الهائل لتحالف الحضارات وقيادته الرشيدة في مجال بناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي، مقدرًا التكامل الواضح بين عمل المنظمتين المنتظر والمنشود معًا في إطار اتفاقية التعاون والشراكة بينهما التي ستضفي زخمًا متجددًا إلى هذه الجهود المبذولة.

تفاقم الظلم الاجتماعي

قال ميجيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات: «إن الأزمة الإنسانية العالمية قد أدت إلى تفاقم مظاهر الظلم الاجتماعي وعدم المساواة التي ابتليت بها مجتمعاتنا منذ فترة طويلة. ولذلك حان الوقت الآن لعكس المسار وإعادة ضبط بوصلة أعمالنا لكي تأخذ مسارها الصحيح. ولقد حان الوقت لوضع مقاربة مختلفة قائمة على قيم الوحدة والرحمة والتضامن. ومن هنا يتطلع تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNAOC) إلى مواصلة تعاونه المثمر مع مركز الحوار العالمي (كايسيد) لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي لا يزال أمرًا ضروريًا للغاية في ظل هذا الواقع الأليم».

يُشار إلى أن مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، منصة رائدة للأمم المتحدة للحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات؛ تم إطلاقها بعد صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر عام 2009. واستطاعت، في وقت قياسي، الربط بين صانعي السياسات والأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتعزيز التفاهم بين مختلف المجتمعات.

أهداف توقيع المذكرة

- تعزيز السلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات

- تنسيق المبادرات لتوطيد العلاقات بين الشعوب ذات الأديان والثقافات المتنوعة

- متابعة المبادرات لزيادة كفاية عملها وتعزيز ثقافة السلام والإسهام في التنمية المستدامة