أطاح عسكريون في 18 أغسطس الحالي بالرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، ووعدوا في اليوم التالي بانتقال سياسي وانتخابات عامة.
كانت تلك حلقة جديدة من حلقات الانقلابات العسكرية التي تفشت في كثير من دول العالم، على الأخص تلك التي حكمتها ديكتاتوريات، لكن الانقلابات لم تأت دوما بالأفضل، بل كتب كثير منها فصول التاريخ بالدم والحديد، وعانت الشعوب ويلاتها ومرارتها، وكثيرا ما أطاح الواصلون إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات بخصومهم حتى دون محاكم، فعذبوهم وأعدموهم وزجوا بهم في السجون والمعتقلات.
وكان كيتا، قد أعلن في تصريح عبر التلفزيون، وبعد ساعات من إيقاف العسكريين له، استقالته وحل الحكومة وحل الجمعية الوطنية.
وقال أحد قادة الانقلاب «يمكننا القول إن الرئيس ورئيس الوزراء باتا تحت سيطرتنا. قمنا بتوقيفهما في منزل الرئيس في باماكو».
وكان الرئيس ورئيس الوزراء اقتيدا من قبل عسكريين متمردين بآليات مصفحة إلى كاتي، حيث يقع معسكر سوندياتا كيتا على بعد نحو 15 كيلومترا عن باماكو.
إزاحة مفاجئة
يعرف الانقلاب بأنه إزاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي إلى «مؤسسة من مؤسسات الدولة» - عادة ما تكون الجيش - وتنصيب سلطة غيرها سواءً كانت مدنية أو عسكرية.
يعدّ الانقلاب ناجحا إذا تمكّن الانقلابيون من فرض هيمنتهم، فإذا لم يتمكنوا فإن هذا قد يجر الدولة إلى «الحرب الأهلية».
وفي النمط الكلاسيكي التقليدي يَستغل الانقلابُ قوّة الحكومة للتمكن من السيطرة السياسية على البلاد، ويحذر كثيرون من أن الانقلاب يشكل خطرا أكيدا على الديمقراطية والاستقرار.
وعادة ما يحدث بعد الانقلابات تأثير مفرط لسلطة الجيش على الحكومة حتى لو كانت مدنية.
سجل عامر بالانقلابات
انضم الانقلاب في مالي إلى سلسلة الانقلابات الكثيرة في إفريقيا والتي وصلت إلى نحو 86 محاولة بينها الناجح والفاشل كان آخرها قبل انقلاب مالي، تلك التي أحبطت في السودان في يوليو 2019، وسبقتها محاولة فاشلة أيضا في الغابون مطلع العام الماضي.
وعلى غرار انقلاب مالي الأخير، استولى الجيش في زيمبابوي في 14 نوفمبر 2017 على السلطة، ووضع الرئيس روبرت موغابي تحت الإقامة الجبرية، وسيطر على محطة التلفزيون الحكومية، وانتشر العسكر في أرجاء العاصمة هراري.
أكد الجيش حينئذ أن تحركه ليس انقلاباً عسكرياً، لكن الأمر لم يعدو كونه الوسيلة الوحيدة لإنهاء حكم الرئيس موغابي الذي يعد واحداً من قادة التحرير الوطني، وتولى السلطة في البلاد منذ حصولها على الاستقلال في عام 1980.
دول مضطربة
تراجع معدل الانقلابات في إفريقيا حسب دراسة لمعهد الأبحاث الدولية التابع لجامعة هايدلبرغ الألمانية، من متوسط 20 انقلاباً كل عام في حقبة ما بعد الاستقلال إلى أواسط الثمانينات (1960 - 1985) إلى أقل من 2 انقلاب فقط في المتوسط.
وشهدت 20 دولة إفريقية انقلابات كثيرة، بلغ متوسطها 6 انقلابات، منها نيجيريا، وأوغندا، وغانا، وبوركينا فاسو، وبنين، وموريتانيا، فيما شهدت 13 دولة انقلاباً عسكرياً واحداً.
انقلابات عربية
ربما تعد موريتانيا من أكثر الدول العربية التي شهدت انقلابات، فمنذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي عام 1960، شهدت 6 مرات انقلابات في 42 سنة، بدأت عام 1978، وانتهت في 2008.
