قبل مدّة ليست بالطويلة، قرّرت التخلّص من جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي على جهازي بصورة مؤقتة على الأقل، وذلك بعد أن بات الصداع هو النتيجة الوحيدة - تقريبًا - التي أخرج بها من استخدام تلك التطبيقات، فضلا عن إهدار الوقت فيما لا طائل منه، حتى أصبحت مكتفيا بمجرّد المرور الخاطف بها للاطلاع على آخر المستجدّات المهمّة بالنسبة لي.
انتابني بعض التردد قبل الحذف، وحاولت استحضار بعض الأسباب التي قد تدفعني إلى العدول عن قراري. بالنسبة إلى تويتر، لم تفلح هذه المحاولة، وكل ما خطر ببالي في تلك اللحظة عبارة عن ازدحام كثيف من الذكريات السيئة التي تتراوح بين سجالات عقيمة تحاول إثبات مظلوميّة هذا النادي الرياضي أو ذاك، وكونه الأحق بالحفاوة والتكريم والبطولات والميداليات والكؤوس والصحون والقدور، وبين هاشتاقات تافهة تتساءل عن مدى جرأة الرجال المتزوجين على المخاطرة بالزواج من امرأة أخرى -لا يختلف أحد على كونها مخاطرة-، أو تكشف النقاب عن حقيقة وجود خلاف بين فلان وفلان من المشاهير، وكأن أطراف الخلاف هم الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري!
هذا عدا عن تغريدات الطيبين - موجودة في الواتس كذلك - المرفقة بالصور والاقتباسات التي تثني على أصحاب القلوب النقيّة والأعمال الفاضلة، وتوصي بالصبر على أصحاب النفوس الخبيثة والأفئدة الملوّثة، الجميع يشتكي من طيبة قلبه، وأنّها سبب تعاسته وبؤسه، واستغلال الآخرين له، فأين هم أصحاب الفئة الاستغلاليّة الملوّثة؟! أزعم أنّ كثيرا من هؤلاء الطيبين هم من شرار خلق الله على الأرض، فمن دأب المسيء التخفّي بين المحسنين، ومن دأب الظالم التواري بين جموع المظلومين، فهم يصفون أنفسهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون! وانتهى الأمر بحذف تويتر.
أما بالنسبة لـفيسبوك وإنستجرام والسناب، فقد حذفتها دون أدنى تردد أو تفكير، ولم أكن في حاجة إلى إسعاف الذاكرة، فحساباتي في تلك التطبيقات تخلو من أي مؤشر على وجود أدنى نشاط أو تفاعل أو اهتمام باستثناء السناب نسبيًّا، والحقيقة أنّني لا أتذكّر حتى الآن سببا وجيها لفتح حسابات في تلك التطبيقات أصلًا!
استوقفني تطبيق الواتس طويلا، حتى بدا الأمر وكأنه يتحدى رغبتي في حذفه ويسخر منها، مستندا على أهميته التي طالت بجذورها العلاقات العائلية والعملية، حاولت إخماد عنادي باستشعار أهميته، وعدم الاسترسال مع مغريات حذفه، على الرغم من إلحاح جزء مني على إزالته والاستراحة منه، معزّزا ذلك الإلحاح بكثير من الرسائل المزعجة التي من أبرزها استمرار ذلك التحذير اللعين من انطلاق أشعة كوزمو من المريخ إلى الأرض وأهمية إغلاق الأجهزة الإلكترونية ابتداءً من الساعة 12:30 منتصف هذه الليلة وحتى 3:30 صباحا، علمًا بأنّ الخبر ما زال متداولًا منذ أكثر من 2000 ليلة، ولم يخرج المريخ عن عادته في التزام مداره حول الشمس بسلام محتفظًا بإشعاعاته لنفسه، وإن كان هناك من مصدر للإشعاعات (الإشاعات) الخطيرة فهو تطبيق الواتس، وعموما فقد استسلمت في نهاية المطاف لفكرة الإبقاء عليه مع فرض بعض القيود.
قضيت شهرًا هادئًا، مبتعدًا عن صخب تويتر وإخوته، ثم قرّرت قطع تلك الإجازة والاستعداد للعودة من جديد إلى عالم التواصل الاجتماعي بشراء كمية كبيرة من المسكنات، ومحاولة تجنّب المكوث الطويل في ذلك العالم، مكتفيًا بالاطلاع على الأخبار المهمة والمعلومات المفيدة، والمشاركة بما يجود به المزاج، وربما سمحت لنفسي بالحصول على إجازة أخرى على أن تكون طويلة وشاملة قدر الإمكان.
