المدينة المنورة: عبدالله الرشيدي

تعزز أعمالهم بدورات.. ومهامهم التطوعية تنطلق بعد الإفطار

أعد أن أبذل غاية جهدي في القيام بواجبي نحو الله ثم المليك والوطن وأن أساعد الناس في جميع الظروف وأن أعمل بقانون الكشافة، من هذا الوعد الذي قطعوه على أنفسهم قدم الكشافة أعمالاً تطوعية خيرية تمريضية في الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان الكريم.
مهامهم تنطلق بعد تناولهم الإفطار في الحرمين الشريفين، يتوجهون مباشرة إلى مواقعهم في المنطقة المركزية، حتى ساعات الصباح لليوم التالي، ولا تنتهي المهام عند ذلك، فعند عودتهم إلى معسكرهم تقدم لهم برامج تدريبية في اللغة الإنجليزية لأهم الجمل والكلمات التي يحتاجها الكشافون للتعامل مع المعتمرين، بالإضافة إلى دورات في فن التعامل مع الآخرين.
700 كشاف
في 3 مواقع ينتشر نحو 700 كشاف تطوعوا لخدمة المعتمرين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنفذ الطوال بجازان، تميزهم حركتهم الدؤوبة وطريقة عملهم منظمة تشد الانتباه إليهم.
وتزداد وتيرة العمل كلما اقتربنا من الحرمين الشريفين، حيث يتطوع في شهر رمضان 600 كشاف للخدمة في مكة والمدينة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم.
برنامج يومي
وبالقرب من الحرم النبوي الشريف يتناول الكشافون إفطارهم مع رفع مؤذن الحرم لنداء المغرب وبعد أداء الصلاة يتوجه الكشافون إلى مواقعهم في المنطقة المركزية، أكد ذلك قائد المعسكر الكشفي الرمضاني بالمدينة المنورة طارق بن أسعد زغلم، وتابع بعد تناولهم الإفطار في الحرم المدني أو بالقرب منه، يوجهون إلى مواقعهم، وبعد الانتهاء من الخدمة، يوجهون إلى المعسكر حيث يقدم عدد من البرامج التدريبية و الترفيهية للمشاركين منها دورة في اللغة الإنجليزية لأهم الجمل والكلمات التي يحتاجها الكشافون للتعامل مع المعتمرين الذين لا يجيدون العربية بالإضافة إلى دورات في فن التعامل مع الآخرين.
تعاون تطوعي
ويواصل نحو 600 كشاف عملهم بالقرب من الحرمين الشريفين بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخدمية أهمها وزارة الحج و إدارة المرور و وزارة الصحة، حيث يؤكد زغلم أن عدد الكشافين المشاركين في معسكر المدينة 300 كشاف يشرف عليهم 14 قائداً قسموا إلى 9 فرق يعملون بعد صلاة المغرب إلى الساعة الواحدة صباحاً، وأضاف ونسق مع وزارة الحج لتقديم المساعدة للمعتمرين من خلال عملية إرشادهم إلى وجهاتهم و تنظيم حركة الحجاج بالقرب من الحرم النبوي بالتعاون مع المرور والمساندة مع المراكز الصحية الموجودة في المنطقة المركزية.
عربات وخرائط
ويشد انتباه الزائر للحرم النبوي قيام أحد الكشافين بمساعدة مسن بنقله على عربة صغيرة إلى مقر الفندق الذي يقيم فيه حتى ولو كان بعيداً عن الحرم، ويبين زغلم أنه خصصت 150 عربة لنقل المعتمرين و الزوار الذين يحتاجون إلى هذه العربات لحالاتهم الصحية أو لكبر سنهم وإيصالهم إلى وجهاتهم، بالإضافة إلى الاستعانة بـالخرائط الإكترونية لتحديد أماكن إقامة المعتمرين بعد قيام الفرق بمسح كامل للمنطقة المركزية خلال أول يومي عمل للمعسكر.
دموع الشكر
وأكد عدد من المعتمرين أن الكشافة لهم دور بارز في مساعدتهم أثناء وجودهم في مكة والمدينة، وقال عضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بجمهورية مصر سعيد الجمل إن فكرة مشروع عمل الكشافة فكرة إنسانية رائعة ذات مغزى تهدف إلى مساعدة المعتمرين وأن من يقف وراء هذا العمل يستحق كل الشكر و التقدير من المعتمرين كافة الذين يفدون إلى الحرمين الشريفين لما يلقونه من تعاون و مساندة من أبناء الكشافة.
وسابقت دموع أحد الزوار لمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم عبارات الشكر بعد أن ساعده أحد أفراد الكشافة وهو على كرسيه المدولب وأوصله إلى مقر سكنه الذي يعد أبعد نقطة عن الحرم النبوي مستعينا بخرائط كان يحملها في أسرع وقت.
كما يتجه كثير من المعتمرين والزوار إلى الكشافة لسؤالهم عن أسهل وأسرع الطرق لإيصالهم إلى سكنهم، ويؤكد رئيس النشاط الكشفي بتعليم المدينة صالح محمد صالح أن الفرق الميدانية سجلت منذ بداية رمضان إيصال وإرشاد أكثر من 37 ألف معتمر، وتنفيذ أكثر من 21 ألف مساعدة بواسطة العربات، بالإضافة إلى تنظيم دخول المعتمرين والزوار إلى المسجد النبوي.
وتابع وفي نشاط آخر، توزيع وجبات إفطار للصائمين عند بعض مداخل المدينة المنورة قبل صلاة المغرب التي شهدت ازدحاماً كبيراً رغبة من الصائمين في قضاء ليلة السابع والعشرين بجوار المسجد النبوي، بالإضافة إلى مهامه المساندة لشرطة المسجد النبوي ووزارة الصحة.
تعاون مميز
إلى ذلك، أكد مدير فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة محمد بن عبدالرحمن البيجاوي أن ما يقوم به الكشافون مفخرة لأفراد المجتمع كافة خاصة أن أغلب القيادة في عدد من الجهات الحكومية كانوا كشافين سابقين، وأضاف هناك تعاون مشترك بين وزارة الحج ووزارة التربية والتعليم وجمعية الكشافة العربية السعودية في رمضان وفي الحج من خلال مشاركة الكشافين في عملية إرشاد الحجاج و المعتمرين بالقرب من المسجد النبوي.
الانطلاقة من المدينة
وبين مشرف النشاط الكشفي بتعليم المدينة الدكتور طه بن محمد قاسم أن بداية مشروع المعسكر الكشفي الرمضاني كانت عام 1417 بتنفيذ من الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة بقيادة القائد الكشفي وليد أبوبكر عندما كان مشرفا على النشاط الكشفي قبل أن ينتقل إلى الوزارة واستمر العمل التطوعي بالمعسكر إلى أن اعتمد كأحد البرامج المركزية للنشاط الكشفي بالإضافة إلى إقامة معسكر في مكة عام 1419.
إيقاف احترازي
لموسم واحد فقط منذ انطلاقة المعسكر الرمضاني أوقفت وزارة التربية تنفيذ المعسكر احترازياً عام 1430، بسبب مرض أنفلونزا الخنازير (N1 H1) الذي حصد عددا من الوفيات حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية مما أجبر وزارة التربية على إيقاف معسكري مكة والمدينة خوفاً على سلامة الكشافين في ظل توافد المعتمرين من أنحاء العالم كافة.