بدوره، شهد الوطن العربي انقلابات عسكرية عدة في الدول التي نالت استقلالها في منتصف القرن الماضي، وكان انقلاب حسني الزعيم في مارس 1949، الأول في الوطن العربي وفي سورية منذ استقلالها قبل 3 سنوات، وفتح المجال لسلسلة انقلابات عسكرية مكنت الجيش من الهيمنة على الحياة السياسية.
وفي عام 1949 شهدت سورية انقلابين آخرين، ففي أغسطس 1949 انقلب سامي الحناوي على حسني الزعيم بثلاث فرق عسكرية، حاصر أولها تحت قيادته قصر الرئاسة، والثانية حاصرت منزل رئيس الوزراء محسن البرازي، والثالثة مقر القيادة العامة للشرطة والجيش.
برر الحناوي انقلابه بتبديد الزعيم وحكومته الثروة العامة وقمع الشعب وازدراء سلطة القانون واعتبار الزعيم نفسه «ملكًا» على سورية، ناهيك عن سياسته الخارجية غير المسؤولة.
أعدم الزعيم رميا بالرصاص بعد محاكمة عسكرية عاجلة حيث أدين بتهمة الخيانة العظمى.
انقلاب الأسد
قاد حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع في سورية، ورئيس الأركان مصطفى طلاس انقلابا في سورية في 16 أبريل 1970 أطلق عليه اسم الحركة التصحيحية، منهيا بذلك سلسلة انقلابات شهدتها سورية.
في العراق أطاح الضباط الوطنيون «الأحرار» عام 1958 بالملكية في العراق، وسيطر وزير الدفاع عبدالكريم القاسم على الأمور، ثم أطاح بزملائه في التنظيم الذي أوصله للحكم، وبعد 5 سنوات أطيح به، وحكم عليه بالإعدام، وأعدم صباح 15 رمضان عام 1963، وتولى بعده صديقه عبدالرحمن عارف، الحكم.
وفي يوليو 1968، أطيح بنظام عارف، وتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة بقيادة أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين.
بومدين والقذافي
استقلت الجزائر عام 1962، وكان أول رئيس لها هو أحد قادة الثورة أحمد بن بلة، لكنه لم يحكم أكثر من 3 سنوات، حيث قاد وزير دفاعه هواري بومدين انقلابا عسكريا عليه وأودعه السجن.
وشهدت ليبيا انقلابا عام 1969 قوّض حكم المملكة الليبية، وأعلن نشوء الجمهورية، حيث تشكلت حركة الضباط الوحدويين الأحرار في الجيش الليبي بقيادة الملازم أول معمر القذافي والتي احتلت مبنى الإذاعة وحاصرت القصر الملكي واستولت على السلطة حيث سارع ولي العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم حيث كان الملك محمد إدريس السنوسي خارج البلاد في رحلة لتلقي العلاج في تركيا.
كان سن القذافي حين استولى على السلطة 27 عاما، وقاد الآليات العسكرية إلى مدينتي بنغازي وطرابلس، وحاصر هو وحلفاؤه القصر الملكي والمباني الحكومية الرئيسية، وقطعوا الاتصالات واعتقلوا كبار المسؤولين في الدولة (قام أحدهم بالقفز في بركة سباحة منزله وهو مرتدٍ ثياب النوم في محاولة يائسة منه للهرب).
وفي غضون ساعتين انتهى الانقلاب.
وفي صباح اليوم التالي، أبلغ القذافي مواطنيه في بث إذاعي بأن النظام ”الفاسد“ و”الرجعي“ قد أطيح به، وظل يحكم ليبيا لمدة 42 عاما حتى قتل في عام 2011 خلال ثورات ما عرف بالربيع العربي.
النميري وحكاية انقلابين
في مايو 1969 أعلن العقيد أركان حرب جعفر النميري استيلاءه على السلطة في السودان، واستمر على رأس السلطة حتى عام 1985 حين انقلب عليه المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، واستلم السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985، ثم سلم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي، وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.
حمد على أبيه
انقلب حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في 27 يونيو 1995.
