الرياض: خالد الصالح

فيما تذمر عدد من أولياء الأمور حول ضبابية آلية احتساب الرسوم الدراسية للمدارس الأهلية والعالمية للعام الدراسي القادم بعد أن أعلن رسميا بداية الدراسة عن بعد، مؤكدين أن التعليم عن بعد أقل تكلفة من التعليم الحضوري إلا أن الرسوم الدراسية لم تتبين حتى الآن، طالب مختصون بسرعة إصدار وزارة التعليم قرارات واضحة بشأن آلية احتساب الرسوم، في وقت رصدت فيه «الوطن» نوايا عدد من أولياء الأمور لنقل أبنائهم للمدارس الحكومية، وحتى المدارس الحكومية أقفلت القبول عبر نظام نور.

عدد المدارس

بحسب آخر إحصائيات من وزارة التعليم فإن عدد المدارس الأهلية في مختلف مناطق المملكة بلغ أكثر من 6.144 مدرسة يدرس فيها 1.015.494 طالبا وطالبة، وعدد المعلمين والمعلمات فيها أكثر من 100 ألف، ويبلغ عدد المدارس العالمية والأجنبية في المملكة 1942 مدرسة، يدرس فيها 275.756 طالباً وطالبة، وعدد المعلمين والمعلمات فيها 20.644.

مشاركة القطاع الخاص

من المفترض أن تزيد نسبة مشاركة القطاع الخاص في التعليم الأهلي بحسب رؤية المملكة وأهداف الوزارة، إذ أن النسبة الحالية تقدر بـ 17.6% بالنسبة للمدارس، أما نسبة مشاركة الطلاب في التعليم الأهلي بلغت 16.1%، وهي نسب منخفضة، وركزت الوزارة في وقت سابق على رفعها، إلا أن جائحة كورونا قد تؤدي إلى تسرب أعداد كبيرة من الطلاب إلى المدارس الحكومية، إضافة إلى احتمالية تضرر وإغلاق مدارس أهلية والاستغناء عن المعلمين فيها، الأمر الذي قد يؤدي إلى خفض نسب مشاركة القطاع الخاص بالتعليم الأهلي بدلاً من زيادتها.

تبعات ارتفاع الرسوم

من مستهدفات الوزارة التي أعلنت عنها رفع مساهمة القطاع الخاص إلى 25% من إجمالي قطاع التعليم في السعودية بحلول عام 2020، الأمر الذي لم يتحقق بعد في ظل ارتفاع الرسوم الدراسية للمدارس الأهلية والعالمية ولأسباب عديدة أخرى، حيث تبدأ الرسوم الدراسية لمدارس رياض الأطفال من 8 آلاف وتصل 45 ألف ريال، في حين تبلغ الرسوم الدراسية للمدارس الأهلية من 15 ألف ريال إلى 40 ألف ريال، والمدارس العالمية تبدأ رسومها من 35 ألف ريال إلى 60 ألف ريال وذلك وفقاً لدليل المستثمر لإصدار التراخيص الصادر عن وزارة التعليم.

تذمر أولياء الأمور

بدوره اعتبر أستاذ تقنيات التعليم في جامعة الملك سعود سابقا البروفيسور بدر الصالح في حديثه لـ»الوطن» أن تذمر أولياء الأمور يعتبر من حقهم بمطالبتهم للمدارس الأهلية بتخفيض الرسوم الدراسية للفصل الدراسي القادم بعد إعلان عودة الدراسة عن بعد، مضيفاً: «مطالبتهم هذه مشروعة ليس فقط للفصل الدراسي القادم وإنما لهم حق أيضا في جزء من رسوم الفصل الدراسي الماضي الذي درس الطلاب نصفه تقريبًا (8 أسابيع) عن بعد، ولم تنتظم فيه الدراسة بشكل مقبول خصوصًا لطلاب الصفوف الأولية؛ ومن المعروف أن مصاريف المدارس في فترة التعليم عن بعد والخاصة بالتشغيل ومصاريف الطاقة من كهرباء وماء ومصاريف الصيانة والتنظيف وغير ذلك وفرت المدارس كثيرًا من تكلفتها».

مرونة المدارس الأهلية

لفت الصالح بأن على ملاك المدارس الأهلية إبداء شيء من المرونة وفاء لبلادهم التي لم تقصر في دعمهم على مدى عقود من الزمن، الأمر الذي سينعكس على ولاء الطلاب لمدارسهم بدلا من تركها؛ قائلاً: «إن الحل يكمن في تشكيل لجنة من وكالة التعليم الأهلي بالوزارة ومن ملاك المدارس وممثلين عن أولياء الأمور ومن الجهات الأخرى ذات العلاقة لمناقشة هذا الموضوع المهم، ومحاولة الاتفاق على نسبة تخفيض معينة للرسوم تتفاوت بحسب المرحلة الدراسية، إضافة إلى تعويض أولياء الأمور عن الفصل الدراسي الماضي».

