عبد الجليل يؤكد أن القذافي لا يزال يشكل خطراً .. وماليون مستعدون لاستضافته
يستهدف الثوار الليبيون سرت أحد آخر معاقل معمر القذافي، ويسعون إلى تولي إدارة بلد دمرته أكثر من ستة أشهر من الحرب. وفي العاصمة طرابلس كان الوضع هادئاً أمس لكن لا يزال هناك نقص في المياه. ورغم أن الثوار أكدوا أن المياه العذبة توزع في بعض المساجد إلا أن وسائل التوجه إليها لم تكن متوافرة بالضرورة لدى كل السكان. وانتهت المعارك في طرابلس إلا أن مجموعات صغيرة معزولة من الموالين للقذافي لا تزال تظهر بشكل متفرق خصوصاً في الليل، بحسب الثوار.
من جهته أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس في الدوحة أن القذافي لا يزال يشكل خطراً ودعا التحالف الدولي بقيادة حلف شمال الأطلسي إلى الاستمرار في دعم القيادة الجديدة في ليبيا. وقال عبد الجليل في افتتاح اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا بالدوحة إن تحدي القذافي لقوات التحالف لا يزال يشكل خطراً ليس على الشعب الليبي فقط وإنما على كل العالم. وأضاف لذلك نناشد التحالف الاستمرار في دعمه لنا.
وباتت سرت مسقط رأس القذافي الذي قد يكون لجأ إليها، محاصرة من جانب قوات للثوار أتت من بنغازي وتمركزت على بعد مئة و30 كلم من المدينة. وتحدثت مصادر عن مفاوضات تجري مع زعماء القبائل في سرت بهدف تسليم المدينة. لكن متحدثاً باسم الثوار نبه إلى أن هذه المفاوضات لن تكون إلى ما لا نهاية، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق سريع سيتم اللجوء إلى الحل العسكري. وفي الغرب، نصبت قوات القذافي كميناً للثوار في قرية رقدلين على بعد ستين كلم شرق الحدود التونسية قبل أن تقاتل الثوار على مدى ساعات. وتساءل أحد المقاتلين الشباب من الثوار قائلاً لا أفهم لماذا يواصلون القتال؟ ألا يشاهدون التلفزيون، عليهم أن يعرفوا أن حقبة القذافي انتهت.
وعبر الثوار عن قلقهم إزاء مصير حوالى 50 ألف شخص اعتقلوا في الأشهر الماضية ولا يعرف عنهم شيئاً. ومصدر هذا القلق أنه يتم اكتشاف مقابر جماعية في محيط مراكز الاحتجاز السابقة وسجن أبو سليم، فيما تتكثف الإفادات التي تتحدث عن إعدام سجناء من قبل القوات الموالية للقذافي خلال معركة طرابلس. وحذرت منظمة العفو الدولية أمس من احتمال تعرض سجلات السجون وغيرها من الوثائق إلى الضياع في ظل غياب الأمن عن هذه المؤسسات. وحثت المنظمة ومقرها لندن، المجلس الوطني الانتقالي على حماية هذه السجلات إما بتأمينها في مكانها أو تجميعها في نقطة مركزية لحمايتها، كما دعت المجلس إلى مطالبة الأفراد الذي استولوا على أي من هذه الوثائق إلى إعادتها للسلطات بأسرع وقت ممكن.
دبلوماسياً، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل التقى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على هامش اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، وسط تصريحات معادية للجزائر من قبل الثوار الليبيين. وفي موسكو أعلنت متحدثة باسم السفارة الليبية أن السفارة استبدلت أمس علم نظام القذافي بعلم الثوار، بناء على أوامر من السفير الليبي لدى روسيا. كما أكد السفير الليبي في قبرص مصطفى عبد السلام المغيربي والفريق العامل معه انضمامهم للثوار.
وفي مالي أعلن عدد من سكان غاو انهم مستعدون لاستضافة الزعيم الليبي. وقال صيدلي في المدينة ليأتي القذافي إلى هنا. سنؤمن له كل ما يريده. وأكد مدير مدرسة إنني موافق على استضافة القذافي. وأضاف إن الجحود ليس من سماتنا. لقد فتح خزينته للأفارقة، ولن نتخلى عنه اليوم وهو يواجه صعوبات.
وعرض اثنان من سكان المدينة كانا أمام مزرعتهما إيواء الزعيم الليبي. وقال أحدهما نحن مستعدان لحمايته وإيوائه ومساعدته. سنهبه سريرنا ولا أحد يستطيع أن يأتي للبحث عنه هنا. وأضاف الآخر قولوا له أن يأتي. وتحدث أحد أكبر أغنياء غاو في الاتجاه نفسه طالباً عدم كشف هويته. وقال لماذا لا نبني له مقراً في غاو أو نسمح له بالعيش في بيته في تومبوكتو المدينة الواقعة شمال غرب مالي وكان الزعيم الليبي يزورها باستمرار. وتؤكد الطالبة المالية زويرات أن ما يحدث له ظلم، لكنه كان ينتهك الحريات الأساسية. وتضيف لكنني أؤيد أن يمنحه بلد ما اللجوء. هو ليس ديموقراطياً لكن يجب ألا ننسى أن المتمردين الليبيين الذين يسيطرون على الجزء الأكبر من ليبيا ليسوا ديموقراطيين أيضاً.