ووثق حمد بعد انقلابه مع دول عدة بينها إسرائيل، لكنه أزيح لاحقا لصالح ابنه تميم فيما سمي تخلي الأب عن الحكم لصالح نجله، لكن الأمر في حقيقته لم يكن سوى انقلاب جديد من الابن تميم المدعوم من والدته موزة المسند على الأب.
أشهر انقلابات العالم
لم تقتصر الانقلابات كوسيلة شائعة للاستيلاء على السلطة في إفريقيا والوطن العربي فقط، بل كانت وسيلة أيضا حتى في أوروبا وغيرها من قارات العالم.
وعلى نقيض الثورات التي تعرف أنها انتفاضات جماهيرية شعبية، تأتي الانقلابات على نحو مباغت، وتبقى محصورة ضمن مجموعة صغيرة جدا من المسؤولين العسكريين الكبار حيث تعد السرية من أهم أسلحتها، وذلك بانتظار نجاحها.
وشهد العالم عدداً من أشهر الانقلابات التي قادها عسكريون واستخدموها للإطاحة بأنظمة الحكم، ونقل مقاليد السلطة إلى أيديهم، ولعل من أشهرها انقلاب نابليون بونابرت الذي بدأ فور عودته من حملته العسكرية في مصر (أكتوبر 1799)، حملة للإطاحة بالمجلس الإداري المكون من 5 أعضاء، والذي كان يحكم فرنسا حينها.
رتب نابليون بالتواطؤ مع 2 من المدراء الخمسة عقد جلسة تشريعية خاصة خارج باريس في 10 نوفمبر، واستخدم فيها الترغيب والترهيب والرشوة لقبول المجلس التشريعي تسليمه السلطة إلا أنه بدعم العسكر وصل للحكم حيث أتاح له الجيش إعادة هيكلة المجلس الإداري ليتضمنه هو واثنان من المدراء فقط، مما سهل له أن يعين نفسه القنصل الأول، ثم زحف إلى السلطة وتوج نفسه إمبراطوراً على فرنسا عام 1804 ميلاديا.
الجنرال فرانكو
نقل الجنرال فرانسيسكو فرانكو خارج إسبانيا عقب الانتخابات في فبراير 1936، وحاول رفاقه الإطاحة بالحكومة لكنه كان مترددا في البداية ثم انضم لهم متأخرا.
في 18 يوليو 1936 أذاع بيانا دعا فيه الجيش للإطاحة بالحكومة، واستجاب الجيش إلى دعوته، فعاد سراً من جزر الكناري، ونجح انقلابه جزئيا فقط، حيث سيطرت قواته على ثلث البلاد فقط، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية دموية في إسبانيا استمرت 3 سنوات، ظهر بعدها منتصراً، وحكم إسبانيا حكما ديكتاتوريا حتى وفاته عام 1975.
أوغوستو بينوشيه
تولى أوغوستو بينوشيه قيادة الجيش والقوات المسلحة في تشيلي، لكنه انضم في نفس الوقت إلى مؤامرة انقلاب ضد رئيس البلاد آنذاك سلفادور أليندي.
وفي 11 سبتمبر عام 1973، استولت القوات البحرية التشيلية وبأمر من بينوشيه على مدينة ”فالبارايسو“ الساحلية، بينما تقدمت الدبابات والقوات البرية إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة ”سانتياجو“.
أصدر بينوشيه أوامره لطائرتين مقاتلتين بإطلاق صواريخ على القصر الرئاسي، واقتحم الجنود المبنى، فانتحر أليندي، فيما عُذب وأعدم عدد من مناصريه المقربين، وتم إعدام أغلبهم دون محاكمة، وحكم بينوشيه البلاد بعد ذلك لـ17 عاماً.
86 محاولة انقلابية وانقلابا في إفريقيا
20 انقلابا كل عام في إفريقيا بين 1960 و1985
20 دولة إفريقية شهدت كل منها 6 انقلابات
13عسكريون عرب
سورية
حسني الزعيم مارس 1949
سامي الحناوي أغسطس 1949
حافظ الأسد أبريل 1970
العراق
عبدالكريم قاسم 1958
عبدالرحمن عارف 1968
السودان
جعفر النميري 1969
عمر حسن أحمد البشير - 1989
عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب 1985-
ليبيا
معمر القذافي 1969
الجزائر
هواري بومدين 1965
قادوا انقلابات
كانت تلك حلقة جديدة من حلقات الانقلابات العسكرية التي تفشت في كثير من دول العالم، على الأخص تلك التي حكمتها ديكتاتوريات، لكن الانقلابات لم تأت دوما بالأفضل، بل كتب كثير منها فصول التاريخ بالدم والحديد، وعانت الشعوب ويلاتها ومرارتها، وكثيرا ما أطاح الواصلون إلى سدة الحكم على ظهور الدبابات بخصومهم حتى دون محاكم، فعذبوهم وأعدموهم وزجوا بهم في السجون والمعتقلات.
