لماذا تعشق السفر؟ ولماذا كلما بعدت المسافة زاد الشغف؟ السفر لغة هو الخروج عن مكان الإقامة، نرى البعض يسافر كثيرا، ليس لغايات جمالية، فمن أراد الشيء سيجلبه، قد يكون الدافع والأساس رغبة الابتعاد، ومنه ينبثق السؤال: لماذا؟.
عندما نسافر فنحن لا نستعد له فقط بالحقائب بل نستعد بالأرواح وتزين تعاملاتنا قبله وتسعد عقولنا بعده، ليس ذلك تعمدا بل رغبة داخلية لا إرادية تستعد لفرح فتسعدنا، هل للهروب من المحيط دور؟ هل التخلي عن المسؤوليات والعيش بحرية دور؟ قد تكون الإجابة متمثلة في رحلة جديدة غير معلومة التفاصيل، فيها من الأحداث ما لا نتوقع، ومن الوجوه ما لا نعرف، إلى مكان لا يتم الحكم علينا باستمرار كما نحترف!.
نتخلى عن تاريخنا المتمثل باسمنا ومراتبنا وشهاداتنا ونبدأ من جديد، وكأن في انتقالنا من محل إقامتنا لوجهة سفرنا حياة وخيارات جديدة.
يعتقد الكثير أن أساس السفر المتعة والتغيير، ولكن قد تكون الإجابة أعمق من ذلك ولو لم نتنبه لها! قد تكون رحلة للبحث عن ذواتنا التي سُحقت بين التمدن والعمل! ففي المدينة تختفي معالم الراحة النفسية المتمثلة في الطبيعة والفن المعماري، وتلك مؤشرات إن وجدت تنعكس لا إراديا على العقل فتسعده، وفي العمل يكون تركيزنا حول كفاءته حتى ننسى أنفسنا فيه، وينصب تفكيرنا تجاه الآخرين لا أنفسنا، وبينهما نختنق ونهمل ذواتنا، ويمثل السفر لنا الفصل بينهما واستخراج أرواحنا الغريقة لتعيد اكتشاف نفسها بعيدا.
وقد قال الإمام الشافعي:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقهُ
وانصب فإن لذيذ العيشِ في النصبِ
إني رأيت وقوفَ الماء يفسدهُ
إن سالَ طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ
ما بين شغف المغامرة واكتشاف ثقافات جديدة والهرب من ارتباطات الحياة تتجلى لنا الحقيقة، إن في السفر تحقيق غايات قد تكون مفقودة: حرية اختيار، حرية علاقات وحرية تصرفات، وجميعها تجيب لنا عن تعريف معنى (الإرادة)، فعندما نمتلك حرية الاختيار والعلاقات والتصرفات وقتها نمتلك (الإرادة) التي تقودنا لمفردة الذات. فالذات لا تُصقل سوى باحتراف الثالوث السابق وعندما نفقد حرية الاختيار والعلاقات والتصرفات سنفقد الإرادة وبعدها سنفقد الذات، وعندما نجد ذواتنا فيهم سنُكون شخصياتنا أو نستعيدها، فلا تستغربوا من تغير البعض طبيعةً، سعادة، تعاملاً وطاقة في السفر، ليس ذلك بسبب سعادة المكان بقدر ماهي سعادة لاكتشاف الذات ولو لم يدركوها!
عندما نسافر فنحن لا نستعد له فقط بالحقائب بل نستعد بالأرواح وتزين تعاملاتنا قبله وتسعد عقولنا بعده، ليس ذلك تعمدا بل رغبة داخلية لا إرادية تستعد لفرح فتسعدنا، هل للهروب من المحيط دور؟ هل التخلي عن المسؤوليات والعيش بحرية دور؟ قد تكون الإجابة متمثلة في رحلة جديدة غير معلومة التفاصيل، فيها من الأحداث ما لا نتوقع، ومن الوجوه ما لا نعرف، إلى مكان لا يتم الحكم علينا باستمرار كما نحترف!.
نتخلى عن تاريخنا المتمثل باسمنا ومراتبنا وشهاداتنا ونبدأ من جديد، وكأن في انتقالنا من محل إقامتنا لوجهة سفرنا حياة وخيارات جديدة.
يعتقد الكثير أن أساس السفر المتعة والتغيير، ولكن قد تكون الإجابة أعمق من ذلك ولو لم نتنبه لها! قد تكون رحلة للبحث عن ذواتنا التي سُحقت بين التمدن والعمل! ففي المدينة تختفي معالم الراحة النفسية المتمثلة في الطبيعة والفن المعماري، وتلك مؤشرات إن وجدت تنعكس لا إراديا على العقل فتسعده، وفي العمل يكون تركيزنا حول كفاءته حتى ننسى أنفسنا فيه، وينصب تفكيرنا تجاه الآخرين لا أنفسنا، وبينهما نختنق ونهمل ذواتنا، ويمثل السفر لنا الفصل بينهما واستخراج أرواحنا الغريقة لتعيد اكتشاف نفسها بعيدا.
وقد قال الإمام الشافعي:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقهُ
وانصب فإن لذيذ العيشِ في النصبِ
إني رأيت وقوفَ الماء يفسدهُ
إن سالَ طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ
ما بين شغف المغامرة واكتشاف ثقافات جديدة والهرب من ارتباطات الحياة تتجلى لنا الحقيقة، إن في السفر تحقيق غايات قد تكون مفقودة: حرية اختيار، حرية علاقات وحرية تصرفات، وجميعها تجيب لنا عن تعريف معنى (الإرادة)، فعندما نمتلك حرية الاختيار والعلاقات والتصرفات وقتها نمتلك (الإرادة) التي تقودنا لمفردة الذات. فالذات لا تُصقل سوى باحتراف الثالوث السابق وعندما نفقد حرية الاختيار والعلاقات والتصرفات سنفقد الإرادة وبعدها سنفقد الذات، وعندما نجد ذواتنا فيهم سنُكون شخصياتنا أو نستعيدها، فلا تستغربوا من تغير البعض طبيعةً، سعادة، تعاملاً وطاقة في السفر، ليس ذلك بسبب سعادة المكان بقدر ماهي سعادة لاكتشاف الذات ولو لم يدركوها!