عبدالله الألمعي

شاهد الجميع حادثة الحريق الكبرى والمؤلمة التي وقعت في محافظة تنومة، وما خلَّفته من كارثة بيئية لا تُقدَّر بأيِّ تقدير كان، وبلطف الله سبحانه ثم بجهود رجالات الدفاع المدني، لم تكن هناك خسائر بشرية حاضرة.

جبل غلامة تحديدًا الذي وقع فيه الحريق، يمتاز بالغطاء النباتي الكثيف والجمال الذي يسر الأعين باخضرار أشجاره حينما تُحتضن الصخرة الكبيرة في منتصفه، وفجأة ودون سابق إنذار استحال هذا الاخضرار لونًا أحمرَ وكأنه ناقوس خطر للبيئة وللبشرية عمَّا تخلفه هذه الحرائق من تدمير لا مثيل له!

كما نعلم فـلا دخان بلا نار، وإن كل شيء يحدث لا يأتي صدفة - وأنا ممن لا يؤمن بالصدفة في كثير من الأحيان - فهذا الحريق الهائل حجما وخسارة من الاستحالة أن يحدث إلا بفعل فاعل وبأيدٍ خفية أو بسبب ما، فهو جبل يتيم وعِر لا يحيط به مقيمون ولا متنزهات فيه ليأتيه الناس بين حين إلى آخر.

هنا لعلنا نمسك بمربط الفرس، وهو أن هذه الأماكن في المنطقة الجنوبية والبعيدة عن الحياة البشرية اليومية، ونعلم من يأتي إليها، وقد حصل الحدث نفسه عندما أحرق مجهولون أحد جبال السودة قبل بضعة أعوام، وكان حريقًا ليس عاديًّا، ولكنه ليس كحريق تنومة في حدَّته!

لست هُنا بدور المحقق أو المسؤول، ولكن أجد وغيري كثيرون، أن سبب هذه النيران هم المجهولون العابثون بهذا الوطن، يتسلقون وعورة الجبال للاختفاء عن الأعين لنشر سمومهم وخبثهم -وهذا حديث طويل عما ينتجونه من فساد لأبناء الوطن-.