وكان كيتا، قد أعلن في تصريح عبر التلفزيون، وبعد ساعات من إيقاف العسكريين له، استقالته وحل الحكومة وحل الجمعية الوطنية.
وقال أحد قادة الانقلاب «يمكننا القول إن الرئيس ورئيس الوزراء باتا تحت سيطرتنا. قمنا بتوقيفهما في منزل الرئيس في باماكو».
وكان الرئيس ورئيس الوزراء اقتيدا من قبل عسكريين متمردين بآليات مصفحة إلى كاتي، حيث يقع معسكر سوندياتا كيتا على بعد نحو 15 كيلومترا عن باماكو.
إزاحة مفاجئة
يعرف الانقلاب بأنه إزاحة مفاجئة للحكومة بفعل مجموعة تنتمي إلى «مؤسسة من مؤسسات الدولة» - عادة ما تكون الجيش - وتنصيب سلطة غيرها سواءً كانت مدنية أو عسكرية.
يعدّ الانقلاب ناجحا إذا تمكّن الانقلابيون من فرض هيمنتهم، فإذا لم يتمكنوا فإن هذا قد يجر الدولة إلى «الحرب الأهلية».
وفي النمط الكلاسيكي التقليدي يَستغل الانقلابُ قوّة الحكومة للتمكن من السيطرة السياسية على البلاد، ويحذر كثيرون من أن الانقلاب يشكل خطرا أكيدا على الديمقراطية والاستقرار.
وعادة ما يحدث بعد الانقلابات تأثير مفرط لسلطة الجيش على الحكومة حتى لو كانت مدنية.
سجل عامر بالانقلابات
انضم الانقلاب في مالي إلى سلسلة الانقلابات الكثيرة في إفريقيا والتي وصلت إلى نحو 86 محاولة بينها الناجح والفاشل كان آخرها قبل انقلاب مالي، تلك التي أحبطت في السودان في يوليو 2019، وسبقتها محاولة فاشلة أيضا في الغابون مطلع العام الماضي.
وعلى غرار انقلاب مالي الأخير، استولى الجيش في زيمبابوي في 14 نوفمبر 2017 على السلطة، ووضع الرئيس روبرت موغابي تحت الإقامة الجبرية، وسيطر على محطة التلفزيون الحكومية، وانتشر العسكر في أرجاء العاصمة هراري.
أكد الجيش حينئذ أن تحركه ليس انقلاباً عسكرياً، لكن الأمر لم يعدو كونه الوسيلة الوحيدة لإنهاء حكم الرئيس موغابي الذي يعد واحداً من قادة التحرير الوطني، وتولى السلطة في البلاد منذ حصولها على الاستقلال في عام 1980.
دول مضطربة
تراجع معدل الانقلابات في إفريقيا حسب دراسة لمعهد الأبحاث الدولية التابع لجامعة هايدلبرغ الألمانية، من متوسط 20 انقلاباً كل عام في حقبة ما بعد الاستقلال إلى أواسط الثمانينات (1960 - 1985) إلى أقل من 2 انقلاب فقط في المتوسط.
وشهدت 20 دولة إفريقية انقلابات كثيرة، بلغ متوسطها 6 انقلابات، منها نيجيريا، وأوغندا، وغانا، وبوركينا فاسو، وبنين، وموريتانيا، فيما شهدت 13 دولة انقلاباً عسكرياً واحداً.
انقلابات عربية
ربما تعد موريتانيا من أكثر الدول العربية التي شهدت انقلابات، فمنذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي عام 1960، شهدت 6 مرات انقلابات في 42 سنة، بدأت عام 1978، وانتهت في 2008.