تجنباً لدفع الرسوم

بين الصالح أن نوايا كثير من أولياء الأمور بنقل أبنائهم من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية تجنبًا لدفع رسوم دراسية من حقوقهم إذا توافرت لأبنائهم مقاعد دراسية في المدرسة التي يرغبون الانتقال إليها؛ لافتاً إلى أن هذه مشكلة أخرى لأولياء الأمور وللمدارس الأهلية والحكومية لأن وزارة التعليم صرحت فقط بآلية النطاقات وهو الأمر الذي أكد نظريًا وجود مدارس عن بعد، لكن أي المناطق أو المحافظات أو المدن ستكون في أي نطاق (أخضر أو برتقالي أو أحمر)، وماذا عن التغير من نطاق إلى نطاق بناءً على إحصاءات الإصابات؟ كل ذلك سيربك الفصل الدراسي القادم.

حلول للوزارة

حول رؤية الوزارة لرفع نسبة التخصيص في التعليم العام إلى 25% في 2020 وهو ما لم يتحقق، أوضح الصالح أن أحد الحلول قد يكون من خلال تحالفات أو تكتلات بين المدارس والتعاون بينها في جوانب إدارية وتقنية مما يوفر بعضًا من مصاريف المدارس، إضافة إلى إمكانية تعاون وزارة التعليم مع المدارس الأهلية بحيث تخفض المدارس الأهلية من رسوم الدراسة لجذب جمهور أكبر من الطلاب وهو ما سيدر أموالا أكثر للمدارس، وربما تدعم الوزارة المدارس التي تخفض رسومها على أن لا يكون ذلك على حساب جودة التعليم.

تخفيض رسوم الدراسة

وأكد أن تخفيض رسوم الدراسة في المدارس الأهلية للفصل القادم إذا كان سيتم عن بعد، قد يساعد جزئيًا على حل مشكلة نقل أولياء الأمور أبنائهم إلى مدارس حكومية وإبقائهم في مدارسهم.

الانتقال إلى الحكومي

توقع أستاذ تقنيات التعليم المشارك والمستشار في التعلم الإلكتروني في جامعة الملك سعود الدكتور محمد الحجيلان انتقال ما نسبته 20 إلى 30% من طلاب المدارس الأهلية إلى المدارس الحكومية بعد إعلان بدء العام الدراسي القادم عن بعد، تفادياً لدفع الرسوم الدراسية دون مراعاة لتخفيضها بسبب الفاقد التعليمي خلف عملية التعليم عن بعد في الفصل الدراسي السابق. وأكد أن ملاحظات أولياء الأمور حول رسوم المدارس الأهلية منطقية، حيث إن المقابل المادي الذي يدفعونه جزء كبير منه مفقود، نتيجة الفاقد التعليمي، مطالباً المدارس الأهلية والعالمية مراعاة هذا الفاقد وأن تخفض رسومها الدراسية بما يتناسب مع الوضع الحالي.

الفاقد التعليمي

شدد الحجيلان على ضرورة أن تأخذ الوزارة بالحسبان هذه الملاحظات، وأن على المدارس الأهلية مراعاة تبعات الفاقد التعليمي (الفرق بين التعلم حضورياً والتعليم عن بعد) مضيفاً: «بعد أن أصبحت العملية التعليمية عن بعد أصبح نصف العبء أو أكثر يقع على عاتق أولياء الأمور في المنازل، وعلى الأمهات بشكل خاص، وذلك من حيث المتابعة والإشراف والتدريس، وعلى المدارس برعاية الوزارة وضع هذا بالحسبان قبل صرف أولياء الأمور أبناءهم إلى مدارس حكومية والذي قد يسبب ربكة للوزارة وللطاقة الاستيعابية للمدارس الحكومية من نقل وتكدس ورفع حاجات المعلمين للمدارس الحكومية».

الأضرار المادية

حول الأضرار المادية التي قد تطال المدارس الأهلية في التشغيل وصرف رواتب المعلمين، أكد الحجيلان أن أغلب المدارس لديها هامش ربحي كبير في وقت سابق، حتى أن بعضها بسبب العباءة المالية بإمكانها تفادي الأضرار المادية وفي وقت سريع، مشيراً إلى أن هناك حلولا بينية على غرار باقي المؤسسات والقطاعات الخاصة، متمثلة بتخفيض رواتب المعلمين، نظراً لتقليل العبء التدريسي عليهم بعد إتمام عملية التعليم عن بعد، ونقل جزء كبير من الأعباء إلى أولياء الأمور، إضافة إلى أن كثيرا من المهام أزيلت بسبب تبعات الأزمة.

أبرز تبعات بدء العام الدراسي عن بعد

انتقال أعداد كبيرة من طلاب المدارس الأهلية إلى المدارس الحكومية

التسبب بتكدس أعداد كبيرة من الطلاب في المدارس الحكومية فوق الطاقة الاستيعابية

تعثر رفع مساهمة القطاع الخاص في التعليم الأهلي

إغلاق مدارس أهلية والاستغناء عن المعلمين فيها

ضعف المخرجات نتيجة الفاقد التعليمي في التعليم عن بعد

إحصائيات التعليم الخاص

عدد المدارس الأهلية في مناطق المملكة: 6.144 مدرسة

يدرس فيها 1.015.494 طالبا وطالبة

عدد المعلمين والمعلمات فيها أكثر من 100 ألف

يبلغ عدد المدارس العالمية والأجنبية في المملكة 1942 مدرسة

يدرس فيها 275.756 طالبا وطالبة، وعدد المعلمين فيها 20,644 معلما ومعلمة