انتابني بعض التردد قبل الحذف، وحاولت استحضار بعض الأسباب التي قد تدفعني إلى العدول عن قراري. بالنسبة إلى تويتر، لم تفلح هذه المحاولة، وكل ما خطر ببالي في تلك اللحظة عبارة عن ازدحام كثيف من الذكريات السيئة التي تتراوح بين سجالات عقيمة تحاول إثبات مظلوميّة هذا النادي الرياضي أو ذاك، وكونه الأحق بالحفاوة والتكريم والبطولات والميداليات والكؤوس والصحون والقدور، وبين هاشتاقات تافهة تتساءل عن مدى جرأة الرجال المتزوجين على المخاطرة بالزواج من امرأة أخرى -لا يختلف أحد على كونها مخاطرة-، أو تكشف النقاب عن حقيقة وجود خلاف بين فلان وفلان من المشاهير، وكأن أطراف الخلاف هم الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري!
هذا عدا عن تغريدات الطيبين - موجودة في الواتس كذلك - المرفقة بالصور والاقتباسات التي تثني على أصحاب القلوب النقيّة والأعمال الفاضلة، وتوصي بالصبر على أصحاب النفوس الخبيثة والأفئدة الملوّثة، الجميع يشتكي من طيبة قلبه، وأنّها سبب تعاسته وبؤسه، واستغلال الآخرين له، فأين هم أصحاب الفئة الاستغلاليّة الملوّثة؟! أزعم أنّ كثيرا من هؤلاء الطيبين هم من شرار خلق الله على الأرض، فمن دأب المسيء التخفّي بين المحسنين، ومن دأب الظالم التواري بين جموع المظلومين، فهم يصفون أنفسهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون! وانتهى الأمر بحذف تويتر.
أما بالنسبة لـفيسبوك وإنستجرام والسناب، فقد حذفتها دون أدنى تردد أو تفكير، ولم أكن في حاجة إلى إسعاف الذاكرة، فحساباتي في تلك التطبيقات تخلو من أي مؤشر على وجود أدنى نشاط أو تفاعل أو اهتمام باستثناء السناب نسبيًّا، والحقيقة أنّني لا أتذكّر حتى الآن سببا وجيها لفتح حسابات في تلك التطبيقات أصلًا!
استوقفني تطبيق الواتس طويلا، حتى بدا الأمر وكأنه يتحدى رغبتي في حذفه ويسخر منها، مستندا على أهميته التي طالت بجذورها العلاقات العائلية والعملية، حاولت إخماد عنادي باستشعار أهميته، وعدم الاسترسال مع مغريات حذفه، على الرغم من إلحاح جزء مني على إزالته والاستراحة منه، معزّزا ذلك الإلحاح بكثير من الرسائل المزعجة التي من أبرزها استمرار ذلك التحذير اللعين من انطلاق أشعة كوزمو من المريخ إلى الأرض وأهمية إغلاق الأجهزة الإلكترونية ابتداءً من الساعة 12:30 منتصف هذه الليلة وحتى 3:30 صباحا، علمًا بأنّ الخبر ما زال متداولًا منذ أكثر من 2000 ليلة، ولم يخرج المريخ عن عادته في التزام مداره حول الشمس بسلام محتفظًا بإشعاعاته لنفسه، وإن كان هناك من مصدر للإشعاعات (الإشاعات) الخطيرة فهو تطبيق الواتس، وعموما فقد استسلمت في نهاية المطاف لفكرة الإبقاء عليه مع فرض بعض القيود.
قضيت شهرًا هادئًا، مبتعدًا عن صخب تويتر وإخوته، ثم قرّرت قطع تلك الإجازة والاستعداد للعودة من جديد إلى عالم التواصل الاجتماعي بشراء كمية كبيرة من المسكنات، ومحاولة تجنّب المكوث الطويل في ذلك العالم، مكتفيًا بالاطلاع على الأخبار المهمة والمعلومات المفيدة، والمشاركة بما يجود به المزاج، وربما سمحت لنفسي بالحصول على إجازة أخرى على أن تكون طويلة وشاملة قدر الإمكان.