بدوره، شهد الوطن العربي انقلابات عسكرية عدة في الدول التي نالت استقلالها في منتصف القرن الماضي، وكان انقلاب حسني الزعيم في مارس 1949، الأول في الوطن العربي وفي سورية منذ استقلالها قبل 3 سنوات، وفتح المجال لسلسلة انقلابات عسكرية مكنت الجيش من الهيمنة على الحياة السياسية.
وفي عام 1949 شهدت سورية انقلابين آخرين، ففي أغسطس 1949 انقلب سامي الحناوي على حسني الزعيم بثلاث فرق عسكرية، حاصر أولها تحت قيادته قصر الرئاسة، والثانية حاصرت منزل رئيس الوزراء محسن البرازي، والثالثة مقر القيادة العامة للشرطة والجيش.
برر الحناوي انقلابه بتبديد الزعيم وحكومته الثروة العامة وقمع الشعب وازدراء سلطة القانون واعتبار الزعيم نفسه «ملكًا» على سورية، ناهيك عن سياسته الخارجية غير المسؤولة.
أعدم الزعيم رميا بالرصاص بعد محاكمة عسكرية عاجلة حيث أدين بتهمة الخيانة العظمى.
انقلاب الأسد
قاد حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع في سورية، ورئيس الأركان مصطفى طلاس انقلابا في سورية في 16 أبريل 1970 أطلق عليه اسم الحركة التصحيحية، منهيا بذلك سلسلة انقلابات شهدتها سورية.
في العراق أطاح الضباط الوطنيون «الأحرار» عام 1958 بالملكية في العراق، وسيطر وزير الدفاع عبدالكريم القاسم على الأمور، ثم أطاح بزملائه في التنظيم الذي أوصله للحكم، وبعد 5 سنوات أطيح به، وحكم عليه بالإعدام، وأعدم صباح 15 رمضان عام 1963، وتولى بعده صديقه عبدالرحمن عارف، الحكم.
وفي يوليو 1968، أطيح بنظام عارف، وتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة بقيادة أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين.
بومدين والقذافي
استقلت الجزائر عام 1962، وكان أول رئيس لها هو أحد قادة الثورة أحمد بن بلة، لكنه لم يحكم أكثر من 3 سنوات، حيث قاد وزير دفاعه هواري بومدين انقلابا عسكريا عليه وأودعه السجن.
وشهدت ليبيا انقلابا عام 1969 قوّض حكم المملكة الليبية، وأعلن نشوء الجمهورية، حيث تشكلت حركة الضباط الوحدويين الأحرار في الجيش الليبي بقيادة الملازم أول معمر القذافي والتي احتلت مبنى الإذاعة وحاصرت القصر الملكي واستولت على السلطة حيث سارع ولي العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم حيث كان الملك محمد إدريس السنوسي خارج البلاد في رحلة لتلقي العلاج في تركيا.
كان سن القذافي حين استولى على السلطة 27 عاما، وقاد الآليات العسكرية إلى مدينتي بنغازي وطرابلس، وحاصر هو وحلفاؤه القصر الملكي والمباني الحكومية الرئيسية، وقطعوا الاتصالات واعتقلوا كبار المسؤولين في الدولة (قام أحدهم بالقفز في بركة سباحة منزله وهو مرتدٍ ثياب النوم في محاولة يائسة منه للهرب).
وفي غضون ساعتين انتهى الانقلاب.
وفي صباح اليوم التالي، أبلغ القذافي مواطنيه في بث إذاعي بأن النظام ”الفاسد“ و”الرجعي“ قد أطيح به، وظل يحكم ليبيا لمدة 42 عاما حتى قتل في عام 2011 خلال ثورات ما عرف بالربيع العربي.
النميري وحكاية انقلابين
في مايو 1969 أعلن العقيد أركان حرب جعفر النميري استيلاءه على السلطة في السودان، واستمر على رأس السلطة حتى عام 1985 حين انقلب عليه المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب، واستلم السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985، ثم سلم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي، وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.
حمد على أبيه
انقلب حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في 27 يونيو 1995.
ووثق حمد بعد انقلابه مع دول عدة بينها إسرائيل، لكنه أزيح لاحقا لصالح ابنه تميم فيما سمي تخلي الأب عن الحكم لصالح نجله، لكن الأمر في حقيقته لم يكن سوى انقلاب جديد من الابن تميم المدعوم من والدته موزة المسند على الأب.
أشهر انقلابات العالم
لم تقتصر الانقلابات كوسيلة شائعة للاستيلاء على السلطة في إفريقيا والوطن العربي فقط، بل كانت وسيلة أيضا حتى في أوروبا وغيرها من قارات العالم.
وعلى نقيض الثورات التي تعرف أنها انتفاضات جماهيرية شعبية، تأتي الانقلابات على نحو مباغت، وتبقى محصورة ضمن مجموعة صغيرة جدا من المسؤولين العسكريين الكبار حيث تعد السرية من أهم أسلحتها، وذلك بانتظار نجاحها.
وشهد العالم عدداً من أشهر الانقلابات التي قادها عسكريون واستخدموها للإطاحة بأنظمة الحكم، ونقل مقاليد السلطة إلى أيديهم، ولعل من أشهرها انقلاب نابليون بونابرت الذي بدأ فور عودته من حملته العسكرية في مصر (أكتوبر 1799)، حملة للإطاحة بالمجلس الإداري المكون من 5 أعضاء، والذي كان يحكم فرنسا حينها.
رتب نابليون بالتواطؤ مع 2 من المدراء الخمسة عقد جلسة تشريعية خاصة خارج باريس في 10 نوفمبر، واستخدم فيها الترغيب والترهيب والرشوة لقبول المجلس التشريعي تسليمه السلطة إلا أنه بدعم العسكر وصل للحكم حيث أتاح له الجيش إعادة هيكلة المجلس الإداري ليتضمنه هو واثنان من المدراء فقط، مما سهل له أن يعين نفسه القنصل الأول، ثم زحف إلى السلطة وتوج نفسه إمبراطوراً على فرنسا عام 1804 ميلاديا.
الجنرال فرانكو
نقل الجنرال فرانسيسكو فرانكو خارج إسبانيا عقب الانتخابات في فبراير 1936، وحاول رفاقه الإطاحة بالحكومة لكنه كان مترددا في البداية ثم انضم لهم متأخرا.
في 18 يوليو 1936 أذاع بيانا دعا فيه الجيش للإطاحة بالحكومة، واستجاب الجيش إلى دعوته، فعاد سراً من جزر الكناري، ونجح انقلابه جزئيا فقط، حيث سيطرت قواته على ثلث البلاد فقط، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية دموية في إسبانيا استمرت 3 سنوات، ظهر بعدها منتصراً، وحكم إسبانيا حكما ديكتاتوريا حتى وفاته عام 1975.
أوغوستو بينوشيه
تولى أوغوستو بينوشيه قيادة الجيش والقوات المسلحة في تشيلي، لكنه انضم في نفس الوقت إلى مؤامرة انقلاب ضد رئيس البلاد آنذاك سلفادور أليندي.
وفي 11 سبتمبر عام 1973، استولت القوات البحرية التشيلية وبأمر من بينوشيه على مدينة ”فالبارايسو“ الساحلية، بينما تقدمت الدبابات والقوات البرية إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة ”سانتياجو“.
أصدر بينوشيه أوامره لطائرتين مقاتلتين بإطلاق صواريخ على القصر الرئاسي، واقتحم الجنود المبنى، فانتحر أليندي، فيما عُذب وأعدم عدد من مناصريه المقربين، وتم إعدام أغلبهم دون محاكمة، وحكم بينوشيه البلاد بعد ذلك لـ17 عاماً.
86 محاولة انقلابية وانقلابا في إفريقيا
20 انقلابا كل عام في إفريقيا بين 1960 و1985
20 دولة إفريقية شهدت كل منها 6 انقلابات
13عسكريون عرب
سورية
حسني الزعيم مارس 1949
سامي الحناوي أغسطس 1949
حافظ الأسد أبريل 1970
العراق
عبدالكريم قاسم 1958
عبدالرحمن عارف 1968
السودان
جعفر النميري 1969
عمر حسن أحمد البشير - 1989
عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب 1985-
ليبيا
معمر القذافي 1969
الجزائر
هواري بومدين 1965
قادوا انقلابات